خُطبتا صلاة الجمعة في 30 أيّار 2014م

أُضيف بتاريخ الجمعة, 29/05/2015 - 17:38
(فيديو + مُلَخّص عن خطبتيّ صلاة الجمعة في 30 أيّار 2014م)

  موضوع الخطبتين:
- ما هو الإسلام وما هو الدين الذي قال فيه الله سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ﴾ أهو الإسلام الذي نقول فيه الشهادتين ثم نكتفي بهذا القدر؟!
- ما هو الإسلام الذي صرنا نسمع فيه كلاماً كثيراً كٌلٌ يتأوّله كما تشتهي أهواؤه.. هذا يُغيّر الإسلام برأيه، وهذا يُغيّبه بفتواه، وهذا يجعله كما يُريد يُدخل به الناس الجنة ويُدخل به فريقاً للجحيم..
- نحن في محنةٍ وبلاءٍ أصاب البلد فشرّد من شرّد وأبلى من أبلى وفينا اليوم من فرّ من هناك لاجئاً..
- هذه البيئة وهذه الجبال طالما نشأ فيها علماء وأعلام وكان لهم من سِيَرهم ما يدل على أنّهم يعبدون الله عز وجل بالإسلام الذي ذكرنا على أنّ الناس إمّا أخٌ لك في الدين أو نظير لك في الخلق.. هذه الجبال أيها الإخوة كان من رجالها رجلٌ شارك في صنع الإستقلال في هذا البلد .. من منّا يجهل فضل المجاهد الشيخ صالح العلي..
- الحديث عن الإستحقاق الدستوري في انتخاب رئيس وقائد للبلد...


 

الخُطبة الأولى:
إنّ الدين عند الله الإسلام.. ما هو الإسلام الذي دعى الله عز وجل إليه في كتابه وجاء به رسوله الأكرم (ص وآله)؟..
أهو الإسلام الذي نقول فيه الشهادتين ثم نكتفي بهذا القدر؟!
ما هو الإسلام الذي صرنا نسمع فيه كلاماً كثيراً كٌلٌ يتأوّله كما تشتهي أهواؤه.. هذا يُغيّر الإسلام برأيه، وهذا يُغيّبه بفتواه، وهذا يجعله كما يُريد يُدخل به الناس الجنة ويُدخل به فريقاً للجحيم..
ماذا قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في الإسلام..
الإسلام هو العمل الصالح.. الإسلام هو التسليم لله ولرسوله ما أمر...
بالعمل الصالح نستدل على أنّ صاحبه من المسلمين.. لا يكون المسلم مسلما حتى يكون ورعا كما قال أمير المؤمنين (ع) ولا يكون ورعاً حتى يكون زاهدا ولا يكون حازماً حتى يكون عاقلا وما العاقل إلاّ من عقل عن الله عز وجل...
الإسلام إنما جاء ليردّ الإنسان إلى إنسانيته..
أن تكون مسلماً يعني أن تكون إنسانا.. أن تكون رفيقاً في كل شيء..
فما بال من يدّعي الإسلام يقتل ويغتصب وينتهك ثم بعد هذا يرجو أن نعتّده من المسلمين؟!..
يقول رسول الله ص وآله وسلم (إنّما بُعثت لأتمّم مكارم الأخلاق)..
إنّماالجاهلية حين تطغى بهيمية الإنسان على عقله حين ينحطّ مكان أن يرتقي إلى الأعلى ولا يخلو زمنٌ من جاهلية..
من منّا من لم يسمع أنّ المُسلم من سلم الناس من عينه ويده ولسانه.. أين نحن من ما أُمرنا به أين نحن من إنسانيتنا التي لا تُجيز لأحدٍ منّا أن يغتاب ولا أن يسعى في أذى أخيه...
لقد جاء أحدهم إلى الإمام عليّ بن الحسين عليهما السلام يقول له إنّ فلاناً قال فيك.. فماذا قال له الإمام : قال له: ما رعيت حق مجالسة الرجل حين نقلت إلينا حديثه، وما رعيت حق مجالستي حين أخبرتني عن أخي بما أكرهه.
.....
  أم ذلك الرجل الذي سأله أن يجلس معه في خلوة فقال له مشترطاً: إياك أن تمتدحني فأنا أعلم بنفسي منك، وإياك أن تُكذّبني فإنّه لا رأي لمكذوب، وإياك أن تغتاب عندي أحد. فسأله الرجل أن ينصرف. لأنه لا يجد غير هذه الأشياء إمّا أن تمتدح وإما أن تغتاب وإمّا أن تُكَذّب إذا حُكّمت..
أين نحن من قوله عليه السلام: عليك أن تجلس المسلمين منك بمنزلة أهل بيتك فتجعل كبيرهم منك بمنزلة والدك، وتجعل صغيرهم منك بمنزلة ولدك، وتجعل تربك أي الذي أنت معه في عمر واحد بمنزلة أخيك. فأي هؤلاء تحب أن تظلم وأي هؤلاء تحب أن تهتك ستره وأي هؤلاء تحب أن تدعو عليه وإن عرضَ عليك إبليس أنّ لك فضلاً على أحدٍ من أهل القِبلة فانظر، إن كان أكبر منك فقل سبقني في الإيمان والعمل الصالح وإن كان أصغر منك فقل سبقته في المعاصي والذنوب، وإن كان تِربك فقل أنا على يقين من أمري وفي شكٍ من أمره فمالي أدع يقيني من شكّي..
هذا هو الإسلام... اللهم صلّ على محمد وآل محمد..

الخُطبة الثانية:
نحن في محنةٍ وبلاءٍ أصاب البلد فشرّد من شرّد وأبلى من أبلى وفينا اليوم من فرّ من هناك لاجئاً ينبغي من الله عز وجل مأوىً وينبغي سكناً ينتظر متى يكشف الله عز وجل هذه الغمامة التي أصابتنا..
كلنا نعلم أنّ ما أصابنا ما أصابنا إلا ونحن مُقص!رون وما أصابنا إلا ونحن مخطئون وما أصابنا إلا ونحن متخاذلون ولو لم نكن على هذا لما أُصبنا بما أُصبنا به، نحن في جزاء لما أسلفنا.....
ماذا قال أمير المؤمنين عليه السلام في هذا...
  الذي عمل من أجله من أراد تمزيق البلد بعد أن تأمّل واستقصى مذاهب الناس وتأمل واستقصى ما يميلون إليه وبحث عن السبيل التي يستطيع أن يُؤلّب بها الناس ويُحرّض بها الناس فأوهم أنّ فلاناً هو عدوٌّ لفلان وإنما وجب عليه أن يُجاهده وأن يدفعه وأن يردعه حتى عن الدين الذي سلكه وابتغى به وجه الله عز وجل..
  هذه البيئة وهذه الجبال طالما نشأ فيها علماء وأعلام وكان لهم من سِيَرهم ما يدل على أنّهم يعبدون الله عز وجل بالإسلام الذي ذكرنا على أنّ الناس إمّا أخٌ لك في الدين أو نظير لك في الخلق.. يعبدون الله عز وجل كما علّمهم علماؤهم وأعلامهم، يعملون من أجل خدمة العروبة، وخدمة الإسلام، وخدمة الوطن، يداً بيد مع كُل رجلٍ شريفٍ في هذا البلد وفي غيره..
  هذه الجبال أيها الإخوة كان من رجالها رجلٌ شارك في صنع الإستقلال في هذا البلد .. من منّا يجهل فضل المجاهد الشيخ صالح العلي، الكتب ووسائل الإعلام تدلك على جهاده وعلى فضله، لكن الذين اطّلعوا على تفكيره قليلون، الذين سمعوا من كلامه أيضاً قليلون.. كلنا نعرف أنه كان مجاهداً لكننا لم نسمع من أدبه إلا القليل..
كان ممّا يردده ذلك الشيخ رحمة الله تعالى ورضوانه عليه:

بني الغرب لا أبغي من الحرب ثروة ولا أترجّى نيلَ جاهٍ ومنصبِ
ولكنّنـي أسعـى لعـزّة مـوطــنٍ أبيٍّ إلى كًلّ النفوس مُحَبّبِ
كفاكم خِداعاً وافتراءً وخِسّةً وكيداً وعدوانا لأبناء يعرُبِ
تودّون باسم الدين تفريق أمّة تسامى بنوها فوق دينٍ ومذهب
تعيش بدين الحب قولاً ونيّة وتدفع عن أوطانها كُلّ أجنب
وما شرع عيسى غير شرع محمّد وما الوطن الغالي سوى الأمّ والأب

 

  هذا هو الإسلام الذي كان علماؤنا يتوجهون به إلى الله عز وجل..

  من أعلام هذه الجبال التي ينبغي أن نتكلم عليها وأن نُعرّفها عند إخوتنا الوافدين العلّامة الشيخ يعقوب الحسن رحمة الله تعالى ورضوان الله عليه:

وأنا الذي أصفي ولائي حيدراً وأُعظّم الصِدّيق والفاروق..

  منهم العلامة الشيخ عبد اللطيف ابراهيم القائل:

كلنا أبناء دين ووطن فمن الجهل افتراق وفتن

 

أتُرى الأحرار يرضون بأن يُصبحوا مُلكاً بأيدي الزُعَما
يأمر الدين إلاّ أن نأتلفا وهم يبغون بأن نختلفا
قل لهم يا شعب قد زال الخفا وعلمنا ما جهلنا قِدَما
ليت شعري أي دين للبشر يأمر الناس بأفعال الضرر
ليس في الأديان للبغض أثر أيريد الله أن نختصما!
قل لمن سوّد من صفحتنا ليس فعل السوء من عادتنا
نحن كُل الشعب من أسرتنا من يُفرّق بيننا لا سلِما

  الحديث عن الإستحقاق الدستوري في انتخاب رئيس وقائد للبلد...