22. العلويون والتأليه

أُضيف بتاريخ الثلاثاء, 09/11/2010 - 00:57

الفِرْيَة الثانية والعشرون

( جعل النصيرية علي إلهاً وقالوا بأنّ ظهور الروحاني بالجسد الفاني كظهور جبريل في صورة بعض الأشخاص )

أطلق هذه الفِرْيَة المضحكة وألصقها بنا الشهرستاني في ملله ونحله الذي اختلق من خياله الواسع ما شاء من التهم العجيبة ونسبها للآخرين ليصل إلى نتيجة مفادها أنّه من الفِرقة الناجية التي أخبر عنها النبي الكريم(ص وآله)، وهذا دأب جميع المتكلمين في أصول الفرق ونشأتها.

فكل واحد منهم راح يجمع في كتابه وبكل وسيلة ممكنه ثلاثاً وسبعين فرقة، وبدأ يقذف ويشتم ويُلصق التّهم بكل ما أوتي من قوّة بالفرق التي لا ينتمي إليها ليصنّف نفسه وبجدارة في عداد الفرقة الناجية، ولذلك نرى تناقضاً بارزاً في كتاباتهم، فمن المستحيل أن نرى توافقاً بين كاتبين على فرقة واحدة.

وفي الحقيقة فإنّ هذه الكتب التخريبية ما هي إلا وليدة الحكام العباسيين، الذين أوعزوا إلى فقهاء السوء بإطلاق التهم على الأشخاص أو الفرق المعارضة لسياساتهم الفاسدة وحكمهم الظالم والغير شرعي.

وإنّ هذه الكتب كانت وما زالت وستبقى من أبرز العوامل في تفريق المسلمين، وقد أدّت إلى إضعافهم وإضعاف قدرتهم على الوحدة، و استعملت أيضاً من قبل الإستعمار الحاقد لضرب المسلمين ببعضهم البعض، وإثارة النعرات الطائفية بينهم. وما زلنا حتى الآن نكتوي من نارها ونعاني من أضرارها وما ذلك إلا لوجود كثرة ساحقة يتقبلون الأمور على علاتها ومن دون تمحيص ولا تبيّن.

وإنّ من أهم الواجبات المفروضة على العلماء والمخلصين إزالة هذه السموم القاتلة وعدم استعمالها بين الحين والحين لأنها تؤدّي إلى حالة من النفور وعدم التلاقِ، وتخدم أعداء الدين الذين يجاهرون بعدائهم للإسلام والعروبة وبكل الوسائل، مستغلين الخلافات القائمة منذ زمن طويل.