مصنفات كل ما يخص الموقع

تعريف بإدارة الموقع (الهُوِيّة والأهداف)

هذا تعريف بإدارة الموقع (الهُوِيّة والأهداف)

 

قوله تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ 33  وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ 34 سورة فصلت.

عندما أظلمت في عيوننا الدنيا ونحن مُهجّرون من وطننا، تفتّحت أرواحنا على شُعاعِ نورٍ مُنبعثٍ من وطنها الحقيقي... نورٌ علويٌّ مُشرقٌ من شمس الحقيقة المُحمّديّة، فقرّرنا الهجرة إلى هناك حيث الجوهر يُغني عنِ العَرَض، وحيث لا مكان للأوهام في عالم الحقيقة.1

هناك، بعدما استقرّ في القلب سِرُّ ذلك العِشق، وتعشّقت عقولنا بتلك الحقيقة، وارتاحت أرواحنا في ذلك المَحل، بدأت رحلة البحث في التاريخ الذي أظلم علينا وظلمنا، وجار علينا وما أجارنا، تاريخٌ يخُطُّهُ المأجورون عند أسيادهم السلاطين الذين كتبوا تاريخنا بعدما غمسوا ريشة أقلامهم في محبرة الظلم التي طَبَعَ بها سلاطينهم كل دواوين الظلم..

ونحن القابضون على جمر الحقيقة أردنا أن نفتح أيدينا ليشهد العالم حجم الأذيّة، ثم نُعيد قبضنا على تلك الجمرة.


ففي كتب التاريخ وأحداثه التي أحاطت بالوجود العلوي كثيرٌ من الظلم والتزوير والتجنّي.. كحالِ الحقيقة دائمًا حين تُحيطُ بها ذئاب الزّور.

  • ففي تاريخ العلويين القديم:

  • كتبٌ مزوّرةٌ عنهم، وأقاويل نُسبَت إليهم، واتّهامات سيقت ضدّهم، وافتراءات أُلصِقَت بهم... القائلون بها مُتعدّدون، يجترّ الواحد عن سابقه ما لفظَهُ جوفُهُ من سموم، -وأصل الشرّ واحد- حتى امتلأت المكتبات من ألوان سمومهم، مصبوغة بالحقد والانتقام ضد هذا الوجود العلوي اليتيم يُتمَ الحقيقة، والذي اجتمع عليه أخوة الشرّ والظلام لرميهِ في غياهِب الجُبّ.
  • وفي تاريخهم الحديث شبهتان:

  1. شبهة المُستشرقين وما حملوه من مشروع شيطاني يُهَيِّئ للاستعمار مواد نظرية (فرّق تَسُد)، ويُهَيِّئون بها تمزيق النّسيج الديني والاجتماعي والوطني، وإضعاف المُكوّنات البشريّة للمنطقة، فكان من السّهل اختراق مُكوَّن عمِلَت به يدُ العبث تخريبًا، فزادوا خرابه خرابًا، وأضافوا إلى سجلّهِ مزيدًا من دعاوى الشّك والشُّبُهَة.
     
  2. من أبناء البيت ذاته، ممّن أساؤوا إلى تاريخهم وحقيقتهم بسبب قلّة تمكّنهم وكفاءتهم. ومن هؤلاء من امتلك النيّة الصادقة لكنّه لم يمتلك الكفاءة والمقدرة الكافية فكان عن غير قصد يضع ما يكتبه سيفًا بيد الخصوم.. ومنهم من ارتضَت نفسه الرّخيصة أن يكون قلمًا مأجورًا يقوم بدور الخيانة في مشهد من الخِزي، ليُؤَمِّن لمُشغّليه تُهمة "هذا ما نطق به لسانُهُم".

فنحن دائمًا في دائرة الاتهام والتشكيك من أكثرية صنعت بُنيتها الفكرية من اجترار الروايات التاريخية المغلوطة بعد أن أذعنت لمؤامرة (تعطيل العقل) التي رسّخها سلاطين الغرائز، واعتدوا بذلك على أحد أدِلّة التشريع، وارتضت الأكثرية أن تُساق في قطيعٍ يقوده مِرياع2  يتبع مُرضِعَتَه فتقوده هو وقطيعه إلى الهلاك.


أمام هذا الواقع، تكوّنَت لدينا قناعةٌ بأنّنا في مواجهة مع جيش من الجهل والشّر المُنظّم.. فدخلنا مع الغَيارى معركة الدّفاع عن الحقيقة وإعادة الأمور إلى نِصابِها، لذلك كان سعيُنا التّوَجُّهُ نحو من عرفناهم من أصحاب الكفاءة والقُدرة والمكانة العلمية، وممّن حَظِيَت كتاباتهم على تأييد وبركة السادة من أهل العلم والدّين وأصحاب الفكر في المُجتمع العلوي، ومِمَّن فرضوا حضورهم بسُمُوِّ عِلمِهِم وحُسن سيرتِهِم، فكان اعتمادُنا عليهم في المكتبة انطلاقًا من هذا المِعيار المُنصِف بأن تكون المكتبة موقعًا يلتزم بمعايير المسؤولية والمصداقية والثقة، يُقَدِّمُ خِطابًا رصينًا ومُتَّزِنًا... لنكون بذلك ممّن يُساهِمُ في إرساء بناءٍ متينٍ ثابتِ الأساس، ويعمل على تقديم الصّورة العلوية بلسان أهلها وبما يليق بها.

وقد شاء القدر أن يكون تموضعنا ومساهمتنا في هذه المعركة عبر بوّابة الأنترنيت، وقد بدأ الظّهور الرسمي للمكتبة ابتداءً من العام 2010م بعد سنوات من مخاض فكري ومُشاركات في عدد من الأندية والمواقع أظهرت لنا حجم الفراغ والتشويه الذي يستلزم وجود موقع يتحلّى بالمسؤولية، فكان إنشاء المكتبة انطلاقًا من تلك التجربة في ميدان مُعَقَّد وواسع تزداد فيه نسبة الشبهات والأسماء الوهمية، كما يكثُرُ المُندسّون (المُستشرقون الجُدُد) الذين يُشوّهون الحقائق ويبثّون سموم الفِتَن وينسلّون بأسماء كاذبة لِبَثّ مشاريعهم كجزء من معركة الاستعمار الفِكري التي يقودها النّظام العالمي الجديد والتي تهدف إلى احتلال العقول بعد إفراغها من محتواها، استكمالًا لمهمّة أسلافهم (المستشرقون الأوَل) الذين أسّسوا مرحلة الاستعمار العسكري..

عالم التواصل هذا -بما فيه من ميّزات كثيرة تتحدّد إيجابيّاتُها أو سلبيّاتُها من كيفيّة إدارتها- هو لُغَةُ العصر التي سوف تسود وعلينا أن نُتقِنَها، غير أنّها كعادة ثقافتنا المُختَرَقة، لُغَةٌ مُخْتَرَقَةٌ بكثير من مُفردات الشبهة التي تستدعي مزيدًا ن الحذر والاستقصاء، والأمانة والمسؤولية، لكي تحصُلَ على الخبر الصّادِق.. وهذا ما عقدنا عليه العهد والعزم...


فكانت أهدافنا:

  1. جمع التّراث الديني والفكري في مكتبة مُصانة عن العبث والتطاول.
     
  2. تقديم الفكر العلوي الذي يعكس نور الحقيقة المُحَمَّدِيَّةِ بلسانٍ قويمٍ يروي الحقائق عن قلبٍ سليم.
     
  3. تقديم الهُوِيَّة العلوية الحقيقية عبر نقل الفكر والواقع.. الأمر الذي يُؤَكِّدُ أصالة وعُمقَ هذا النّهج وانطباعه في فِكر العلويين وسلوكهم.
     
  4. الدّفاع عن المذهب الإسلامي العلوي ضدّ المُعتدين الذين لم ولن تهدأ غزواتُهُم على هذا الحِصن المنيع المُمتنع.
     
  5. تصويب منطق الدفاع بلُغة مسؤولة ورصينة بعيدًا عن ردّات الفعل المُسيئة التي تضيع الحقيقة في تفاصيلها وتُدخِل بعضها في باب المُهاترات.
     
  6. كشف المُندسّينَ بأسماء وشخصيّات علوية الّذين تقمّصَ بعضهم ثوب المُهاجم الشرس الفاقد لأصول الحِوار! والذي يهدف عبر هذا الخِطاب إلى إثارة الغرائز والنّعرات الطائفيّة وبثّ رسائل الحقد والتجييش المذهبي..

    وتقمّصَ بعضهم الآخر دور أصحاب الحميّة المُدافعين بغضب مُفتعَل عن هذا المذهب الشريف! فيَخرجون تحت ذريعة الغضب عن سُلطان العقل والأدب، فيُشَوِّهونَ هذا الانتماء عبر صِفات تُعاكِسُه واستخدام ألفاظ لا تليق به، أو يزوّرون الحقائق عبر تمرير وتأكيد بعض الافتراءات وإعطاء الذّريعة لمُطلقيها بعد ورودها على لسان علويّ مُزَوَّر.

    وهذه حيلة رديئة ووضيعة يستخدمها أشباهها ويُحقّقون غاياتهم عند ضِعاف النّفوس والعقول.
  7. اعتماد الخطاب المُعتدل الذي يعكس الانتماء إلى المدرسة الإيمانية التي شِعارُها الآية القُرآنية المُباركة: وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ، وتقديم سُلطان العقل ولُغة الانفتاح والحِوار والتّسامُح التي أمرنا به صاحب الشريعة الغرّاء محمد .
     

وقد تعرّضنا نتيجة اعتماد هذه السياسة إلى الكثير من الضّغوط خلال مسيرة عملنا، وتعرّضتُ شخصيًّا لأذًى كبير..

غير أنّ ذلك كان دافعًا للتمسك والاستمرار بهذا النهج الذي اتّبعناه والذي لقِيَ مُباركةً وتشجيعًا من المُخلِصين والغَيارى من أهل الدّين، ولأنّ إيماننا كان مُطلقًا وثابتًا بصوابية هذا النّهج، فقد كرّسنا له ما وهبنا الله له من أسباب، وشجّعنا وشاركنا فيه أصحاب الفضيلة والأخوة الأوفياء.. فبدأنا بنشر المواد العلمية والدينية المتوفرة والتي اعتمدت في البداية على مؤلّفات فضيلة الشيخ حُسين محمّد المظلوم  والتي بدورها امتلكت سِمَتَيْنِ هامَّتَيْنِ:

  1. تقريظ وتأييد عدد كبير من علماء وأئمّة الشعب.
     
  2. التخصّص في دفع الاتهامات والافتراءات وإبراز الحُجّة الدينيّة والتاريخية والعقلية، وتقديم الصورة العلوية بأبهى تجلّياتها.


ثم أتبع ذلك بزوغ نجم الشيخ تمّام أحمد  في عالم الكتابة والخطابة والتأليف، ونُبوغُهُ في منتديات الفكر والشعر وقد أتحف المكتبة بكتب مُهمّة، وبمكتبة صوتيّة كاملة من الخُطب والمُحاضرات وإحياء المُناسبات الدينية.

هذا بالإضافة إلى ما اشتهر من كُتب السّلف الصالح من العلماء والثقات من عناوين قيّمة هي على قلّتها قيمة نوعية نشرنا بعضها ولدينا المزيد قيد النشر مستقبلًا.


وتجد الإشارة إلى أنّ هذه المكتبة هي حصيلة جُهد تَشَارَك فيه عدد من الأخوة المُخلصين أصحاب الحَمِيَّة الدينية والهِمَم السامية الذين بذلوا جُهودًا مُضنِيَة ومُباركة إيمانًا منهم بهذه الرسالة النبيلة..

وإذ نُدرك أنّهم بذلوا جهدهم ابتغاء مرضاة الله وخدمةً لهذا المذهب الشريف، وذلك لِعُلُوِّ قدرهم وسموّ همّتهم، فإنّنا ندين لهم بخالص الامتنان والفضل، ونُؤَكّد عهدنا بذل كُلّ جهد لنكون موضِع ثقتهم ومحل أمانتهم في حفظ وصَون نِتاجِهِم الفِكري وتقديمه بما تقتضيه أصول النّقل.

ويبقى الشكر موصولًا للأخ التقني الذي بذل من جهده ووقته "منذ تأسيس الموقع سنة 2007 وإطلاقه للعموم سنة 2010 وحتى الآن 2021م" ما هو دليل على نُبله وصِدق وَلائِهِ..

كما الشكر للأخ الخطَاط الفاضل (حسن المظلوم) الذي خَطَّ بيده المباركة شعار المكتبة الأوّل، أما الشعار الأخير فهو من تصميم الأخ التقني.

وإنّنا نعتبر أنّ مواد المكتبة هي مُساهمات مُباركة من أهل الفِكر والعرفان والفضل الذين أدركوا أنّهم في ميدان من ميادين الدّفاع عن الحقيقة ونُصرة الدين فجاهدوا بفِكرهم جزاهم الله عنّا كُلّ خير.

ولأنّ المعركة بين الحق والباطل مُستمرّة، فإنَّ الدّعوة إلى جهاد الفِكر والقلم قائمة، لمن امتلك القُدرة والسبيل إلى ذلك وهيّأ اللهُ له إلى هذا الخير سبيلًا.

وإنّنا إذ نُعاهِدُ الجميع، كما عاهدنا الله سبحانه وتعالى، أن يكون هذا الموقع مِنبرًا من منابر الحقيقة يقول كلمته دون أن يخشى في الله لومةَ لائِم، وعملًا لا يبتغي سوى مرضاته.. وأن نكون في موقع إدارتنا له على قدر الثقة والأمانة.

(إدارة موقع المكتبة الإسلامية العلوية)


القارئ الكريم، قبل البدء بتصفّح الموقع ننصح البدء بقراءة (الهُوية والأهداف) و (رسالة الموقع) و (اتفاقية الموقع) و (للمشاركة في الموقع) و (مساعدة
كما يمكنكم (مراسلة إدارة الموقع) و (إنشاء عضوية أو تسجيل دخول).

القارئ المحترم، نرجو لكم كل فائدة ومُتعة.. وأهلًا وسهلًا بكم..
(إدارة موقع المكتبة الإسلامية العلوية)

 

  • 1إشارة إلى وصف حال مؤسس ومدير موقع المكتبة الإسلامية العلوية (سليمان معين الحربوقي) حين هاجر من لبنان وسورية إلى أستراليا سنة 2001م. وإلى شدّة تمسّكه بأصوله وثباته على مبادئه ومعتقداته.
  • 2المرياع: كبش يرضعُ صغيرًا من حمارة فيظُنُّها أُمُّه.