كلمة صاحب الفضيلة الشيخ علي أحمد الخطيب قده

أُضيف بتاريخ الثلاثاء, 23/11/2010 - 17:00

الفاتحة
بسم الله الرحمن الرحيم

خيرُ ما نبدأ به بسم الله الرحمن الرحيم ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلهاً واحداً أحداً فرداً صمداً وتراً حياً قيّوماً دائماً أبداً لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤاً أحد.
وأشهد أنّ سيدنا ونبينا وشفيعنا محمد بن عبد الله ص وآله وسلم عبده ورسوله أرسله بالهُدى ودين الحق إلى الخلق كافة فلقد فاز من أطاع. بالهُدى. وهلك من خالف قوله صلى الله عليه وآله وصحبه الطيبين الطاهرين (إنّي تاركٌ فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي...) الأئمة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين والسلام على من والاهم بإحسان إلى يوم القيامة والدين.

وبعد

أيّها الأخوة المؤمنين فقد ثبت تاريخياً أنّ الزهراء عليها السلام عاشت بعد أبيها صلوات الله عليه أربعين يوماً وقد قام بغسلها وتكفينها بناتها وصلى على جثمانها الطاهر الإمام علي عليه السلام.

وأنّ الإمام علي عليه السلام تزوّج بعدها عدّة زوجات وللحظ السعيد كانوا يموتون بعد ولادتهم بقليل فيقوم بتربية أولادهم أخواتهم حتى كان للإمام علي عليه السلام من الذرية ثمانية وعشرون ولداً ومن ذرية هؤلاء الأولاد الأطهار تناسل خلقٌ كثير وملأوا الدنيا بأولادهم ولقربهم من رسول الله صلى الله عليه وآله الذي قال: (أنا من علي وعلي منّي) أصبح من يُحب أن يُشرّف نسبه يُحب أن ينسب نفسه لهذا البيت الطاهر حيث قامت الإمامة في هذا البيت الشريف.

وإنّ العلويين الذين أفتى كثيرٌ من فقهاء السلطات ومنهم ابن تيمية الذي أفتى بتكفيرهم واستحلال دمائهم وأعراضهم للسلطان سليم العثماني السلجوقي. كانوا من تلك الذريّة حيث كان منهم جلّة العلماء وخيرة المُفكرين حيث كانوا ينتشرون على مناطق الجزيرة وحلب ولبنان وفلسطين ومصر والعراق وسوريا ومناطق أنطاكية وإسكندرون وغيرها وغيرها من مناطق العالم الإسلامي.

  • ففي القرن الرابع الهجري كان الأمير حسن الخبّاز الملقـّب بالصوري أمير صيدا وصور.
  • وعلي الخياط وأخوه محمد الحدّاد أمراء جزين وجبل لبنان.
  • والأمير أحمد بن الحسين الجهميدي الذي قاوم الهجمة الصليبية الذي دامت قرناً وربع وهو الذي بنى حصون طرابلس الشام, كالبناء الذي يُسمّونه بـ (الدير) وهو في المعاجم يُسمّى حصن (جهميد) وما سواه من القلاع, وكان حامياً لجزر طرابلس الشام السبعة وقد دُمّرت أثناء الحروب الصليبية وغزو الطامعين لبلادنا العربية الخيّرة.
  • ومنهم أحمد بن محمد أو محمد بن أحمد المعروف بالبداوي وصحّة القول (الفداوي) كلقب عسكري فقد كان يقود الغارات لقتال الطامعين وحراسة السواحل وغيرهم الكثير الكثير.

فلم ولن أستطيع لهم عدّاً وإنّ المؤرخين أثناء الحكم العثماني البغيض للإسلام والمسلمين الذي قضى بمقتضى فتوى, تقي الدين ابن تيمية الخبيثة بقتل العلويين وتصفيتهم من مناطق تواجدهم حتى أصبح العلوي لا يجرؤ أن يقول أنا علوي, ولله المنّة والفضل فنحن مسلمون علويون.

وقد مرّ بنا وعلى ذكرنا المؤرخون مرور الكرام على موائد اللئام ولله الحمد والشكر إن قام منّا في هذا العصر من يُعيد لنا ذِكرنا بخير ولا أغالي إذا قلت أنّ الأخ الشيخ حسين المظلوم كتب في هذا الموضوع هذا الكتاب واستشهد من مصادر المؤرخين ما يُثبتُ صحّة ذلك وأفصح في تسمية الكتاب "المسلمون العلويون بين مفتريات الأقلام وجور الحكّام".
فقد أحسن وأجاد وأفصح خير الإفصاح جزاه الله خير الجزاء وأجزل ثوابه بالإحسان والغفران ودخول الجِنان برحمة الله وعفوه إنّ الله على كل شيء قدير.
وإنّي أرى أنّه يجب على كل ذي لب أن يقرأ هذا الكتاب برويّة ليرى أنّ آباءه وأجداده كانوا على صراطٍ مُستقيم ونهجٍ قويم. وكما قيل (فعِش وحيداً أو صِلْ أخاك).
وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: (ما أهدى أخٌ إلى أخيه أفضل من كلمة حسنة يزدادُ بها هُدى أو تصدّه عن ردى).
ولا أغالي إذا قلتُ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

والصلاة والسلام على أهل السلام سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه الكِرام إلى يوم القيامة والدين.

﴿ وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ﴾ صدق الله العليّ العظيم

علي الخطيب -زاهد