خُطبتا صلاة الجُمعة في 27 حزيران 2014م

أُضيف بتاريخ السبت, 27/06/2015 - 08:39
(فيديو + مُلَخّص عن خطبتيّ صلاة الجمعة في 27 حزيران 2014م)

  موضوع الخطبتين:
- اليوم يبدو العدوآمناً ضاحكاً ونحن نذبح بعضنا مكان أن يكون شغلنا محاربة العدو الذي ما ترك نبياً إلا قتله وزعم أنه هو الشعب الذي ما خلق الله عز وجل غيره وأنّ جميع الناس عنده من الأُمم دون درجة البشر ..
- اليوم حين نسمع أنّ من الطوائف ومن المذاهب ما يُكفّر غيره من أجل مسألةٍ أو من أجل حُكمٍ أو من أجل اختلافٍ في رأي ينبغي أن ننظر إذا أردنا أن نُحقّق هذا الأمر في حال الأئمة الذين ندّعي موالاتهم .
- من أعظم الأمور التي اختُلف فيها أمر الخلافة كما تعلمون.. هل نهض علي بن أبي طال عليه السلام ليُحارب من سبقه من الخلفاء من أجل هذا؟! أم أنه قال (والله لأُسَلِمَّنَّ ما سلّمت أمور المُسلمين) فقُدّم الشأن العام والمصلحة العُليا على الشأن الخاص.
- أتكون رسالة رسول الله ص وآله وسلم لإتمام مَكارم الأخلاق من أجل البِرّ ومن أجل صِلة الرحم ومن أجل ردّ الإنسان إلى إنسانيته ثم ننحدر إلى الإسفاف وإلى الفَحشاء في القول، أيصحّ أن يكون هذا؟!
- ماذا قال الإمام الذي هو لي من الأئمة الذين أواليهم يقول حين سُئل : (أصحيح يابن رسول الله أنك تسبّ أبا بكر؟ قال: أويسبّ الرجل جدّه لقد ولدني أبو بكرٍ مرّتين.)
- ماذا قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع في وصف عمر بن الخطّاب رضي الله عنه.. وماذا قال حين اجتمع الناس وهم ناقمون على عثمان رضي الله عنه.
- الخطبة الثانية: في الحديث عن فضل شهر رمضان.





الخُطبة الأولى:

  ما من بلد يخلو من الأخطاء وما من أمّة تخلو من العثرات ولكن الذي وقع من غذاء الفتنة في هذا البلد ممّا لم يقع في غيره..
  اليوم حين نسمع أنّ من الطوائف ومن المذاهب ما يُكفّر غيره من أجل مسألةٍ أو من أجل حُكمٍ أو من أجل اختلافٍ في رأي ينبغي أن ننظر إذا أردنا أن نُحقّق هذا الأمر في حال الأئمة الذين ندّعي موالاتهم . هؤلاء الذين كان لهم فضلٌ على الناس فلتبعوا واختار كُلٌ منّا ما استحسنه وما استصوبه إذا رجعنا إلى سِيَرهم وإلى ما كان من أعمالهم وإلى ما كان من معاملتهم كيف كانوا يعاملون بعضهم وكيف كانوا يتواصلون. هل نجد في شيءٍ سِيَرِهِم ما نسمعه اليوم من الضغائن ومن المِحَن ومن الأحقاد . من منكم وجد فيما قرأ من سِيَر السابقين أنهم كانوا يكيلون لبعضهم كما نسمع اليوم؟! من منكم وجد أنهم كانوا يتربصون ببعضهم كما نسمع اليوم .
  من أعظم الأمور التي اختُلف فيها أمر الخلافة كما تعلمون..
  هل نهض علي بن أبي طال عليه السلام ليُحارب من سبقه من الخلفاء من أجل هذا؟!
  هل نهض ليحاربهم بدعوى أنّ هذا الأمر كان من حقّه؟!
  هل حاربهم؟! هل سمعتم أنه نهض بجيش ليحارب خليفةً من الذين سبقوه أم أنه قال (والله لأُسَلِمَّنَّ ما سلّمت أمور المُسلمين) فقُدّم الشأن العام والمصلحة العُليا على الشأن الخاص.
  الذي أراد من اراد بنا شراً أن يحشوه في عقولنا وأن يملأ به أذهاننا وجرينا معه وسمعنا وخبّأ بعضنا في قلبه ما خبّأ لو حققتموه لما وجدتم له أصلاً ولما وجدتم له سنداً...
  إذا ورد علينا شيءٌ من الكلام ينبغي أن تنظر فيه، ينبغي أن تُحَقّقه، لنعلم ما هي عاقبته.
  ثم أيصحُّ في العقل أو يجوز في المنطق أنّ من تولّى واحداً من هؤلاء وَجَبَ عليه أن يطعن أو يشتم الآخرين!؟
أكان هذا من أخلاق الأئمة الذين واليناهم أيجوز في العقل أم يصحّ في المنطق؟!
أتكون رسالة رسول الله ص وآله وسلم لإتمام مَكارم الأخلاق من أجل البِرّ ومن أجل صِلة الرحم ومن أجل ردّ الإنسان إلى إنسانيته ثم ننحدر إلى الإسفاف وإلى الفَحشاء في القول، أيصحّ أن يكون هذا؟! أيصحّ أن تكون رسالة رسول الله على هذا؟!
  ما تدبّر مُتدبّر وما نظر متأمّل إلاّ وجد الحال بخلاف ما يُقال لنا وبخلاف ما أحبّ بعضهم أن يوصله إلينا ليقتل الناس بعضهم بعضا وليمنعه هذا الأمر من التفكير بالعدو الذي دس في عقولهم أمثال هذه الأشياء..
  اليوم يبدو العدوآمناً ضاحكاً ونحن نذبح بعضنا مكان أن يكون شغلنا محاربة العدو الذي ما ترك نبياً إلا قتله وزعم أنه هو الشعب الذي ما خلق الله عز وجل غيره وأنّ جميع الناس عنده من الأُمم دون درجة البشر .. مكان هذا صرنا نقتل بعضنا. مكان هذا صرنا نبحث كيف يكيد بعضنا لبعض.
  أحبُّ أن أقول كلمة للذي فكّر يوماً ما أنّه حين يذبح أن يطعن أنه يكون بهذا قد أصاب سُنّة رسول الله ص وآله وسلم....
  كيف إذا كان الإمام الذي هو لي من الأئمة الذين أواليهم يقول حين سُئل : (أصحيح يابن رسول الله أنك تسبّ أبا بكر؟ قال: أويسبّ الرجل جدّه لقد ولدني أبو بكرٍ مرّتين.) أفيُلتفتُ بعد هذا إلى مُدَّعٍ أنّه يوالي علياً وأهل بيته ثم يمون على لسانه شيء من هذا؟!
  ألم يقل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع في وصف عمر بن الخطّاب رضي الله عنه (قد قَوّم الأَوَد، وداوى العَمَد، أقامَ السُنَّةَ، وخَلَّفَ الفِتنة، ذهب نقيَّ الثوب قليل العَيب، أصاب خيرها وسبق شرّها، إتّقى الله بحقه)
  ألم يقول حين اجتمع الناس وهم ناقمون على عثمان رضي الله عنه فقدم عليه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع وقال له (إنّ الناس من ورائي وقد استسفروني بينك وبينهم ووالله ما أدري ما أقولُ لك ما أعرف شيئاً تجهله ولا أدُلّك على أمرٍ لا تعرفه إنّك لتعلم ما نعلم، ما سبقناك إلى شيءٍ فنُخبرك عنه ولا خلفنا بشيء فنبلّغَكَهُ قد رأيت كما رأينا وسمعت كما سمعنا، وصحبت رسول الله ص وآله وسلم كما صحبنا ولا ابن الخطاب ولا ابن أبي قُحافة بأولى من عمل الخير منك وأنت أقرب إلى رسول الله ص وآله وسلم وشيكة رَحِمٍ منهما وق نِلتَ من صلبِهِ ما لم ينالا فالله الله في نفسك).
  إذا كانت الحال بين هؤلاء على هذا فكيف نتصوّر أو كيف يصحّ أن نتصوّر أن ما يقوله لنا فلان وفلان بدعوى التحريض والقتل أنّه قد أصاب الحق، نحن حين نُخبر مثل هذه الأحاديث حين ندّعي أننا نوالي عليا ثم نُنكرُ مثل هذه الأحاديث فنحن كاذبون في دعوى ولائنا وهكذا ينبغي أن ننظر إلى الأمور.
  إذا قال لنا أحدٌ مريداً إحياء ما ينبغي أن يكون لله عز وجل ينبغي أن نضرب بكلامه عُرض الحائط وأن نعلم أنه ما أراد بنا إلا السوء والشر وما أراد بنا إلا أن يشتغل بعضنا ببعض وأن يُحارب بعضنا بعضا وأن يقتل بعضنا بعضاً لنكون على هذا منصرفين عن العدو الذي لا يأمنُ أحداً منّا.

الخُطبة الثانية:
  كلنا ينتظر بركة شهر رمضان الشهر الذي أنزل الله عز وجل به القرآن،
................