لمحة إلى الفكر العلوي

أُضيف بتاريخ الأربعاء, 14/08/2024 - 04:18

لَمْحَةٌ إِلَى الفِكْرِ العَلَوِيِّ

لا تَتَبَيَّنُ الأَشْيَاءُ إِلاَّ لِمَنْ أَبْصَرَهَا، وَلا يُبْصِرُ الإِنْسَانُ إِلاَّ مَا أَمْكَنَ، وَكَمَا تُعْرَفُ الأَشْيَاءُ بِحُدُودِهَا، فَكَذَلِكَ يُعْرَفُ الفِكْرُ بِمَوَاقِفِ أَهْلِهِ، فَيَتَمَيَّزُ بِهَا تَمَيُّزَ كُلِّ شَيءٍ بِعَلامَاتِهِ. 

إِذَا أَرَدْتُ تَعْرِيفَ الفِكْرِ العَلَوِيِّ، عَرَّفْتُ مَوَاقِفَهُ، فَنَسَبْتُهُ إِلَيهَا، كَمَا تُنْسَبُ الأَشْيَاءُ إِلَى مَوَاضِعِهَا، فَإِذَا تَعَدَّدَتْ؛ فَإِنَّمَا مَثَلُهَا كَمَثَلِ مُسَافِرٍ كُلَّمَا نَزَلَ مَوضِعًا نُسِبَ إِلَيهِ، وَكُلَّمَا حَلَّ مَكَانًا اكْتَسَبَ نِسْبَةً جَدِيدَةً، فَهُوَ يُنْسَبُ إِلَى المَكَانِ الذّي وُلِدَ فِيهِ، وَإِلَى المَكَانِ الذّي مَرَّ بِهِ، وَإِلَى المَكَانِ الّذِي أَقَامَ فِيهِ، وَعَلَى هَذَا كُلَّمَا زَادَتِ الأَمْكِنَةُ زَادَتِ النِّسَبُ، وَكَذَلِكَ الفِكْرُ كُلَّمَا تَعَدَّدَتْ مَوَاقِفُهُ تَعَدَّدَتْ نِسَبُهُ. 

إِنَّهُ أَشْبَهُ بِالنَّهْر الذّي تَشَعَّبَ فَتَعَدَّدَتِ السَّوَاقِي، فَنُسِبَتْ كُلُّ سَاقِيَةٍ إِلَى مَوضِعِ تَفَرُّعِهَا، وَرُبَّمَا تَعَدَّدَتْ نِسْبَةُ قَنَاةِ المَاءِ فَنُسِبَتْ إِلَى مُحْدِثِهَا، وَإِلَى مَكَانِ إِحْدَاثِهَا، وَإِلَى الأَرْضِ التّي تَمُرُّ فِيهَا، فَكَثُرَتْ أَسْمَاؤهَا، غَيرَ أَنَّهَا كَثْرَةٌ لا تُغَيِّرُ مَاءهَا وَلا تُعَدِّدُ كِيَانَهَا. 

ذَلِكَ هُوَ الفِكْرُ الإِنْسَانِيُّ عُمُومًا، فِي أَيِّ أُمَّةٍ جَرَى، وَبِأَيِّ حَضَارَةٍ تَسَلْسَلَ، فَإِذَا أَلَمَّ بِفِئَةٍ كَانَ إِلْمَامُهُ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِهِ وَمَمَرًّا مِنْ مَمَرَّاتِهِ، إِنَّهُ حَرَكَةُ العَقْلِ حَيثُمَا دَارَ، وَأَينَمَا جَرَى، وَكَيفَمَا تَوَجَّهَ. 

وَإِذَا جَرَى المَاءُ مِنْ مَنْبَعِهِ نَقِيًّا، ثُمَّ شَابَهُ مَا أَفْسَدَهُ، وَخَالَطَهُ مَا غَيَّرَهُ، فَلا غَرَابَةَ، فَإِنَّهُ قَلَمَّا انْتَقَلَ شَيءٌ مِنْ مَكَانٍ إِلَى مَكَانٍ فَبَقِيَ عَلَى حَالِهِ، وَكَذَلِكَ الفِكْرُ، فَإِنَّهُ إِذَا شُبِّهَ بِالنَّهْرِ فِي اسْتِيعَابِهِ المَاءَ، كَانَ تَشْبِيهُ حَالاتِهِ بِحَالاتِ المَاءِ أَولَى.   

إِنَّ الفِكْرَ الذّي يَسَعُ نَشَاطَ العَقْلِ الإِنْسَانِيِّ، فَيَجْمَعُ فِي مَجَارِيهِ رَشَحَاتِ العُقُولِ كَمَا تَجْمَعُ الأَنْهَارُ رَشَحَاتِ السَّحَابِ، لَيُصِيبُهُ مَا يُصِيبُ المَاءَ فِي جَرَيَانِهِ مِنْ كُدُورَةٍ وَعَكَرٍ.

 وَمِنَ المَاءِ مَا يَنْسَلُّ فِي الأَرْضِ، وَمِنْهُ مَا يَصِيرُ بُخَارًا فَيَرْتَفِعُ حَتَّى يَعُودَ مَاءً، وَكَذَلِكَ الفِكْرُ، فَمِنْهُ مَا يَغِيبُ فِي رُمُوزِ الأَلْفَاظِ وَكِنَايَاتِهَا، وَمِنْهُ مَا يَعُودُ فِي كُلِّ عَصْرٍ بَعْدَ ارْتِفَاعِهِ كَالبُخَارِ الذّي يُؤَلِّفُ سَحَابًا، حَتَّى إِذَا هَطَلَ رَجَعَ إِلَى أَصْلِهِ، فَلا يَسْتَغْرِبُهُ مَنْ عَرَفَ مَعْدِنَهُ. 

وَإِذَا شَبَّهَ أَبُو تَمّام ((188ـ 231هـ)) الشِّعْرَ وَهُوَ لَونٌ مِنْ أَلْوانِ الفِكْرِ الإِنْسَانِيِّ، فَقَالَ:

وَلَكِنَّهُ صَوبُ العُقُولِ إِذَا انْثَنَتْ***سَحَائِبُ مِنْهُ أُعْقِبَتْ بِسَحَائِبِ1

فَإِنَّ تَشْبِيهَ الفِكْرِ بِهَذَا أَلْيَقُ بِمَقَامِهِ، وَأَدْنَى إِلَى جَلالِهِ، وَمَا فِي تَسْمِيَتِهِ بِالرَّافِدِ مَا يُخْرِجُهُ عَنْ حَقِيقَتِهِ، فَإِنَّمَا هُوَ وَافِدٌ فِي زِيٍّ جَدِيدٍ، وَمَا بَدَّلَ الثَّوبُ طَبِيعَةَ مَنْ لَبِسَهُ، وَمَا غَيَّرَ الصِّبْغُ لِبَاسًا إِذَا لَوَّنَهُ، إِنَّمَا رَدَّهُ إِليَكَ جَدِيدًا بَعْدَ تَغَيُّرٍ، وَنَظِيفًا بَعْدَ تَلَوُّثٍ. 

وَعَلَى هَذَا تَرَى الفِكْرَ الإِنْسَانِيَّ، كَانَ خَالِصًا كَالمَاءِ إِذْ جَرَى، فَمَا رُمِيَ فِيهِ مِنْ قَطَرَاتِ الأَلْبَابِ جَرَى مَعَهُ، فَمِنْهَا مَا رَسَبَ وَمِنْهَا مَا عَلا، وَمَا كُلُّ رَاسِبٍ بِنَفِيسٍ، وَمَا كُلُّ طَافٍ بِخَسِيسٍ، فَرُبَّمَا طَفَا الزَّهْرُ سَابِحًا عَلَى وَجْهِهِ، وَانْتَكَسَ الحَجَرُ مُنْحَدِرًا عَلَى رَأْسِهِ، وَرُبَّمَا عَلاهُ اليَابِسُ مِنَ الخَشَبِ، وَنَبَتَ فِي قَاعِهِ الأَخْضَرُ مِنَ النَّبَاتِ. 

إِنَّمَا بَقَاؤُهُ بِقَدْرِ قِيمَتِهِ وَنَفْعِهِ، لا بِقَدْرِ مَكَانِهِ وَجَاهِهِ، فَرُبَّمَا عَلا الزَّبَدُ، فَظَهَرَ، فَدُفِعَ بِهِ، كَالّذِي فِي قَولِهِ تَعَالَى: فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ. [سورة الرعد:17]. وَرُبَّمَا انْحَدَرَ الكَنْزُ فَاسْتَتَرَ، فَانْتُفِعَ بِهِ، كَالذّي فِي قَولِهِ تَعَالَى: وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ. [سورة الكهف: 82]. إِنَّهُ البَيَانُ الإِلَهِيُّ الذّي لا يَرْفَعُ إِلاَّ مَا يَنْفَعُ، أَينَمَا كَانَ مَحَلُّهُ. 

مِنْ سِمَاتِ الفِكْرِ العَلَوِيِّ؛ أَنَّهُ يَرَى وَحْدَةَ المَعْرِفَةِ مَهْمَا تَعَدَّدَت، وَمِنْهُ قَولُ الدّكتور علي سُليمان الأَحْمَد  ((1911ـ 1995م)) : ((يُمْكِنُ اعْتِبَارُ التَّارِيخِ الحَضَارِيِّ كَسِجِلٍّ لِسِلْسِلَةٍ مِنَ الرُّؤى تَوَهَّجَتْ فَأَنَارَتْ فَتْرَةً مِنْ عُمُرِ الزَّمَنِ ثُمَّ تَغَبَّشَتْ وَضَاعَ لأْلاؤهَا...وَهَذَا مَا يَجْعَلُنَا نَلْمِسُ عِنْدَ أَصْحَابِ الرُّؤَى مَهْمَا تَنَوَّعُوا وَتَفَاوَتُوا بَارِقًا مِنْ سَنًا نُطِلُّ مِنْهُ عَلَى الحَقِيقَةِ...حَتَّى وَلو أَنَّ الحَقِيقَةَ سَلَكَتْ سَبِيلاً شَيطَانِيّةً، فَإِنَّهَا تُعْطِيكَ صُورَةً للحَقِيقَةِ بِشَكْلٍ سَالِبٍ تَحْصُلُ بِتَحْوِيلِهَا مِنَ السَّلبِيَّةِ إِلَى الإِيجَابِيّةِ عَلَى الحَقِيقَةِ نَاصِعَةً. وَإِنَّ أَصْحَابَ الرُّؤَى هُم وَحْدَهُم ذَوو الأَثَرِ الفعَّالِ فِي مَصِيرِ الإِنْسَانِيَّةِ وَتَكَوُّنِهَا وَهُم أَسَاسُ كُلِّ تَقَدُّمٍ فِي العُلُومِ وَبِنَاءٍ مَكِينٍ فِي صَرْحِ الحَضَارَاتِ...)).

مِنَ المَوَاقِفِ التّي مَيَّزَتِ الفِكْرَ العَلَوِيَّ، فَبَيَّنَتْ مَا بُنِي عَلَيهِ مِنْ أَرْكَانٍِ، وَمَا رَفَعَهُ مِنْ قَوَاعِدَ، المَوقِفُ الذّي نَفَى فِيهِ الغُرْبَةَ عَنْ أُصُولِهِ، وَنَبَذَ الانْفِرَادَ عَنْ أَهْلِهِ، فَقَالَ أَعْلامُهُ فِي الثَّلاثِينِيَّاتِ: ((أَمَّا إِطْلاقُ كَلِمَةِ ((الأَقَلِّيَّة)) عَلَى المُسْلِمِينَ العَلَوِيِّينَ، فَذَلِكَ مَا لا نُقِرُّهُ وَلا نَعْتَرِفُ بِهِ؛ لأَنَّ العَلَوِيِّينَ هُم عَرَبٌ وَسُورِيُّونَ وَإِسْلامٌ، وَتَرْبُِطُهُم بِهَذِهِ الكُتَل الثّلاثِ كُلُّ الرَّوَابِطِ المَتِينَةِ...))2 .

وَذَلِكَ هُوَ الفِكْرُ العَلَوِيُّ، وَهَذِهِ سِمَاتُ ثَقَافَتِهِ، الثَّقَافَةُ التّي تَصِلُ بَينَهُ وَبَينَ جُذُورِهِ السُّورِيَّةِ العَرَبِيَّةِ الإِسْلامِيَّةِ، عَلَى تَرْتِيبِهَا بِمَعَانِيهَا الوَاسِعَاتِ قَبْلَ الحُدُودِ الجُغْرَافِيَّةِ. وَهَذِهِ ثَلاثَةُ رَوَابِطَ مَيَّزَتْ ثَقَافَتَهُ، وَثَلاثُ نِسَبٍ مَيَّزَتْ إِسْلامَهُ، وَكَمَا كَانَتِ الرَّوَابِطُ فِي تَاريِخِهِ الإِنْسَانِيِّ سُورِيَّةً عَرَبِيّةً إِسْلامِيَّةً؛ فَكَذَلِكَ كَانَتْ نِسَبُهُ فِي الإِسْلامِ دِينِيّةً مَذْهَبِيّةً عِرْفَانِيَّةً. 

فَأَمَّا مَنْطِقُهُ السُّورِيُّ: فَفِي وَحْدَتِهِ، وَمِنْهُ قَول الشَّيخ مَحْمُود سُلَيمان الخَطِيب:

مِصْرُ وَالشَّامُ وَالعِرَاقُ وَنَجْدٌ***وَطَنٌ وَاحِدٌ وَقَولٌ سَوَاءُ3

وَأَمَّا مَنْطِقُهُ العَرَبِيُّ؛ فَفِي لُغَتِهِ، وَمِنْهُ قَولُ الشَّيخ عبد اللّطيف إِبْرَاهِيم:

لُغَةُ الجَنَّةِ التّي وَعَدَ اللهُ***بِهَا المُتَّقِينَ يَومَ المَعَادِ4

وَأَمَّا مَنْطِقُهُ الإِسْلامِيُّ: فَفِي رَحْمَتِهِ، وَمِنْهُ قَولُ الشَّيخ أَحْمد حَيدر ((1898ـ 1975م )):

أَوَ لَيْسَ الإِسْلامُ فَيضَ حَنَانٍ***وَهُدى مُهْتَدٍ وَنُورَ مُنِيرِ5

وَكَمَا تَمَيَّزَتْ مَنَاطِقُ الفِكْرِ العَلَوِيِّ فِي تَارِيخِهِ الثَّقَافِيِّ بِرَوَابِطِهِ السُّورِيَّةِ العَرَبِيَّةِ الإِسْلامِيَّةِ، فَكَذَلِكَ تَمَيَّزَتْ فِي تَارِيخِهِ الدِّينِيِّ بِنِسَبِهِ مِنَ الإِسْلامِ عَلَى تَعَدُّدِ مَنَاطِقِ أَعْلامِهِ فِي الدِّينِ وَالمَذْهَبِ وَالوَلاءِ وَالعِرْفَانِ. 

فَمِنْ مَنْطِقِهِ الدِّينِيِّ: أَنَّ وِلادَةَ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ رَدَّتْ إِلَى كُلِّ شَيءٍ حُسْنَهُ كَمَا يَخْرُجُ الوَرْدُ مِنَ الذُّبُولِ إِلَى النَّضَارَةِ، فَتَنَسَّمَ عَبِيرَ الرِّسَالَةِ مِنَ النَّفْحَةِ المُحَمَّدِيَّةِ، وَمِنْهُ قَولُ الشَّيخ مَحْمود سُلَيمَان الخَطِيب:

أَرَجُ النُّبُوَّةِ فَاحَ فَالدُّنْيَا شَذىً***وَالكَائِنَاتُ زَنَابِقٌ وَوُرُوْدُ6

وَانْتَشَقَ عِطْرَ الوَحْيِ الإِلَهِيِّ مِنَ الرَّوضَةِ العَلَوِيَّةِ، فَكَانَ مِنْ مَنْطِقِهِ المَذْهَبِيِّ، قَولُ الشَّيخ مُحَمّد حَسن شَعْبَان ((1914ـ 2000م)):

أَسْتَافُ مِنْ أَقْوَالِ آلِ مُحَمَّدٍ***عَبَقَ النُّبُوَّةِ فِي رِدَاءِ مُحَمَّدِ7

وَمِنْ مَنْطِقِهِ الوَلائِيِّ قَولُ الشَّيخ حُسَين سَعّود: 

عَلَوِيُّونَ نَحْنُ لا نَشْرَبُ الآ***جِنَ مِنْ مَاءِ أَجْنَبِيٍّ غَرِيبِ

وَمِنْ مَنْطِقِهِ العِرْفَانِيِّ قَولُ الشَّيخ عَبد الهَادِي حَيدر (( 1908ـ  1991م )):

وَقَدْ عَقَدْتُ فُؤَادِي بِالوَفَاءِ عَلَى***بَنِي نُمَيْرٍ عَلَى مَا كُنْتُ أَعْتَقِدُ8

عَلَى أَنَّ هَذَا الفِكْرَ يُفَرِّقُ بَينَ صِنْفَينِ مِنَ المُنْتَسِبِينَ إِلَيهِ، العَلَوِيِّ حَقِيقَةً وَالعَلَوِيِّ مَجَازًا، وَمِنْهُ قَولُ الدكتور عَلِيّ سُلَيمان الأَحْمَد: ((إِنَّنَا بِكُلِّ أَسىً وَبِكُلِّ اخْتِصَارٍ عَلَوِيُّو الهُوِيَّةِ، لا عَلَوِيُّو الطَّوِيَّةِ..)).

 

  • 1أخبار أبي تمّام، للصولي ص 54.
  • 2رِسَالَةُ عَلَوِيِّي لِوَاء الإسكندرون إِلَى المُفَوّض السّامِي فِي 4 آذار سَنَة 1936م، المراحل في الانتداب الفرنسي وفي نضالنا الوطنيّ، د. عبد الرّحمن الكيالي 4/138.
  • 3ديوان الخطيب ص 38.
  • 4التراث الأدبي للعلاّمة الشيخ عبد اللطيف إبراهيم 1/347.
  • 5النغم القدسي ص 130.
  • 6ديوان الخطيب ص 186.
  • 7نفحات العرفان 186.
  • 8تَأْبين وَمُقْتَطَفات 316.