التَّنْبِيْهُ عَلَى الأَغْلاطِ اللُّغَوِيَّةِ
هَدِيَّةٌ للمُدَقِّقِ اللُّغَوِيِّ .
لَوْ تَرَكَ المُؤَلِّفُ كِتَابَهُ بِلا تَدْقِيْقٍ لُغَوِيٍّ ، لَكَانَ خَيْرَاً لَهُ مِنْ تَنْبِيْهِ القُرَّاءِ عَلَى أَغْلاطِهِ ، بِمَا كَتَبَهُ عَلَى جِلْدِ الكِتَابِ .
وَأُحِبُّ أَنْ أُنَبِّهَهُ ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ دَقَّقَ كِتَابَهُ ، عَلَى يَسِيْرٍ مِنَ الأَغْلاطِ اللُّغَوِيَّةِ ، لَعَلَّهُ يَحْذِفُ عِبَارَةَ ( التَّدْقِيْقِ اللُّغَوِيِّ ) ، ثُمَّ يَسْتَرِيْحُ مِنَ الكِتَابَةِ وَالتَّأْلِيْفِ ، فَقَدْ تَجَشَّمَ عَنَاءً ، وَتَكَلَّفَ صَعْبَاً لا يُطِيْقُهُ .
فَقَدْ ظَهَرَ فِي كِتَابِهِ : أَسَالِيْبُ أَقْرَبُ إِلَى اللُّغَاتِ الأَعْجَمِيَّةِ ، مِنَ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ ، وَمِنْهَا :
فِي الصَّفْحَةِ التَّاسِعَةَ عَشْرَةَ :
فكان هذا الجهد الموجز في موضوع الزكاة (أحد أركان الدين الإسلامي الذي شرعه الله تعالى9 كافة)
لإلقاء بعض الضوء والإيضاح حول (معنى الزكاة, ومستحقيها,وعلى من تفرض, وجهات إنفاقها).
وَلا أَدْرِي : أَيْنَ عَثَرَ المُؤَلِّفُ ، عَلَى جُمْلَةِ ( إِلْقَاءِ بَعْضِ الضَّوْءِ وَالإِيْضَاحِ حَوْلَ مَعْنَى .... ) فِي كُتُبِ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ .
نَقَلَ الزُّبَيْدِيُّ فِي مُعْجَمِ تَاجِ العَرُوْسِ :
(أَلْقَى الشَّيءَ ، إِلْقَاءً : طَرَحَهُ حَيْثُ يَلْقَاهُ ، ثُمَّ صَارَ فِي التَّعَارُفِ اِسْمَاً لِكُلِّ طَرْحٍ ، قَالَهُ الرَّاغِبُ .
قَالَ الجَوْهَرِيُّ : تَقُوْلُ : أَلْقِهِ مِنْ يَدِكَ ، وَأَلْقِ بِهِ مِنْ يَدِكَ ، وَأَلْقَيْتُ إِلَيْهِ المَوَدَّةَ ، وَبِالمَوَدَّةِ .
وَأَلْقَيْتُ إِلَيْهِ خَيْرَاً : اِصْطَنَعْتُهُ عِنْدَهُ ، وَأَلْقِ إِلَيَّ سَمْعَكَ : أَي تَسَمَّعْ وَأَلْقَى اللهُ تَعَالَى الشَّيءَ فِي القُلُوْبِ : قَذَفَهُ ، وَأَلْقَى القُرْآنَ : أَنْزَلَهُ )
فَلْيُحَافِظِ المُؤَلِّفُ عَلَى بَعْضِ الضَّوْءِ ، وَلا يُلْقِي مِنْ يَدِهِ ، لِئَلاَّ يَتَعَثَّرَ فِي اللَّيْلِ .
ثُمَّ : لاحَاجَةَ إِلَى الإِضَاءَةِ ( حَوْلَ الشَّيءِ ) ، فَلُبُّ الشَّيءِ خَيْرٌ مِنْ قُشُوْرِهِ .
* * * *
وَفِي الصَّفْحَةِ السَّابِعَةَ عَشْرَةَ بَعْدَ المِئَةِ :
فبين أن الغاية من عملية الخلق هي العبادة
وَمَا حَاجَةُ القُرَّاءِ إِلَى كَلِمَةِ ( عَمَلِيَّةِ ) ، فَهِيَ : حَشْوٌ لا مُسَوِّغَ لَهُ وَالأَوْلَى أَنْ يُكْتَفَى بِكَلِمَةِ ( الخَلْقِ ) ، فِي هَذِهِ الجُمْلَةِ .
وَفِي الصَّفْحَةِ الثَّانِيَةِ وَالثَّلاثِيْنَ بَعْدَ المِئَةِ :
وإن تعذر فمن أي طيب موجود.
وَهَذَا يَقْتَضِي أَنْ يُجْلَبَ الطِّيْبُ مِنْ أَيِّ بُقْعَةٍ فِي هَذِهِ الأَرْضِ ، وَلَوْ قَالَ : مِمَّا حَضَرَ ، أَوْ : تَيَسَّرَ ، لَكَانَ خَيْرَاً لَهُ مِنْ تَكْلِيْفِ الخَلْقِ أَنْ يَبْحَثُوا عَنِ الطِّيْبِ ، حَيْثُ مَا كَانَ ، فَقَدْ يَكُوْنُ الشَّيءُ مَوْجُوْدَاً وَإِنْ كَانَ غَائِبَاً عَنْكَ .
* * * *
ثُمَّ : إِلَيْكَ هَذِهِ الهَدَايَا ، وَوَاحِدُهَا : فِي الصَّفْحَةِ السَّابِعَةِ .
صُوْرَةُ كِتَابَةِ المُؤَلِّفِ :
لا بد في البداية من التنويه والتذكير بأن ظروف الاضطهاد, والتشرد وسكنى الجبال الوعرة, والاحتلال الأجنبي المتكرر الذي تعرضت له البلاد بجميع مناطقها
بَيَانُ الغَلَطِ .
لَقَدْ غَلِطَ المُؤَلِّفُ ، فِي اِسْتِعْمَالِ المَصْدَرِ ( التَّنْوِيْه ) ، فَهُوَ يَمْدَحُ الاِضْطِهَادَ ، وَالتَّشَرُّدَ ، وَالاِحْتِلالَ ، مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُ .
فَالتَّنْوِيْهُ ـ فِي اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ ـ الإِشَادَةُ بِالشَّيءِ ، وَرَفْعُ ذِكْرِهِ ، وَلا قُرْبَى بَيْنَ مَعْنَى هَذِهِ الكَلِمَةِ ، وَدَلالَةِ الجُمْلَةِ .
فِي أَسَاسِ البَلاغَةِ :
( نَوَّهْتُ بِهِ ، تَنْوِيْهَاً : رَفَعْتُ ذِكْرَهُ ، وَشَهَّرْتُهُ ، وَإِذَا رَفَعْتَ صَوْتَكَ فَدَعَوْتَ إِنْسَانَاً ، قُلْتَ : نَوَّهْتُ بِهِ ، وَنَوَّهْتُ بِالحَدِيْثِ : أَشَدْتُ بِهِ وَأَظْهَرْتُهُ ) .
وَفِي تَاجِ العَرُوْسِ :
( نَوَّهَهُ ، وَنَوَّهَ بِهِ : دَعَاهُ بِرَفْعِ الصَّوْتِ ، وَرَفَعَهُ ، وَعَظَّمَهُ ، وَطَيَّرَ بِهِ ، وَقَوَّاهُ ، وَشَهَرَهُ ، وَعَرَّفَهُ ) .
وَلا حَاجَةَ إِلَى هَذِهِ المَعَانِي ، فِي كَلامِ المُؤَلِّفِ .
* * * *
الغَلَطُ الثَّانِي : فِي الصَّفْحَةِ الثَّامِنَةِ .
صُوْرَةُ كِتَابَةِ المُؤَلِّفِ :
لقد أثر هذا الواقع (المظلم الظالم) على الحياة
بَيَانُ الغَلَطِ .
لَقَدْ غَلِطَ المُؤَلِّفُ ، فِي تَعْدِيَةِ الفِعْلِ ( أَثَّرَ ) ، بِحَرْفِ الجَرِّ ( عَلَى ) وَالصَّوَابُ : ( أَثَّرَ فِي ، أَوْ : بِـ ) ، فَمُفَادُ المَنْقُوْلِ :
أَثَّرَ فِي الشَّيءِ ، وَبِهِ : تَرَكَ فِيْهِ أَثَرَاً ، وَالتَّأْثِيْرُ : إِبْقَاءُ الأَثَرِ فِي الشَّيءِ .
* * * *
الغَلَطُ الثَّالِثُ : فِي الصَّفْحَةِ التَّاسِعَةِ .
صُوْرَةُ كِتَابَةِ المُؤَلِّفِ :
والقراءة البدائية) في هذا الواقع الذي عانوا منه أن
بَيَانُ الغَلَطِ .
لَقَدْ غَلِطَ المُؤَلِّفُ ، فِي زِيَادَةِ حَرْفِ الجَرِّ ( مِنْ ) ، وَالصَّوَابُ : عَانُوْهُ ، فَهُوَ مُتَعَدٍّ بِنَفْسِهِ ، يُقَالُ : عَانَى الشَّيءَ .
فِي أَسَاسِ البَلاغَةِ : ( عَنَّاهُ فَتَعَنَّى ، وَهُوَ : يُعَانِي الشَّدَائِدَ ) .
وَفِي تَاجِ العَرُوْسِ :
( عَانَاهُ مُعَانَاةً : شَاجَرَهُ ، يُقَالُ : لا تُعَانِ أَصْحَابَكَ ، أَي : لا تُشَاجِرْهُمْ ، وَأَيْضَاً : قَاسَاهُ ، يُقَالُ : هُوَ يُعَانِي كَذَا ، أَي : يُقَاسِيْهِ ، كَـ : تَعَنَّاهُ ......... ) .
* * * *
الغَلَطُ الرَّابِعُ : فِي الصَّفْحَةِ نَفْسِهَا .
صُوْرَةُ كِتَابَةِ المُؤَلِّفِ :
والقراءة البدائية) في هذا الواقع الذي عانوا منه أن يطلعوا, ولو بصعوبة قصوى تصل حد عدم التمكن والإمكان, لأكثريتهم الساحقة, على الكتب والمراجع التي
بَيَانُ الغَلَطِ .
لَقَدْ غَلِطَ المُؤَلِّفُ ، فِي اِسْتِعْمَالِ جُمْلَةِ ( الأَكْثَرِيَّةُ السَّاحِقَةُ ) ، إِذْ لا صِلَةَ لَهَا بِاللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ ، فَالسَّحْقُ : الدَّقُّ ، وَالتَّلْيِيْنُ .
فِي تَاجِ العَرُوْسِ :
( سَحَقَهُ : دَقَّهُ أَشَدَّ الدَّقِّ ، فَاِنْسَحَقَ : اِنْسَهَكَ ، أَوِ : اِنْدَقَّ .
وَمِنَ المَجَازِ : سَحَقَتِ الرِّيْحُ الأَرْضَ ، تَسْحَقُهَا ، سَحْقَاً : إِذَا عَفَّتْ آثَارَهَا ، وَاِنْتَسَفَتِ الدُّقَاقَ .
وَسَحَقَ الثَّوْبَ : أَبْلاهُ ، وَسَحَقَ الشَّيءَ الشَّدِيْدَ : إِذَا لَيَّنَهُ ، وَسَحَقَ القَمْلَةَ : قَتَلَهَا ، وَسَحَقَ رَأْسَهُ : إِذَا حَلَقَهُ .... ) .
* * * *
الغَلَطُ الخَامِسُ : فِي الصَّفْحَةِ الثَّانِيةَ عَشْرَةَ .
صُوْرَةُ كِتَابَةِ المُؤَلِّفِ :
ولم تستطع هذه المعارف الثمينة لهؤلاء العلماء أن تصحح كامل نتاج هذا الواقع (الظالم والمظلم) والذي وصل إلينا
بَيَانُ الغَلَطِ .
لَقَدْ غَلِطَ المُؤَلِّفُ ، فِي اِسْتِعْمَالِ كَلِمَةِ ( كَامِل ) ، بِمَعْنَى ( كُلِّ ، أَوْ : جَمِيْع ) ، وَلا مُسَوِّغَ لَهَا فِي العَرَبِيَّةِ .
* * * *
الغَلَطُ السَّادِسُ : فِي الصَّفْحَةِ التَّاسِعَةَ عَشْرَةَ .
صُوْرَةُ كِتَابَةِ المُؤَلِّفِ :
كثيراً ما يتم تناول ممارسة هذا الركن بالنقد 8 من قبل
بَيَانُ الغَلَطِ .
لَقَدْ غَلِطَ المُؤَلِّفُ ، فِي اِسْتِعْمَالِ كَلِمَةِ ( يَتِمُّ ) ، وَالأَوْلَى بِنَاءُ الفِعْلِ لِمَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ ( للمَجْهُولِ ) ، بَدَلاً مِنْ هَذَا الحَشْوِ ، فَإِنَّ مَعْنَى الفِعْلِ ( تَمَّ ) فِي العَرَبِيَّةِ : أَكْمَلَ .
فِي مُعْجَمِ لِسَانِ العَرَبِ :
( تَمَّ الشَّيءُ ، يَتِمُّ ، تَمَّاً ، وَتُمَّاً ، وَتَمَامَةً ، وَتَمَامَاً، وَتِمَامَةً ، وَتُمَامَاً ، وَتِمَامَاً ، وَتُمَّةً ، وَأَتَمَّهُ غَيْرُهُ ، وَتَمَّمَهُ ، وَاِسْتَتَمَّهُ ، بِمَعْنَىً وَتَمَّمَهُ اللهُ ، تَتْمِيْمَاً ، وَتَتِمَّةً ، وَتَمَامُ الشَّيءِ ، وَتِمَامَتُهُ ، وَتَتِمَّتُهُ : مَا تَمَّ بِهِ .
يُقَالُ : تَمَّ عَلَى الأَمْرِ ، وَتَمَمَ عَلَيْهِ ... ، أَي : اِسْتَمَرَّ عَلَيْهِ .
وَتَمَّ عَلَى الشَّيءِ : أَكْمَلَهُ ...... ) .
* * * *
الغَلَطُ السَّابِعُ : فِي الصَّفْحَةِ الأَرْبَعِيْنَ .
صُوْرَةُ كِتَابَةِ المُؤَلِّفِ :
من خلال مراجعة آيات البر, نستخرج أربع مراتب للبر,
بَيَانُ الغَلَطِ .
لَقَدْ غَلِطَ المُؤَلِّفُ ، فِي زِيَادَةِ حَرْفِ الجَرِّ ( مِنْ ) ، إِذْ أَصْبَحَ مَعْنَى الجُمْلَةِ ( مِنْ بَيْنِ ) ، وَهُوَ حَشْوٌ لا وَزْنَ لَهُ .
فَكَلِمَةُ ( خِلال ) تَسْتَغْنِي عَنْ حُرُوْفِ الجَرِّ ، إِذَا كَانَتْ ظَرْفَاً ، فَيُقَالُ : خِلالَ القَوْمِ ، وَخَلَلَهُمْ ، أَي : بَيْنَهُمْ ، وَإِذَا قِيْلَ : مِنْ خِلالِ الشَّيءِ ، كَانَ مَعْنَاهَا : مِنْ ثُقُوْبِ الشَّيءِ .
قَالَ ـ تَعَالَى ـ : فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ . الإِسْرَاء 5
وَفِي سُوْرَةِ الرُّوْم : فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ 48
* * * *
الغَلَطُ الثَّامِنُ : فِي الصَّفْحَةِ الثَّانِيةِ وَالعِشْرِيْنَ بَعْدَ المِئَةِ .
صُوْرَةُ كِتَابَةِ المُؤَلِّفِ :
بعد التأكد من الوفاة, يحافظ على استقبال الميت
بَيَانُ الغَلَطِ .
لَقَدْ غَلِطَ المُؤَلِّفُ ، فِي اِسْتِعْمَالِ مَصْدَرِ الفِعْلِ ( تَأَكَّدَ ) ، بِمَعْنَى : تَحَقَّقَ ، فَلا يُقَالُ : تَأَكَّدْتُ مِنَ الشَّيءِ ، بَلْ : تَأَكَّدَ الشَّيءُ .
* * * *
الغَلَطُ التَّاسِعُ : فِي الصَّفْحَةِ نَفْسِهَا .
صُوْرَةُ كِتَابَةِ المُؤَلِّفِ :
2. يغطى بقماش رقيق (شرشف) وليس سميكاً حتى لا تنتج عنه رائحة.
بَيَانُ الغَلَطِ .
فِي هَذِهِ العِبَارَةِ غَلَطَانِ ، فَالسَّمِيْكُ فِي اللُّغَةِ ، هُوَ : المُرْتَفِعُ ، يُقَالُ : سَمَكَ الشَّيءَ ، أَي : رَفَعَهُ ، وَالغَلَطُ الآخِرُ : فِي تَعْدِيَةِ الفِعْلِ نَتَجَ بِحَرْفِ الجَرِّ ( عَنْ ) ، وَالصَّوَابُ ( نَتَجَ مِنْ ) .
* * * *
- 752 مشاهدة