الصلاة البتراء: هي صلاة مقطوعة أو ناقصة وهي الصلاة على النبي دون آل بيته.. الإختصارات والرموز الدينية [ص - ع - ك - ق] ودلالاتها ، الألقاب والأنساب وأهميّتها.. وقول العلويين فيها.

أُضيف بتاريخ الجمعة, 06/05/2011 - 15:37

المرسل: أبو اسكندر \03\05\2011م

بسم الله الرحمن الرحيم
من بعد أحمد الله والصلاة والسلام على خير خلق الله وآله..
سيدي الفاضل الشيخ حسين محمد المظلوم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
مسائلي إذا سمحتم، عن باقة من الإختصارات ودلالاتها الشائعة على ألسن البعض من طوائف ومذاهب متعددة، وأسأل في الختام عن الألقاب والأنساب، وأثابكم الله كل خير:

  (ص)
رمز أو اختصار يلي كتابة اسم النبي.. هل يجوز أن نكتب أو نلفظ إسم النبي، فلا نُتبع ذكرنا له بالصلاة عليه؟ وهل يجوز أن نُصلّي عليه بدون أن نُتبعها مباشرة بالصلاة على آله، ولماذا؟ وهل يكفي كتابة (ص) وكل شخص يقرأها حسب ما تعوّد، أم يجب كتابتها (ص وآله)؟
إذا وقع على مسمع أحدنا ذكر النبي فهل يتوجّب على القائل وعلى المستمع، أن يُصلي على النبي وآله، وهل يجب هذا جهاراً أو إخفاتاً؟ وهل من الواجب أو الشرط أو المُستحب على المستمعين -إذا كانوا كُثر- أن يُرددوا نغمة معينة وموحّدة في الصلاة على النبي وآله، أم هناك صيَغ أخرى؟
تعلمون سيادتكم أنّ البعض يحرف تعريف الآل عن حقيقته ليصرف الناس عن أحقيّتهم ومكانتهم... وهنا أسأل أن تُعرّف وتُثبت لنا ولو باختصار: من هم آل النبي، وما مكانتهم؟

  (ع) أو (ع س) أو (ع م س)
وهذا أيضاً اختصار يُكتب أو يُقال بعد ذكر أحد أئمة آل البيت الإثنى عشر عليهم السلام. ومن المعلوم لسيادتكم أنّ الإشكالية هنا تقع في الإختصار الثالث، فبعض المُغرضين أعتبروا أنّ فيه رموزاً وطلاسماً وخفايا!! واتهموا العلويين على أساس اعتباراتهم وظنونهم -كعادتهم- ولن نهتمّ للجهلاء والمُفترين، ولكن سؤالي هو التالي:
يقول البعض بعد أن يذكر أحد الأئمة: (عليه منّا السلام) أو (علينا منه السلام)، فهل يُمكن استعمال إحدى هاتين الصيغتين وهل فيها أي مُبهم يدعو لوقوع الشبهة؟
أي إختصار من هذه الثلاثة يُفضّل استعماله بعد كتابة أو لفظ إسم أحد الأئمة عليهم السلام؟
وهل يجب على من يذكر الأئمة وعلى المستمعين أيضاً أن يُسلموا عليهم، وهل يجب هذا جهاراً أو إخفاتاً؟ ولماذا؟

  (ك)
هذه قليلة الإستعمال وقد ينفرد بها العلويون دون غيرهم وتُذكر حصراً بعد ذكر الإمام علي بن أبي طالب ودلالتها (كرّم الله وجهه). البعض يَعيب علينا قول هذه العبارة! فما هو قول العلويين في هذه العبارة، وهل فيها أي امتياز يجعلها مُحببة إلى قلوبهم وتتردّد على ألسنتهم، وهل يجب أن نعبأ لانتقادات الآخرين بها؟

  (ق) أو (قده)
هذا الإختصار يُكتب عادة بعد كتابة إسم أحد المراجع أو العلماء أو الشيوخ، ودلالتها تختلف فالبعض يقول أنه اختصار لـ (قُدّس سرّه أو قدّس الله سرّه) والبعض الآخر يقول أنّ لها وجهاً آخر أيضاً وهو (قدّسه الله أو قدّس الله روحه) ما الفرق بين التعبيرين، وما معناهما، وأيّهما الأصح والأسلم والذي يجب أن نتداوله ونأخذ به؟

  الألقـاب:
ذكرتم سيادتكم في كتابكم (العلوية والمناهج الأخرى) وتحديداً في فصل(العلويون والشيعة طائفتان لا مذهبان) التالي:
(وبالنسبة إلى الألقاب التالية كـ: حجة الإسلام والمسلمين، وآية الله العظمى، وآية الله الكبرى ، وروح الله وغيرها فليست معتمدة في نهجنا لعدم وضوحها ولعدم ورود نقل الإجازة من المعصومين أو الأذن بإطلاقها).
وأسأل سيدي الفاضل، ما هي الألقاب التي يُستحب أن نستعملها ونتداولها وقت نأتي على ذكر العلماء والمشائخ الكرام، أو وقت نخاطبهم؟ وما الداعي لاستعمال هذه الألقاب في المخاطبة؟
وما معنى وما الفرق بين هاتين الصيغتين: فضيلة الشيخ، أو سماحة الشيخ؟
وبالإجمال وبشكل عام: هذه الألقاب هل تقدّم أو تأخّر أو تضيف أو تنتقص من مكانة أو علم المُلقّب؟ وهل ورد عن الأئمة الكرام (ع) أي شيء في هذا المجال؟

  الأنسـاب:
يعتبر الأخوة الشيعة تحديداً أنّ لقب (السيد) أعلى من لقب (الشيخ) ولا يُلقّبون السيد بـ الشيخ ولا يعكسونها، ويعتبرون أنّ السيد يمتاز بأنّه يتصل بنسبه الطيني إلى آل بيت رسول الله وله مكانة رفيعة عندهم وامتيازات متنوعة ليست محلّ سؤالي، ولكن ومن باب العتب بين الأخوة أقول:
نعلم نحن العلويون أنّ الأغلبية فينا يعودون بالنسب الطيني والديني إلى آل بيت رسول الله (ع)، فنحن أحفادهم، ومع هذا فإننا لا نلقّ أي امتياز إلا الإمتيازات السلبية والمؤلمة والتي تُسيء إلينا من قبل من يُقيمون لهذه الأمور وزناً، وهذا أمرٌ مُستغرب فعلاً!!! ولسنا نظلم أحداً فالدلائل والإثباتات على ما أقوله كثيرة.. كذلك فإننا نحن أنفسنا لا نميّز أحداً من بيننا أو من غيرنا تبعاً لنسبه الطيني ولو فعلنا لجاز أن نفتخر على العالمين قاطبة ولم نفعل... ما تقول في هذا الأمر سيدي الكريم؟

أدامكم الله سيدي الفاضل وأشكركم على سعة صدركم، ولشخصكم الكريم المزيد من الإحترام والتقدير.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 1

أخوكم الأصغر
أبو اسكندر

الجـواب

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين.

الأخ الكريم السيد أبو إسكندر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  لا يجوز أن نكتب اسم النبي صلى الله عليه وآله أو نتلفظ به دون الصلاة عليه مقروناً بآل بيته المعصومين عليهم السلام لقوله صلى الله عليه وآله (لا تصلوا عليَ الصلاة البتراء)، ولا يخفى أنّ الصلاة البتراء: هي الصلاة على النبي دون آل بيته.
والأبتر في اللغة هو: المقطوع، وبالتالي فالصلاة البتراء: هي صلاة مقطوعة أو ناقصة، وكيف نُهمل هذه القاعدة الثابتة في كتاب الله قال تعالى: ﴿ سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ ﴾ [الصافات : 130] فنلاحظ أنّ الله قرنهما في الذكر الحميد، والأحاديث الدالة على ذلك أكثر من أن تُحصى.2
  أما سؤالك عن كتابتها: فالأصح كتابتها كما تلفظ لما في ذلك من ثواب، وقد جرت العادة من الكثيرين كتابتها مختصرة وهو أمر غير مستحسن.
وبجب الصلاة على النبي في معرض ذكر اسمه من القائل والمُستمع، والجَهر في ذلك أكثر ثواباً من الخفت إلا للضرورة، أما سؤالك عن نغمةٍ معينةٍ: فلا يشترط ذلك ولا يَجب ويُفضل الخشوع لا أكثر ولا أقل.

  ما ينطبق على النبي ينطبق على بقية المعصومين فالمشهور عند علمائنا أن نقول عند ذكرهم (عليهم السلام)، ويُكره الترميز، ويُفضل كتابتها كما تُلفظ، والجَهر أفضل من الخَفت، ولا يُشترط النغمة، بل يُفضل الخشوع لعظيم مقامهم فهم الشفعاء والوسيلة بعد النبي الكريم.
  أما القول ( عليهم منا السلام ) فلا أرى صوابها، وقول البعض ( علينا منهم السلام ) فهي صحيحة ولكنها غير شائعة، والبعض يُثير حولها الشبهات مع وضوحها! فسلامهم بالنسبة لنا: بركاتهم ونوامي تحيّاتهم وسناء علومهم، ولكن الأسلم أن نقول: عليهم السلام.

  أما رمز (ك) كرّم الله وجهه فهو مشهور على ألسن العامة من الطوائف الأخرى، وهو غير وارد في المنهاج العلوي.

  أما المُراد من الرمز المُختصر (ق) فمعناه الأصح (قدس الله روحه) وهو الأكثر شيوعاً عند علمائنا، والتقديس هنا يعني التطهير أي (طَهَّر الله روحه)، فالنفس السالكة إلى الله لا تبلغ كمالها المنشود إلا بعد طهارتها لقوله تعالى ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا ﴾ [الشمس : 9] أي طهّرها من الشوائب المُعيقة من طلب الكمال.

  أما سؤالك عن الألقاب التي ذكرتها في كتابي فلم ترد عن المعصومين عليهم السلام لذا تحفّظت عليها، وهي لا تُقدّم ولا تُأخر كما تفضلت في سؤالك، فالمرء بجوهره وعمله لا بألقابه والتي في أكثر الأحيان يُناقضها بفعله.

  والفرق بين لقبي الفضيلة والسماحة هو أنّ السماحة: لقبٌ يُطلق على المُفتي أو القاضي، والفضيلة: يُطلق على إمام المسجد أو أي شيخ عادي. وهذا التقسيم ولد في العصر العثماني، ويُستعمل عندنا في لبنان على هذا الأساس، ولا أرى صحّته، فالفضيلة والسماحة صفتان يجب أن يتمتّع المؤمن بهما وليس هما مجرد ألقاب.
ونحن من باب الإحترام إذا أردنا أن نُخاطب أحد أسيادنا فنقول (سيدي الشيخ) لا أكثر ولا أقل وأنت تعرف أنّ أكثر علمائنا يكرهون تفخيم الألقاب ولا يُحبّذونها لتواضعهم.

  أما سؤالك عن الأنساب فهو موضوع محسومٌ، فالقرابة تشترط الولاء والولاء لا يشترط القرابة لقول أمير المؤمنين عليه السلام: (إنّ وليّ محمد: من أطاع الله وإن بَعُدَت لُحْمَته، وإنّ عَدو محمد: من عصى الله وإن قَرُبَت قرابَتُه.) .
وكما تفضلت فإنّ الكثيرين من أبناء هذه الطائفة من ذريّة المعصومين عليهم السلام وخصوصاً المَحارزة، إلا أنّ الامتياز عندنا بالتقوى والعمل الصالح والفضل والخُلق الكريم والمرء من حيث يثبت لا من حيث ينبت، والتفاخر بالأنساب دليلٌ على: ضعف العقول وانعدام الفهم، فما قيمة حفيدٍ فاجرٍ لجَدٍ طاهرٍ.

والحمد لله رب العالمين

حسين محمد المظلوم
5\5\2011

  • 1القارئ الكريم: في موضوعنا (أنت تسأل والشيخ العلوي يُجيب) السؤال مُتاح للجميع فلا تتردّد و اتصل بنا .
    ومن أحب الإطلاع على بقية الأسئلة فإليكم: فهرس الأسئلة مُصنّفة حسب إسم السائل. 
  • 2 عن النبي ص وآله قال: لا تصلوا عليَّ الصلاة البتراء ، فقالوا: وما الصلاة البتراء؟
    قال: تقولون اللهم صل على محمد وتُمسكون، بل قولوا: اللهم صلّ على محمد وآل محمد . (الصواعق المحرقة)
    » وفي سنن البيهقي عن ابن مسعود قال: (لو صليت صلاة لا أصلّي فيها على آل محمد لرأيت أن صلاتي لا تتم) .
    » ورواه أيضا الدارقطني في سننه، وروى الدارقطني ايضاً في سننه عن أبي مسعود قال: قال رسول الله ص وآله:
    ( من صلّى صلاة لم يُصلّ فيها عليَّ ولا على أهل بيتي لم تُقبل منه ) .