العلم الحصولي والعلم الحضوري.. العلم الكسبي والوهبي والفرق بينهما.. فضل العلم الذي يدفع المؤمن إلى طلب العلم من المهد إلى اللحد..

أُضيف بتاريخ الأثنين, 26/09/2011 - 11:07

المرسل: zaynab \أيلول\22\2011م

بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الفاضل حفظكم الله ورعاكم وسددكم بجنود لم تروها بحق العلي الاعلى
سيدي الشيخ هناك مصطلحات مبهمة بعض الشيء وأود لو تكرمتم بالاجابة عن معانيها لو سمحتم ..أكون لكم من الشاكرين ..
1 ) ماهو العلم الحصولي ؟
2 ) ما هو العلم الحضوري ؟
3 ) ما الفرق بين العلمين ؟
4 ) هل يمكن تحصيل العلمين معاً ؟ وما هي درجات من تحصّلَ على العلمين معاً ؟ ومَنْ يتحصّل على هذين العلمين معاً إذا حصل واجتمعا معاً في شخص واحد؟
ودمتم بخير وعافية وأمن وأمان بحفظ الرحمن
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 1
الجـواب

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء وسيد المرسلين محمد وآل بيته المعصومين.

  الأخت الكريمة زينب، العلم الحصولي والعلم الحضوري جزئيتان من جزئيات كلية العلم ومداخله، ومفرداتان دالتان على حالتين تدريجيتين وليستا علمين مستقلين يُطلبان تدريجياً.

  • فالعلم الحصولي: هو حصول وارتسام ماهية شيءٍ لدى ذهن الإنسان ويُسمى إنطباعياً.
  • والعلم الحضوري: هو حضور نفس الشيء ووجوده عند ذهن الإنسان، كمتصور الإنسان نفسه وعلمه بذاته والأمور القائمة بها.
وعلى هذا الأساس فهما حالتان من حالات العلم وليستا علمين، والذي يتضح من سياق أسئلتك فإنّ تصوّرك ذهب بهذين المُصطلحين إلى العلم الكسبي والوهبي وهذا بيانهما:
  • العلم الكسبي: وهو العلم النظري الذي يحتاج في تحصيله إلى كسب ونظر وتشغيل فكر، كالعلم بأحكام الصلاة وغيرها من المفترضات، ويُقابله الضروري، وهو الذي لا يحتاج في حصوله إلى كسبٍ وتشغيلِ فكرٍ كَعِلمنا أنّ الصلاة واجبةٌ.
  • والعلم الوهبي: ويُقال له العلم اللدُني، وهو العلم الذي يُفاض من قبل الله سبحانه على عبده لقوله تعالى: ﴿ وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا ﴾ ، وهذا العلم والفضل يأتي نتيجة العمل الخالص والمُجاهدة الصادقة.
والفرق بينهما بَيّن: فالكسبي هو نتيجة البحث والنظر وثوابه عظيم وفضله كبير لما في طلبه من مشقةٍ، وفي هذا المعنى يقول الرسول صلى الله عليه وآله:
تعلموا العلم، فإن تعلمه حسنة، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه من لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة، لأنه معالم الحلال والحرام، وسالك بطالبه سبل الجنة، ومؤنس في الوحدة، وصاحب في الغربة، ودليل على السراء، وسلاح على الأعداء، وزين الأخلاّء ، يرفع الله به أقواما يجعلهم في الخير أئمة يقتدى بهم، ترمق أعمالهم، وتقتبس آثارهم، وترغب الملائكة في خلتهم، لان العلم حياة القلوب، ونور الأبصار من العمى، وقوة الأبدان من الضعف، وينزل الله حامله منازل الأحباء، ويمنحه مجالسة الأبرار في الدنيا والآخرة.
بالعلم يُطاع الله ويُعبد، وبالعلم يُعرف الله ويُوَحّد، وبه تُوصل الأرحام، ويُعرف الحلال والحرام، والعلم أمَامَ العقل...

  فأيُّ فضلٍ أعظم من هذا الفضل الذي أبانَ عنه النبي الكريم، والذي يدفع المؤمن إلى طلب العلم من المهد إلى اللحد، لما في طلبه من أثرٍ عظيمٍ على النفس الإنسانية السالكة إلى الله، وهذه المُجاهدة الصادقة مع العمل الصالح هي التي تُؤَدّي إلى استحقاق نيل العلم اللّدُني من الله الكريم.
فالكسبي ثوابه أكبر لما فيه من مشقة، والوهبي أشمل لأنه خاتمة السعادة.

  ودمت بخير. 2

حسين محمد المظلوم
23\9\2011