الفرق بين الشكر والحمد.. إن الحمد أخص من الشكر، والشكر أعم منه، والنتيجة واحدة من حيث الغاية، ولكن الحمد أعلى مقاماً من الشكر..

أُضيف بتاريخ الأربعاء, 20/06/2012 - 13:14

المرسل: زهراء \31\05\2012م

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله شيخنا الفاضل ونشكر لكم تخصيص وقتكم الثمين لهذه الفسحة من الاطلاع على اسئلة القراء جعلها الله تعالى في ميزان حسناتكم

--في القرآن الكريم أتت آيات تدل على شكر العابدين لله تعالى وآيات أخرى تدل على حمد العابدين لله تعالى
منها ( التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (112)..التوبة
(بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ (66)...الزمر
يعني هناك مصطلحين للشكر لله تعالى مقام الشكر ومقام الحمد .. فما معنى الشكر ومامعنى الحمد وما الفرق بينهما وأيهما اعلى مقام من الآخر؟؟

---في سورة الكهف جاءت الآية التالية ( وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18---الكهف...
من المفترض أن أصحاب الكهف لجاؤوا الى الكهف من الظلم الذي لحق بهم من القيصر بسبب ايمانهم وأنهم ناموا بقدرة الله تعالى عدة سنين لا يعلم عدتها الا الله تعالى وعدد قليل بحسب قوله تعالى (قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ ...)..
أي هذه الرقدة الطويلة الامد التي رقدوها في الكهف كانت حماية لهم من القيصر وأعوانه أي جللتهم رحمته تبارك وتعالى والسؤال لماذا قيل في القرآن ( لو اطلعت عليهم لوليت منهم رعبا..) ما الداعي للرعب حينئذ ؟من قوم جللتهم رحمة الله تبارك وتعالى؟؟؟

---مادور الكلب ولماذا نام الكلب معهم في نومتهم الطويلة الامد وهل أصابه الخير في صحبته لهم؟؟
ربما الكلمات لم تسعفني في صيغة السؤال فأتمنى ان يكون واضحاً لديكم سؤالي عن دوره في القصة (اصحاب الكهف)
مع شكري لكم ولجهودكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 1

الجـواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين وأصحابه الميامين والتابعين لهم بإحسان وإيمان إلى يوم القيامة والدين.

الأخت الكريمة الآنسة زهراء المحترمة.
تحية طيبة وبعد:

  الفرق بين الشكر والحمد، إن الشكر هو الاعتراف بالنعمة على جهة التعظيم للمُنعم، والحَمد الذكر بالجميل على جهة التعظيم المذكور به أيضاً، ويصح على النعمة وغير النعمة، والشكر لا يصحّ إلاّ على النعمة.

  ويجوز أن يحمد الإنسان نفسه في أمور جميلة يأتيها، ولا يجوز أن يشكرها لأنّ الشكر يجري مَجرى قضاء الدَين، ولا يجوز أن يكون للإنسان على نفسه دَيْن.

  فالاعتماد في الشكر على ما توجبه النعمة قال تعالى: ﴿ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ ﴾ [إبراهيم:7]، وفي الحمد على ما توجبه الحكمة قال تعالى: ﴿ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ ﴾ [الأنعام:1].

  ويُقال الحمد لله على الإطلاق ولا يجوز إلا لله، أما الشكر فيجوز لغيره مجازاً لقوله تعالى: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾ [لقمان:14].

  وعليه فإن الحمد أخص من الشكر، والشكر أعم منه، والنتيجة واحدة من حيث الغاية، ولكن الحمد أعلى مقاماً من الشكر.

  أما سؤالك عن فتية أهل الكهف ومعنى قوله تعالى ﴿ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا ﴾ ، فإن هذا الرعب الذي أوجده الله في قلوب من يطلع عليهم فهو ليحفظ به عباده المؤمنين وهم الفتية المُكرمين، وقيل أنه دليل على سموّ قدرهم ومنزلتهم عند الله تبارك وتعالى.

  أما دور كلبهم، فهو حراستهم، وقد نام معهم تلك المدة الطويلة، ولا شك ومما يبدو من سياق الآية بأنّه أصابه الخير لمرافقته إياهم، وقد حفظه الله كما حفظهم طول تلك المدة والله أعلم.

حسين محمد المظلوم
11\6\2012