إنّ الحديث عن ما يُسمى ( المذهب العلماني ) وفق المعاجم العربية والإسلامية لا يَروق للكثيرين.. لا علاقة للعلمانية بالعلم التجريبي ومعناها الحقيقي: اللادينية...

أُضيف بتاريخ الجمعة, 15/02/2013 - 12:09

المرسل: أبو قاسم \14\12\2012م

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلا على خاتم الأنبياء و المرسلين محمد و آله و أصحابه الطيبين الطاهرين و المعصومين
اما بعد, سيدي الكريم أريد ان أسألك هل يوجد مذهب يسمى " المذهب العلماني"؟
إذا كان موجود فما هو, و علاما يرتكز.
و شكراً 1
الجـواب
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين، وأصحابه الطاهرين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم القيامة والدين.

  إنّ الحديث عن ما يُسمى ( المذهب العلماني ) وفق المعاجم العربية والإسلامية لا يَروق للكثيرين، والسبب في ذلك أنّ هذه المعاجم كما يظنون دينية أكثر مما هي علمية، وبالتالي فإنها متعصبة للدين ولن تعطي المعاني الأخرى حقها، ولسنا الآن بصدد تفنيد هذه المزاعم بل سنختصر ذلك بتعريف العلمانية استناداً إلى المعاجم الغربية التي وضعها علمانيون.

في القاموس الإنجليزي فأنّ كلمة علماني تعني:

  1. دنيوي أو مادي.
  2. ليس بديني أو ليس بروحاني.
  3. ليس بمترهب، ليس برهباني.

  وجاء أيضاً في نفس القاموس بيان معنى كلمة العلمانية حيث يقول:
العلمانية: هي النظرية التي تقول: إن الأخلاق والتعليم يجب أن لا يكونا مبنيين على أسس دينية.

  وفي دائرة المعارف البريطانية نجدها تذكر عن العلمانية: أنها حركة اجتماعية تهدف إلى نقل الناس من العناية بالآخرة إلى العناية بالدار الدنيا فحسب.
وهذه الدائرة حين تحدثت عن العلمانية فقد تحدثت عنها ضمن حديثها عن الإلحاد، وقسمته إلى قسمين:

  1. إلحاد نظري.
  2. إلحاد عملي، وجعلت العلمانية ضمن الإلحاد العملي.

  فالعلمانية مذهب وضعي يهدف إلى عزل الدين عن التأثير في الدنيا فهو يعمل على قيادة الدنيا في جميع النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية والقانونية وغيرها بعيداً عن أوامر الدين ونواهيه.

  ثم أنه لا علاقة للعلمانية بالعلم التجريبي كما يَدّعي البعض وهذا بَيّنٌ من معاني الكلمة كما وردت في البيئة التي نشأت فيها، ومعناها الحقيقي: اللادينية، ولها صورتان:

  1. العلمانية الملحدة: وهي التي تنكر الدين بالكلية
  2. العلمانية غير الملحدة: وهي لا تنكر وجود الله وتؤمن به إيماناً نظرياً لكنها تنكر تدخل الدين في شؤون الدنيا وتنادي بعزل الدين عن الدنيا.

ومن أهم ركائزها:

  • عدم وجود علاقة بين الدين وبين حياة الإنسان.
  • الحياة تقوم على أساس العلم التجريبي المطلق.
  • القيم الروحية التي تنادي بها الأديان والقيم الأخلاقية بأنواعها هي قيم سلبية يجب أن يتم تطويرها أو إلغائها.
  • عدم تدخل الدين في الأمور السياسية وأنه يجب تطبيق الشرائع والأنظمة الوضعية كالقانون الفرنسي في الحكم، وأن الدين للعبادة فقط دون تدخل في شئون الخلق وتنظيمها.
  • الإنسان هو الذي ينبغي أن يستشار في الأمور الدنيوية كلها وليس رجال الدين.
  • العقل البشري صاحب القرار وليس الدين.
  • الإسلام لا يتلائم مع الحضارة وأنه يدعوا إلى التخلف لأنه لم يقدم للبشرية ما ينفع.
  • الأخلاق نسبية وليس لها وجود في حياة البشر إنما هي انعكاس للأوضاع المادية والاقتصادية وهي من صنع العقل الجماعي وأنها أي الأخلاق تتغير على الدوام وحسب الظروف.
  • التشريع الإسلامي والفقه وكافة تعاليم الأديان السماوية الأخرى ما هي إلا امتداد لشرائع قديمة أمثال القانون الروماني وأنها تعاليم عفى عليها الزمن وأنها تناقض العلم، وأن تعاليم الدين وشعائره لا يستفيد منها المجتمع.

  إن قمّة الواقعية هي التعامل بين البشر دون قيم أخلاقية أو دينية لأنها في اعتقاده غير ضرورية لبناء الإنسان بل أنها تساهم في تأخيره، وأنّ القيم الإنسانية ما هي إلا مثالية لا حاجة للمجتمع بها.
إلى أخر ما هنالك من الأفكار الماركسية والبوذية والماسونية.

  فهذه هي العلمانية كما عرفها أصحابها وكما هو واقعهم.

حسين محمد المظلوم
12\2\2013