بدء النسل من آدم عليه السلام كيف كان؟ كُتُبُ الله كُلّها فيما جرى فيه القلم في كُلّها تحريمُ الأُخوَة مع ما حُرّم؟ تعالى الله عن قول القائلين (أنّ هذا الخلق كله أصله من الإخوة والأخوات) علوا كبيراً.. والصحيح ما روي عن الأئمة المعصومين عليهم السلام...

أُضيف بتاريخ الأحد, 08/07/2012 - 13:50

المرسل: أم حمزة خليل \27\أيار\2012م

السلام على سيدنا محمد وآل محمد
السلام عليكم
سؤالي اليوم عن فكرة شائعة كيف بدأ الخلق
فما نسمعه أن الله تعالى خلق سيدنا آدم ومنه أخرج أمنا حواء ثم أنجبا شاب وفتاة توأم وبعدهما أيضا أنجبا شاب وفتاة توأم فالشاب من الجيل الأول تزوج من الفتاة التي من الجيل الثاني والفتاة من الجيل الأول تزوجت من الشاب من الجيل الثاني وهكذا بدأ نسل سيدنا آدم يزيد تدريجيا وبدأت تنتشر البشرية.
في الواقع هذه القصة ليست منطقية بالنسبة لي لأن الله لايمكن أن يبدأ نشر البشرية بفاحشة وهي زواج الاخوة من بعضهم البعض وإن كان البعض يقول كيف لا وهل هناك سبيل آخر وأنا أقول في هذا الجواب اتهام لله جل جلاله بالقصور والعجز وهذا كفر فالله قادر على كل شيء ومن خلق آدم يستطيع أن يخلق الكثير غيره من البشر.
وبالنهاية ان لا أعلم الحقيقة وأتمنى توضيح من قبلكم لهذا المفهوم
وأشكركم كل الشكر على تعاونكم واستيعابكم لكثرة استفساراتنا. 1
الجـواب
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين وأصحابه المنتجبين.

  الأخت الكريمة السيدة أم حمزة تحية طيبة وبعد.

  الفكرة التي ذكرتيها لا أساس لها من الصحة وهي تغاير منهاج المذهب في معرفة كيفية التكوين.

  والصحيح ما روي عن الأئمة المعصومين عليهم السلام، فقد روى محمد بن العطار، عن ابن أبان، عن ابن اورمة، عن النوفلي، عن علي بن داود اليعقوبي، عن الحسن بن مقاتل، عمّن سمع زرارة يقول:
سُئل أبو عبد الله عليه السلام عن بدء النسل من آدم على نبينا وآله وعليه السلام كيف كان؟ وعن بدء النسل من ذرية آدم فإن أناساً عندنا يقولون: إنّ الله تعالى أوحى إلى آدم أن يزوج بناته بنيه، وأنّ هذا الخلق كله أصله من الإخوة والأخوات؟
فقال أبو عبد الله عليه السلام: تعالى الله عن ذلك علوا كبيراً، يقول من قال هذا: بأن الله عزّ وجلّ خلق صفوة خلقه وأحباءه وأنبياءه ورسله والمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات من حرام، ولم يكن له من القدرة ما يخلقهم من حلال ، وقد أخذ ميثاقهم على الحلال الطهر الطاهر الطيّب، فوالله لقد تبيّنتُ أنّ بعض البهائم تنكّرت له أخته فلما نزا عليها ونزل كُشف له عنها، فلما عَلِمَ أنها أخته أخرج غرموله ثم قبض عليه بأسنانه حتى قطعه فخرّ ميتاً، وآخر تنكّرت له أمّه ففعل هذا بعينِهِ، فكيف الإنسان في إنسيّته وفضلِه وعلمِهِ ؟ ! غيرَ أنّ جيلاً من هذا الخلق الذي تَرَوْنَ رغِبوا عن علم أهل بيوتات أنبيائهم، وأخذوا من حيث لم يُؤمَروا بأخذه، فصاروا إلى ما قد ترون من الضلال والجهل بالعلم، كيف كانت الأشياء الماضية مِنْ بِدءِ أَنْ خَلَقَ الله ما خَلق ما هو كائنٌ أبداً .

  ثم قال:
ويحُ هؤلاء أين هم عمّا لم يختلف فيه فقهاء أهل الحجاز ولا فقهاء أهل العراق أنّ الله عز وجل أمر القلم فجَرَى على اللوح المحفوظ بما هو كائن إلى يوم القيامة قبل خلق آدم بألفي عام، وأنّ كُتُبَ الله كُلّها فيما جرى فيه القلم في كُلّها تحريمُ الأُخوَة مع ما حُرّم، وهذا نحن قد نرى منها هذه الكتب الأربعة المشهورة على رسله صلوات الله عليهم أجمعين، منها التوراة على موسى، والزبور على داود، والإنجيل على عيسى، والقرآن على محمد صلى الله عليه وآله وعلى النبيين، ليس فيها تحليل شيء من ذلك.
  حقا أقول: ما أراد من يقول هذا وشبهه إلا تقوية حُجَج المَجوس، فما لَهُم قتلهم الله ؟ !

  ثم أنشأ يُحَدّثُنا كيفَ كان بدءُ النَسل من آدم، وكيف كان بِدءُ النَسلِ من ذريّته، فقال:
إنّ آدم عليه السلام وُلد له سبعون بَطناً، في كل بطنٍ غلامٌ وجاريةٌ إلى أن قُتِلَ هابيل، فلما قَتَلَ قابيلُ هابيلَ جَزَعَ آدم على هابيل جَزَعاً قَطَعَهُ عن إتيان النساء، فبقيَ لا يستطيع أن يَغشى حوّاء خمسمائة عام، ثم تخلّى ما به من الجَزع عليه فغشيَ حوّاء فوَهَبَ الله له "شيثاً" وحده ليس معه ثاني، واسم شيث: هبة الله، وهو أوّل وَصي أوصِيَ إليه من الآدميين في الأرض، ثم وُلِدَ له من بعد شيث "يافث" ليس معه ثاني، فلما أدركا وأرادَ الله عز وجل أن يَبلُغَ بالنسل ما تَرَوْنَ، وأن يكون ما قد جرى به القلم من تحريمِ ما حَرَّمَ الله عز وجل من الأخوات على الأخوة، أنزلَ بعد العَصرِ في يوم الخميس حوراء من الجنة اسمها بَرَكَة، فأمر الله عز وجل آدم أن يُزوّجها من شيث فزوّجها منه، ثم نزل بعد العصر من الغد حوراء من الجنة اسمها نازلة فأمر الله عز وجل آدم أن يُزوجها من يافث فزوجها منه، فولد لشيث غلامٌ، وولد ليافث جارية، فأمر الله عز وجل آدم حين أدركا أن يُزوّج بنت يافث من ابن شيث، ففعل ذلك فوُلِدَ الصّفوةُ من النبيين والمُرسلين من نسلهما، ومعاذ الله أنّ ذلك على ما قالوا من الأخوة والأخوات.

  فهذا ما ورد عن المعصومين وما يُخالفه فلا نُلزم به أنفسنا.

حسين محمد المظلوم
12\6\2012