الرؤيا على درجات متفاوتة فمنها الوحي والإلهام وأضغاث الأحلام.. والأخذ بالأحلام أو الرؤية إنما يكون على قدر واقعيتها وملامستها للواقع.. أما كتاب تفسير الأحلام المنسوب إلى الإمام الصادق فلم أتيقن من قطعية صدوره..

أُضيف بتاريخ الأحد, 09/10/2011 - 15:25

المرسل: فاطمة 07\10\2011

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين... الحمد لله كما هو أهله...
وصلى الله على سيدنا محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حضرة العالم الجليل....
ما هي شروط الأخذ بالأحلام؟
إذا حصل ورأى النائم نفسه يقرأ القرآن الكريم أو يقول عبارات معينة أو ينذر نذراً ما .... فماذا يجب أن يعمل؟
ما مدى صحة كتاب تفسير الأحلام المنسوب لمولانا الإمام جعفر الصادق "علينا من ذكره السلام" المتواجد على الانترنت؟

نفّعنا الله بعلمكم ودمتم بخير إنشاء الله تعالى
والحمد لله رب العالمين 1
الجـواب

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله المعصومين

  الرؤيا على درجات متفاوتة فمنها الوحي وهو للأنبياء حصراً دون سواهم، والإلهام للأولياء الطاهرين دون تقييدها فيهم، وأضغاث الأحلام وهو لعموم الناس.

  ومن الناس من تكون رؤياه أقرب إلى الإلهام وهذا يعود لصفاء نفسه وحسن طويته فيشاهد ما يقع في الخارج قبل حدوثه بتوفيق من الله تعالى، وهذه الحالة غير دائمة فإنها تقبل وتدبر على قدر إقبال العبد أو إدباره.

  والأخذ بالأحلام أو الرؤية إنما يكون على قدر واقعيتها وملامستها للواقع:

  • ففي حال شاهد الإنسان نفسه يصلي أو يقرأ القرآن فهو دليل على قيامه بما أمر الله لأن صور الواقع تنطبع على صفحات النفس وتتراءى للمرء أثناء نومه، وفي حال كان مقصراً في هذا المجال ثم شاهده في الرؤيا فيكون ذلك بمثابة تذكير، وهكذا في الأمور السلبية التي يراها النائم فهي تدل على سلبية في الواقع وعلى الإنسان أن يقوم نفسه ويسلكها مسالك الخير وفق الطاقة الممنوحة.
  • وفي حال شاهد الإنسان نقيضاً للواقع من الجهة السلبية، بمعنى في حال كان ملتزماً بواجباته الدينية وشاهد عكس ذلك فهذا يدل على حدث سيلمّ به وعليه هنا من باب الوقاية أن يقوم بعمل صالح ضمن الإمكانية، وفي أكثر الأحيان فإن الأحلام العكسية تكون أضغاث أحلام ناتج عن اضطرابات نفسية أو مزاج سيء أو بسبب الإكثار من الطعام ليلاً وهذا معلوم.
  • وفي حال شاهد الإنسان ولياً من أولياء الله الصالحين فهذه الرؤيا صادقة بامتياز.
  • وفي حال شاهد أنه ينذر نذرا فيستحب وفاءه ولا يجب إلا في حال التعيين، والمراد بالتعيين: أن يشاهد ولياً صالحاً يُحَدّد له القيام بنذر معين، وتكون الرؤيا واضحة.

فالرؤيا، ليس فيها قولاً واحداً لتنوّعها وتداخلاتها، ففي كل رؤيا توَجُّهٌ يختلف عن الآخر، ولكنني ذكرت كُلّيات هامّة يستطيع الإنسان أن ينطلق منها.

  أما كتاب تفسير الأحلام المنسوب إلى الإمام الصادق فلم أتيقن من قطعية صدوره، وهذه مشكلتنا مع الكثير من الكتب والأحاديث والتي يجب بحث القطعية قبل العمل بالمضمون ، فليس كل ما نُقِل إلينا هو للمعصومين، وليس كل ما ضَعّفه العلماء هو ضعيفٌ، وهكذا إلى ما لا نهاية له.

ودمت بخير وصحة جيدة

حسين محمد المظلوم
8\10\2011