السلطة المطلقة الحقيقية هي سلطة الله عزّ وجل، وسلطة نبيه ووليه الممنوحتين منه تبارك وتعالى.. وأي سلطة تستمد أحكامها من دين الله فهي سلطة دينية، وأي سلطة تستمد أحكامها من القوانين الوضعية فهي سلطة دنيوية...

أُضيف بتاريخ الثلاثاء, 22/11/2011 - 16:26

المرسل: louay تشرين ثاني-16-2011م

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
هل السلطة الدينية والسلطة الدنيوية روح وجسد ام روح بلا جسد وهل يمكن تجريد احداهما عن الاخرئ
ولمن السلطة الحقيقية في دار الدنيا
وهل في السلطة الا الاستكبار والعلو
والسلام 1
الجـواب

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين.

الأخ الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  السلطة المُطلقة الحقيقية هي سلطة الله عزّ وجل، الذي له ما في السموات وما في الأرض، وسلطة نبيه ووليه الممنوحتين منه تبارك وتعالى، لقوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ﴾ [المائدة:55]، فقد قرن الله ولاية وليّه بولاية رسوله، وولاية رسوله بولايته.

  وأيّ سلطة تستمد أحكامها من دين الله فهي سلطة دينية، وأيّ سلطة تستمد أحكامها من القوانين الوضعية فهي سلطة دنيوية، ولا تكون السلطة الدنيوية جسداً لروح السلطة الدينية إلا في حال استمدت أحكامها منها.

  وإذا جُرِّدَت السلطة الدنيوية من السلطان الإلهي فإنها تُعَدُّ سُلطَةً علمانيةً سطحيةً كتلك التي في بلاد الغرب التي لا تُقيم للدين أي وزن.

  أما السلطة الحقيقية في دار الدنيا فهي لله تعالى الذي له ملك الدارين وما بينهما وما تحت الثرى، ومن اغتصب هذه السلطة فهو آثم، واغتصابها يكمن في نشر الجور والفساد في البلاد وبين العباد، أما الذي يُقيم الوزن بالقسط وفق الطاقة المَمنوحة والسُبل المُتاحة فلا يُعَدُّ مُغتصباً لهذه السُلطَة.

  أما قولك أخي لؤي إنه ليس في السلطة إلا الاستكبار والعلو فهذا ليس بالمطلق، فكما يوجد جور واستكبار وعلو فكذلك الأمر يوجد عدلٌ وتواضعٌ عند آخرين، والله أعلم.

حسين محمد المظلوم
19\11\2011