الحياة البرزخية وهي المرحلة التي يعيشها الإنسان بعد الموت وقبل البعث.. الإماتة الأولى والإحياء الأول والإماتة الثانية والإحياء الثاني.. وجود حياةٍ ثانيةٍ بعد الإماتةِ الأولى..

أُضيف بتاريخ الجمعة, 21/10/2011 - 08:40

المرسل: zaynab تشرين أول\15\2011م

بسم الله الواحد القهار والصلاة والسلام على النبي وآله الأطهار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي العلامة الشيخ الفاضل
قال تعالى في محكم كتابه العزيز ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ (100)} \سورة المؤمنون\صدق الله العلي العظيم
وقال الإمام الصادق ( عليه السَّلام ) : " البرزخ: القبر ، و هو الثواب بين الدنيا و الآخرة "
  1. فما تعريف البرزخ سيدي الشيخ بشكل أوسع لو سمحتم؟ ولماذا قيل عنه أنه القبر ؟
  2. أين هو عالم البرزخ ؟ وهل له علاقة ما في الحياة الدنيا ؟ وإذا كان له علاقة بها فما هي هذه العلاقة ؟
  3. حسب تعريف مولانا الإمام جعفر الصادق (ع) البرزخ هو القبر ، وقرأت في كتاب ما لا أذكره ان القبر أنواع منه الفقهي والكلامي وما شابه من هذه الالفاظ , وبما ان البرزخ عرف بالقبر فهذا يعني ان البرزخ انواع ايضاً . فما دلالات هذه العبارات ان وجدت ؟
    وقوله تعالى ﴿ قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ ﴾ (11)\سورة غافر
    هل هذه الإماتة مرتين والإحياء مرتين يحصلان في عالم البرزخ ايضاً؟
عذراً إن كنت لم استطع ان اصيغ سؤالي بالطريقة المناسبة التي قصدت من السؤال فالنقص مني ولا شك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ودمتم لنا ننهل من معينكم الصافي
وشكرا لكم 1
الجـواب

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين.

الأخت المحترمة زينب تحية طيبة وبعد:

  البرزخ لغة: هو الحائل بين شيئين، واصطلاحاً: فهو المَنزل الأول للإنسان بعد مُفارقة الدنيا، وهذه المَرحلة تُسَمّى بـ (الحياة البرزخية) التي يعيشها الإنسان بعد الموت وقبل البعث .
وقد عُبِّرَ عنه بالقبر، ولكنه ليس القبر المادّي الذي يُدفن فيه الإنسان، وإنّما المُرَاد منه هو (النشأة المتوسطة) كما أسلفنا.

  وتؤكد الروايات الواردة عن المعصومين عليهم السلام أنّ الروح في تلك المرحلة تتعلق بأبدان تُماثل الأبدان الدنيوية ولكن بلطافة تُناسب الحياة في تلك النشأة.
وقد سُئل المولى الصادق عن أرواح المؤمنين أين تكون بعد وفاتها فقال: في حُجُرات في الجنة يأكلون من طعامها، ويَشربون من شرابها، ويقولون: ربّنا أتمِم لنا الساعة وأنجز ما وعدتنا.
وحين سُئل عن أرواح الكافرين قال: في النار يُعَذّبون يَقولون: لا تُقم لنا الساعة، ولا تنجز لنا ما وعدتنا.
وعن أمير المؤمنين عليه السلام في حديثه مع الأصبغ بن نباتة : يا بنَ نباتة إنّ في هذا الظهر – يعني النجف – أرواح كل مؤمن ومؤمنة في قوالبٍ من نورٍ على منابرَ من نور.

  وأما سؤالك عن الآية الكريمة: ﴿ قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ ﴾ [غافر:11]
فقد ثبت من مصادر عديدة أنّ الإماتة الأولى: هي الإماتة عن الحياة الدنيا، والإحياء الأول: هو الإحياء في البرزخ إلى نفخ الصور الأول.
والإماتة الثانية: عند نفخ الصور الأول قال تعالى: ﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ﴾
والإحياء الثاني: عند نفخ الصور الثاني لقوله تعالى: ﴿ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ ﴾ [الزمر:68].

  وقد استدل العُلماء من تَعَدُّد النفخ على وجود حياةٍ ثانيةٍ بعد الإماتةِ الأولى وهي: الحياة البرزخية، التي يُحشر فيها كلٌ مع من يُحب، ومن هنا فإنّ مُلَقّن المُتوفّى يُخاطبه بهذه الصيغة: يا عبد الله وابن عبده وآمته، لقد ذهبت عنك الدنيا بزينتها، وصرت الآن في برزخٍ من برازخِ الآخرة، فلا تنسى العهد الذي فارقتنا عليه ....إلخ.

  والحمد لله رب العالمين.

حسين محمد المظلوم
16\10\2011