قضية الموت وما بعده ومكان مستقر الروح من القضايا الاعتقادية التي جلاها لنا المعصومون عليه السلام.. مَقَرّ روحَيّ المؤمن والكافر.. الجنة ونعيمها.. النار والعذاب الشديد..

أُضيف بتاريخ الخميس, 01/08/2013 - 12:57

المرسل: Morhaf alali في 07\04\2013م

سيدي أنا مرهف العلي من مصياف
في عندي سؤال محيرني وهوي انو شو بيصير بعد الموت يعني بعد تخلص الروح من الجسد
وحابب اعرف لوين بتروح الروح المؤمنة ولوين بتروح الروح الكافرة وإذا في مجال بدي اعرف الجنة والسعادة الأبدية والنار وعقاب الله الشديد 1
الجـواب
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين.

  قضية الموت وما بعده ومكان مستقر الروح من القضايا الاعتقادية التي جلاها لنا المعصومون عليه السلام، فعن سويد بن غفلة قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام:
إنّ ابن آدم إذا كان في آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من أيام الآخرة، مَثَلَ له مالُهُ وولده وعمله، فيلتفت إلى ماله فيقول: والله إني كنت عليك لحريصاً شحيحاً فمالي عندك؟ فيقول: خذ مني كفنك.
قال: فيلتفت إلى ولده فيقول: والله إني كنت لكم محباً وإني كنت عليكم محامياً فماذا عندكم؟ فيقولون: نؤديك إلى حفرتك نواريك فيها.
قال: فيلتفت إلى عمله فيقول: والله إني كنت فيك لزاهداً وإن كنت عليّ لثقيلاً فماذا عندك؟ فيقول: أنا قرينك في قبرك ويوم نشرك حتى أعرض أنا وأنت على ربك.
قال: فإن كان لله ولياً أتاه أطيب الناس ريحاً وأحسنهم منظراً وأحسنهم رياشاً فيقول: أبشر برَوح ورَيحان وجَنة نعيم، ومَقدمك خير مَقدم، فيقول له: من أنت ؟ فيقول: أنا عملك الصالح إرتحل من الدنيا إلى الجنة، وإنه ليعرف غاسله ويناشد حامله أن يعجله فإذا دخل قبره أتاه ملكا القبر يجران أشعارهما، ويخدّان الأرض بأقدامهما، أصواتهما كالرعد القاصف وأبصارهما كالبرق الخاطف فيقولان له: من ربك وما دينك ومن نبيك؟ فيقول ألله ربي وديني الإسلام ونبي محمد، فيقولان: ثبتك الله فيما تحب وترضى وهو قول الله عز وجل: ﴿ يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ ﴾ [إبراهيم:27] ثم يُفسحان له في قبره مدّ بصره ثم يفتحان له باباً إلى الجنة ثم يقولان له: نم قرير العين نوم الشاب الناعم، فإن الله عز وجل يقول: ﴿ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً ﴾ [الفرقان : 24].

  أما مقر روحَيّ المؤمن والكافر فقد أخبر عن ذلك أمير المؤمنين عليه السلام حيث يقول: يا ابن نباتة إنّ في هذا الظهر يعني النجف أرواح كل مؤمن ومؤمنة في قوالب من نور على منابر من نور.
يا ابن نباتة لو كُشف لكم لرأيتم أرواح المؤمنين في هذا الظهر حَلَقاً يتزاورون ويتحدثون، إنّ في هذا الظهر روح كل مؤمن وبوادي برهوت روح كل كافر.

  أما الجنة ونعيمها ففيها ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا يخطر على قلب بشر كما ذكر المعصومون، وهي السعادة الأبدية التي لا توصف، أما النار والعذاب الشديد فمِمّا يعجز اللسان عن وصفه، جعلنا الله وإياكم من أهل اليمين بمحمد وآل بيته المعصومين.

حسين محمد المظلوم
31\7\2013