لا يوجد فرقٌ جوهريٌّ بين النفس والروح... أما العقل فهو قائد النفس ومُدَبّر أمورها...

أُضيف بتاريخ الأربعاء, 14/09/2011 - 15:14

المرسل: وسيم العيسى \06\09\2011م

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الشيخ أسألك عن النفس والعقل والروح أيهما أفضل وما العلاقة بينهما ؟؟ 1
الجـواب

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين.

  الأخ الكريم لا يوجد فرقاً جوهرياً بين النفس والروح إنما الفرق ينحصر في التسمية والمدلول:
- أما من حيث التسمية فقد سُمّيت نفساً لأنها أنفس ما في الإنسان، وسُمّيَت روحاً للطافتها وشفافيتها في مقابلة الجسد الكثيف.
- أما من حيث المدلول فقد سُمّيت بالروح من حيث تجَرُّدها عن البدن قبل التعلّق به لقوله تعالى: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾ [الإسراء:85] وبيانها: يسألونك يا محمد عن الروح فقل الروح أمرٌ ربانيٌ، ففي علم الجماليات فـإن حرف (مِنْ) زائدٌ لا مَحَلّ له من الإعراب. وهذا الأمرُ الرباني هو ﴿ كُنْ ﴾ لقوله تعالى: ﴿ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴾ [البقرة:117]

  أما النفس فقد وقع الخطاب عليها في حال تعلقها بالبدن وظهور أفاعيلها في الخارج لقوله تعالى: ﴿ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [يوسف:53] وقال تعالى: ﴿ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ﴾ [النازعات:40] فالنفس لا ترتكب المعاصي مجردة إنما ترتكبها في حال قيامها وتعلقها في البدن وآيات كثيرة تدل على هذه الحقيقة.

  أما العقل فهو قائد النفس ومُدَبّر أمورها بما عقل عن الله من الأوامر والنواهي، فالنفس التي لا يقودها العقل تضل عن رُشدها وتجنح عن أمر باريها، لقول رسول الله صلى الله عليه وآله:
إنّ العقل عقال من الجهل، والنفس مثل أخبث الدواب فإن لم تُعقل حَارَت، فالعقل عقال من الجهل، وإنّ الله خلق العقل فقال له: أقبل فأقبل، وقال له: أدبر فأدبر، فقال الله تبارك وتعالى: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أعظم منكَ ولا أطوع منكَ، بك أبدأ، وبك أُعيد، لك الثواب، وعليك العقاب.

فقد شَبَّه النفس بالدابّة، والعقل برباطها الذي يَمنعها من الجنوح، وبالنتيجة فالعقل قائد النفس ورائدها فإن سَكنت إليه اهتدت، وإن شذّت عنه ضَلّت.

والحمد لله رب العالمين

حسين محمد المظلوم
12\9\2011