الاستخارة تدخل في باب الدعاء إلى الله.. الاستخارة ثابتة في نهج المعصومين.. مستحباتها.. دقائقها.. كيفيتها..

أُضيف بتاريخ الخميس, 06/10/2011 - 14:20

المرسل: zen_adra أيلول\28\2011م

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وآل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه الأخيار المنتجبين.
فضيلة الشيخ:
كثيراً ما يتردد بين الناس مفهوم "الاستخارة". أود من فضيلتكم توضيح هذا المفهوم. ما هي الاستخارة؟ هل يمكن للإنسان معرفة فيما إذا كان الأمر الذي يقبل عليه (بشرط أن يكون بما يرضي الله بالطبع) خير أم شر؟ وإذا صح هذا الكلام كيف تكون الاستخارة؟
ولكم الشكر والأجر سيدي الشيخ 1
الجـواب

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين.

الأخ الكريم زين عدرا تحية طيبة وبعد:

  الاستخارة ثابتة في نهج المعصومين، وهي طلب الخيرة من الله سبحانه وتعالى، والمراد بطلب الخيرة الدعاء والتوسل في أن يكون ما أراد فعله أو تركه من الأمور خيراً له.
وهذه العملية مرتبطة بنية الإنسان وثقته بالله تعالى، معتقداً إن الخيرة ما اختاره الله.

  ومن مستحباتها أن يُصلي الإنسان ركعتين حُباً في الله وعلى نية ما يستخير الله لأجله، ويأخذ كتاب الله تعالى ويقرأ فاتحة الكتاب ويتوسّل إلى الله تعالى بأن يُبيّن له الأخذ أو الترك، ومن خلال قرين الآية يستدل على وجوب العمل أو ترك ما عزم عليه.
إذاً فالقضية من حيث المبدأ ثابتة عن الرسول والأئمة المعصومين عليهم السلام، ومن حيث الغاية فإنها تعود إلى ثقة المستخير بالله.

  ومن دقائقها أن يستمسك الإنسان بحول الله وقوته ويتوجه إليه بقلب سليم ونية صادقة.

  ومنهم من يستخير بغير المصحف كأن يسأل الله أن يريه علامة في منامه تدل على الأخذ أو الترك.
ومنهم من يستعمل السبحة.
ومنهم من يستخير بكتاب الله وهذا ما أذهب إليه .

  وهذا الأمر – موضوع الاستخارة - ليس موقوفاً علينا بل هو سائدٌ عند سائر المذاهب الإسلامية، وهناك دعاء مأثور عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام يتعلق بالاستخارة وهو هذا:

ما شاء الله كان، اللهم إني أستخيرك خيار من فوّض إليك أمره، وأسلم إليك نفسه، واستسلم إليك في أمره، وخلا لك وجهه، وتوكّل عليك فيما نزل به.
اللهم خرْ لي ولا تخرْ عليّ، وكن لي ولا تكن عليّ، وانصرني ولا تنصر عليّ، وأعِنِّي ولا تُعِن عليّ، وامكنّي ولا تُمَكِّن مني، واهدني إلى الخير ولا تضلني، وأرضني في قضائك، وبارك لي في قدرك، إنك تفعل ما تشاء، وتحكم ما تريد، وأنت على كل شيء قدير.
اللهم إن كانت الخيرة في أمري هذا في ديني ودنياي وعاقبة أمري فسهّل لي، وإن كان غير ذلك فاصرفه عني يا أرحم الراحمين إنك على كل شيء قدير وحسبنا الله ونعم الوكيل.

وقد ورد هذا الدعاء في بحار الأنوار، ومستدرك الوسائل، وهناك دعاء آخر لرسول الله صلى الله عليه وآله بخصوص الاستخارة.

  فالاستخارة تدخل في باب الدعاء إلى الله، والله أمر عباده بالدعاء والإنابة وتكفل بالقبول والإجابة، واستجابة الدعاء موقوف على: صفاء النية، وطهارة القلب، واجتناب الكبائر، وتجنّب أكل الحرام، وغير ذلك ممّا هو معلوم.

  والفقير لله تعالى في الأمور المُلتبسة أستخير الله، إيماناً بعظيم فضله ولُطفه بعباده وأعمل وفق النتيجة، والأعمال بالنيات.

  وبالعودة إلى الصلاة ركعتين فهي مُستحبة في هذا الخصوص لا واجبة، ويستطيع المُستخير الاكتفاء بدعاء أمير المؤمنين أو ما يُلهمه الله تعالى.

  وبالنسبة للمصحف فالمُستخير يعمل وفق أوّل آية تبدو له بعد فتحه من دون تحديدٍ مقصود، والله المُوَفّق للرّشاد.

  ودمت بخير

حسين محمد المظلوم
30\9\2011