إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا.. الهداية بمعنى الإرشاد والدلالة وهي من الله إبانة الطريق المستقيم.. الهداية التكوينية العامة - الهداية التشريعية العامة - الهداية التكوينية الخاصة.. الهداية تأتي على عدة معاني..

أُضيف بتاريخ الأربعاء, 15/08/2012 - 12:34

المرسل: زهراء \14\07\2012م\

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل تحية طيبة وبعد
في سورة الانسان الآية رقم 3 ورد مايلي ﴿ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ﴾ (3) /الانسان
وفي بعض الكتب قرأت تفسير هذه الآية على الرغم من وضوح معناها ولكن تبين انه يوجد هناك نوعين من الهداية /هداية تكوينية وهداية تشريعية /
-- ما معنى هذا المصطلحين / هداية تكوينية وهداية تشريعية / مع مثال ؟
-- الى أي نوع من الهداية تنتمي تلك الهداية التي في سورة الانسان في الآية رقم 3؟؟
-- وشكراً لكم شيخنا الفاضل ودام عبق عطائكم
والسلام عليكم 1
الجـواب
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين وأصحابه المنتجبين.

  الهداية بمعنى والإرشاد والدلالة وهي من الله إبانةُ الطريق المستقيم لقوله تعالى ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ ، وقد قسّمها علماء التفسير إلى قسمين كما في سؤالك وهي:
هداية تكوينية عامة التي أعَدَّها الله تعالى في طبيعة كل موجودٍ من الموجودات الإنسانية والحيوانية والنباتية، فهي تسري بطبعها أو باختيارها إلى كمالها لقوله تعالى: ﴿ قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ ﴾ ، فنحن نرى النبات الذي يهتدي إلى نموه، والحيوان الذي يُمَيّز بين من يُؤذيه ومن لا يُؤذيه، والطفلُ الذي يَهتدي إلى ثدي أُمّه ليَرتضع منه، فهذه هداية تكوينية عامة.
أما الهداية التشريعية العامة فهي الهداية التي هدى بها الله جميع البشر بإرسال الرسل إليهم وإنزال الكتب السماوية عليهم، فأثبت الحجة وأوضح المحجة، فمن الناس من أهتدى لقبوله الحق، ومنهم من حق عليهم الضلالة لإنكارهم دعوة الأنبياء لقوله تعالى ﴿ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ﴾ ، فهذه الآية تدل على الهداية التشريعية العامة لأنّ الإنسان مُخَيّر في سلوك السبيل لانتفاء الجَبر في منهاجنا.

  أما الهداية التكوينية الخاصة فهي عناية رَبانية خَصَّ الله بها بعضَ عِباده حسب ما تقتضيه حِكمته لقوله تعالى ﴿ فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ ﴾ فالله يختص بهذه الهداية من يشاء من عباده قال تعالى ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ﴾ .

  والهداية تأتي على عدّة معاني، فتأتي بمعنى الاستمرار عليها لأنّ الإنسان عرضة للوساوس فلذلك فإنّه يَطلبُ من الله الثبات على هدايته، وتأتي بمعنى الاستزادة منها، وبمعنى الثواب وهذا يبدو جلياً من آيات الكتاب.

  والحمد لله رب العالمين

حسين محمد المظلوم
14\8\2012