ابن شعبة الحرّاني مؤلف كتاب تحف العقول عن آل الرسول، هل هو علوي أم شيعي؟

أُضيف بتاريخ السبت, 27/08/2011 - 08:42

المرسل: haydar \حزيران\2\2011م

سلام على المقيمين بهل موقع و على الشيخ الكريم.... سوالي هو كتاب تحف العقول عن آل الرسول. هل هو كتاب علوي أو شيعي ....
الشيخ الثقة أبي محمد الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة الحراني هل كان ينتمي للطائفة العلوية الخصيبية أو كان ينتمي للشيعة. وما كانت هوية عائلته و من أي بلد كانو أو كان شيخ الثقة .....
أتمنى يا الشيخ جوابك ميكون إنو كان شيعي ينتمي ل أهل البيت و بس بعدين الجواب يكون محير لا إنو العلوي و الشيعي من أتباع أهل البيت ...... لا إنو أنا بعرف هل حكي مظبوط بس ما بعرف إذا كان شيعي علوي ولا شيعي شيعي . لا إنو الشيعة بجي و بقول إنو هذا الشيخ الثقة شيعي و كان يمارس التقية على عهدوا بسبب الظالمين خوفا على حياتو و كمان عاصر الشيخ المفيد و علماء شيعة بهداك الوقت و إذا كان علوي فسيكون غال و لأن تعترف فيه الشيعة و لأن يكون مشهور بين محبين أهل البيت إذا كان علوي حتى لو كان عالم كبير لا هيك الشيعة يقولون كان شيعي محب ل أهل البيت .... و العلوي سيقول هيدا الشيخ كان شيعي علوي من أتباع أهل البيت و عالم كبير كان بي ساعد الكثير من الشيعة و العلويين و محبين أهل البيت و كان يمارس التقية خوفا على حياتو و كان علوي و قال عن حاله شيعي بس بالل نهاية كان علوي ......
شيخي الكريم أنا مسلم علوي و أنا حبيب أعرف هل جواب من حضراتكم باللأدلة الكاملة من احاديث و و و ..... 1
الجـواب

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين.

الأخ الفاضل السيد حيدر المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  أما سؤالك عن كتاب تحف العقول فهو كتاب يعتمده كل موال لآل البيت دون فرق بين علوي وشيعي وذلك لصحة أخباره الدالة على نفسها كما أوضح صاحبه في مقدمته.
فعلماء الطائفتين اعتمدوه مصدراً موثقاً، ورواياته صحيحة لدلالة متنها على نهج المعصومين وهي مُثبتة في سائر المراجع الحديثة.

  أما ابن شعبة الحرّاني فهو من كبار المراجع العلوية والفقهاء الثقات الذين لا يُشق لهم غبار وهذا مُجمع عليه عند علمائنا، والأخوة في الطائفة الشيعية لا يُنكرون ذلك.
  وها هو صاحب البحار يقول:

عثرنا على كتاب عتيق، ونظمه دل على رفعة شأن مؤلفه، وأكثره في المواعظ والأصول المعلومة التي لا تحتاج فيها إلى سند.

وهذا الكلام يدل بوضوح على أن ابن شعبة لم يكن شيعياً بالمعنى الطائفي بل علوياً، ولو كان شيعياً لأشار إلى ذلك صاحب البحار، بل جلّ ما قاله أنّ الكتاب نفيسٌ وأحاديثه لا تحتاج إلى سند ونظمه دال على رفعة صاحبه. فاستدل بالمَتن على صحّته ولم يلتفت إلى السند لجزالة الغاية وهذا عين ما قاله صاحب التحف: (وأسقطت الاسانيد تخفيفاً وإيجازاً وإن كان أكثره لي سماعاً، ولأن أكثره آداب وحكم تشهد لأنفسها، ولم أجمع ذلك للمُنكر المُخالف بل ألّفتُه للمُسَلِّم للائمة، العارف بحقهم، الراضي بقولهم، الراد إليهم).

فإذا كان الحديث من المسلمات البديهية ودل بمتنه على نهج المعصومين ولم يُخالف لحنهم يصح إرساله دون ذكر السند من باب الإيجاز ليس إلا، وفي كل الأحوال فابن شعبة من المُحَدّثين الثقات، والفقهاء الكبار فلا يَلتبس الأمر عليه لأنه أعرف بلحن مواليه من غيره، وإنّ أكثر هذه الأخبار سمعها من الصادقين الذين لا يثبتون الحديث إلا بعد تحقيقه وتدقيقه.

  وهنا لا بد من الإشارة إلى أمر هام وهو أنه في ذلك العصر لم تكن هذه الأسماء (علوي وشيعي) معتمدة أو موزعة على أصحابها، بل كان يُطلق على الجميع (موالي أهل البيت وشيعتهم وخواصهم) ولكن هناك بعض الألفاظ التي كان يُستدل منها على هوية الشيخ كقول المحدث الخونساري في روضات الجنات:
(الشيخ المُحَدّث الجليل الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة الحرّاني أو الحلبي: فاضل فقيه، ومُتبحر نبيه، ومرتفع وجيه)
فالمراد بلفظة (مرتفع) أنه من خواص الشيعة المُستبصرين وليس من عوامهم المقلدين. وقد فسرها البعض بمعنى الغلو، وهذا تفسير غبيّ يدل على انخفاض صاحبه لأنه أبى الارتفاع، ولو قرأنا هذا الكتاب من فاتحته حتى خاتمته لما وجدنا أي أثر للغلو، ولكن هذا الاسم -وكما أوضحنا- يدل على علوية صاحبه.
فابن شعبة كان مُجاهراً بولائه لأهل البيت ولم يستعمل التقية في هذا الخصوص ولم يكن مضطراً لذلك وخصوصاً أنه عاش في ظل الدولة الحمدانية.

  أما هوية عائلته فقد ورد التالي :

  • في رجال بحر العلوم الطباطبائي: آل أبي شعبة الحلبيون خير شعبة من شعب الشيعة وأوثق بيت اعتصم بعرى أهل البيت المنيعة.
  • وقال النجاشي: آل أبي شعبة بالكوفة بيت مذكور من أصحابنا روى جدهم أبو شعبة عن الحسن والحسين عليهما السلام وكانوا جميعهم ثقات مرجوعاً إلى ما يقولون.
  • وفي رجال بحر العلوم : كان أبو شعبة من أصحاب الحسن والحسين عليهما السلام، وابناه: علي وعمر، وبنو علي وهم: عبيد الله ومحمد وعمران وعبد الأعلى كلهم من أصحاب الصادق(ع)، ويحي بن عمران بن علي من أصحاب الصادق والكاظم عليهما السلام، واحمد بن عمر بن أبي شعبة الحلبي ابن عم عبيد الله وعبد الأعلى وعمران ومحمد الحلبيين روى أبوهم عن أبي عبد الله، وكان عبيد الله كبيرهم ووجههم كان يتاجر هو وأبوه وإخوته إلى حلب فغلبت عليهم النسبة إليها، وقال البرقي: عبيد الله له كتاب وهو أول كتاب صنّفه الشيعة.

      وبالنتيجة فابن شعبة من العلماء العلويين والسادة المتقادمين  وهذا أمرٌ بديهيّ لا يحتاج إلى دليل لعدم حدوث نزاع حوله، وهذا الكتاب لم يُعْطَ حقه كبقية الكتب ولا يخلو الأمر من غاية.

    فهذا ما تيقنته بعد بحث أوردنا نتيجته باختصار.  

    ودمتم بخير والسلام عليكم وحمة الله وبركاته.

    23\8\2011
    حسين محمد المظلوم