العلم علمان علم مكفوف وعلم مبذول.. النبي والمعصومون يعلمون بعض المغيبات بما أفاض الله عليهم ولكن ليس كل ما قيل أنه وارد عنهم صح نسبته إليهم.. بالنسبة إلى الجفر المنسوب إلى أمير المؤمنين عليه السلام والموجود في الأسواق فغير صحيح..

أُضيف بتاريخ السبت, 21/04/2012 - 06:54

المرسل: Saleem
22\03\2012م

"بس اتاكد من صحة المقولة فالبعض قال كذب واخرين قالو من الجفر
من أقوال الامام علي عليه السلام :
سيأتي زمان على الشام ستعلق مشنقة الحاكم في العراق .
و سياتي يوم على الشام ستحاكم مصر حاكمها .
و سياتي يوم على الشام ستحرق اليمن حاكمها .
و سياتي زمان على الشام ستتحد السين بالشين و تصلي الرهبان إلى جانب الأئمة .
... و سيجر رعاة الإبل حكامهم .
و سياتي يوم على الشام سيرتوي العاصي بدماء أهلها .
و سينجر شبابها وراء طوال اللحية قصار القامة .
ينجروا وراء الفتنة .. و سيمضي على هذا حول و بعض .
و سياتي زمان على الشام سيتربع شبلها على عرشها و يكون سيدها و حاكمها .
و سيعم السلام و تكثر في غوطتها الخيرات ." 1
الجـواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين وأصحابه المنتجبين.

  الأخ الكريم السيد سالم المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  العلم علمان: علم مكفوف وعلم مبذول:

  • فالعلم المكفوف هو الذي انفرد الله بعلمه ولم يُطلع عليه أحداً، قال تعالى: ﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً ﴾ [الجن:26].
  • والعلم المبذول هو الذي أفاضه على الأنبياء والمرسلين وخواص أوليائه الصالحين، قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ ﴾ [آل عمران : 44].
فالنبي والمعصومون يعلمون بعض المغيبات بما أفاض الله عليهم، ولكن ليس كل ما قيل أنه واردٌ عنهم صح نسبته إليهم، فالحديث المنسوب إليهم يَنقسم إلى قسمين :
  • قطعيّ الصدور وهذا لا مجال للشك فيه.
  • ومظنون الصدور يجب التحقق منه، فمنه يصح ومنه يكون موضوعاً وملفقاً لغايات لا تخفى.
وحين ننسبُ أقوالاً إلى كتابٍ مفقودٍ، كالجفرِ مثلاً، فلا يُمكن التحقّق من صحة القول لعدم وُجودِ المَصدر، وهذا نوعٌ من أنواعِ التعمِيَة يستعملُهُ الكثيرون.

  أخي الكريم لقد وردت روايات كثيرة بهذا المعنى عن أمير المؤمنين عليه السلام، ولا يُمكن أخذها كأمرٍ واقعٍ، لعَدمِ إمكانيةِ التحقّق من قطعيتها، فالأَوْلى تركُ هذه الأقوال، فلسنا مُكَلّفين بمَضمونها وخصوصاً أنها لا تحمِلُ تكاليفَ شرعيةٍ أو مسائلَ اعتقاديةٍ.

  وبالنسبة إلى الجفر المنسوبِ إلى أمير المؤمنين عليه السلام، والموجود في الأسواق، فغيرُ صحيحٍ، وهو غير الجِفْرِ الذي ذُكر في الكُتُب الحَديثيّة، وقد سُئِلَ المَرجع العلاّمة الشيخ عبد اللطيف إبراهيم عنه فأجاب قائلاً:

  وسألتم عن الجفر :
فإن الإمام جعفر الصادق عليه السلام كان يقول: عندنا الجفر الأحمر والجفر الأبيض.
فالجفر الأحمر وعاءٌ فيه سلاح رسول الله (ص) ولن يخرج حتى يقوم القائم .
والجفر الأبيض وعاءٌ فيه توراة موسى وإنجيل عيسى وزبور داوود وكُتب الله الأولى.

  وقال الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي في كتابه " الدر المنظّم في السر الأعظم " :
جفر الإمام علي ألف وسبعمائة مصدر من مفاتيح العلوم ومصابيح النجوم، المعروف عند علماء الحروف بالجفر الجامع والنور اللامع، وهو مُبيّن غوامض الأمور ومُفسّر حوادث الدهور، وهما كتابان جليلان أحدهما ذكره الإمام علي عليه السلام على المنبر وهو يخطب بالكوفة، والآخر أمره رسول الله (ص) بكتابته في هذا العلم المكنون، وهو المُشار إليه بقوله (ص) أنا مدينة العلم وعليّ بابها .
فكتبه حروفاً مفرّقة على طريقة سفر آدم فاشتهر بين الناس بالجفر الجامع والنور اللامع.

  وعن كتاب الدر المكنون للشيخ محيي الدين بن عربي الطائي الأندلسي إنّ الإمام علي ورث علم الحروف عن سيدنا محمد (ص) وإليه الإشارة بقوله: "أنا مدينة العلم وعلي بابها".

  وقال أبو العلاء المعري :

لقد عجبوا لأهل البيت لما = أتاهم علمهم في مسك جفـّرِ
ومـرآة المُنجّـم هـي صُـغـرى = أرتـــــه كــــــل عــــــامـــرة وقــفـــــرِ

  وقال الجرجاني وهو من علماء الأحناف في كتاب المواقف وشرحه :
الجفر والجامعة كتابان لعلي (رض) ذكر فيهما على طريقة علم الحروف الحوادث إلى انقراض العالم. وكان الأئمة من أولاده يعرفونهما ويحكمون بهما .

  وعلى كل حال فإنّ علم الجفر خاصّ بأهل البيت لا يعرفه غيرهم. (انتهى جوابه)

  والحمد لله رب العالمين.

حسين محمد المظلوم
20\4\2012