السيدة عائشة (رض) وآية التطهير.

أُضيف بتاريخ الأثنين, 16/05/2011 - 15:06

المرسل: zaynab \أيار\11\2011م

بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ (33)\سورة الأحزاب
صدق الله العلي العظيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سيدي الشيخ
إن الاحاديث الواردة في الآية رقم \33\ من سورة الأحزاب \ أجمعت أن الخطاب موجه لنساء النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) إلا أنه أجمعت الاحاديث أيضاً أن آية التطهير خاصة ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ اجمعت الاحاديث الواردة في تفسيرها أنها نزلت في المصطفين الخمسة الأبرار \ محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم صلوات الله وسلامه عليهم ...وقد ذكر ذلك الكثيرون من المفسرين من المتقدمين والمتأخرين من أهل السنة والجماعة كالطبري الذي أتى في تفسيره جامع البيان على 16 طريق من أحاديث الرسول (ص) على أنها نزلت في هؤلاء المصطفين الخمسة، .. أما الشيعة بشكل عام فلا خلاف فيما بينهم ولا خلاف معنا في تفسيرها على انها نزلت فيهم...........
والحجة علينا من أهل السنة والجماعة أنه لما كان الخطاب موجه لنساء النبي (ص) ولما كانت عائشة من نساء النبي (ص) فآية التطهير تشملها لا محالة وهذا يحصل معنا مراراً وتكراراً .. ونحن نأتي بالحجج والبراهين على انها لم تشمل عائشة إلا ان الاصرار من قبلهم لا زال قائماً على شمولها لعائشة زوج النبي , على الرغم من تقديم الحجج والبراهين انها نزلت في هؤلاء الخمسة خاصة وإن كانت الآية تبدأ بالخطاب الموجه لنساء النبي (ص) ..
فما قولكم في هذا الشأن سيدي الشيخ ؟
وهل تشمل آية التطهير عائشة على الرغم من أن الآية تبدأ بخطاب نساء النبي بما فيهم عائشة ؟
وكيف لنا ان نقنعهم ان آية التطهير لم تشمل عائشة على الرغم من أن الخطاب في بدايته موجه لنساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؟
وتقبلوا فائق الاحترام والتقدير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 1
الجـواب

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله

الأخت الكريمة زينب المحترمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه القضية ليست بحاجة إلى كثير بحث فهناك الكثير من آيات الكتاب تتصل مع بعضها وتتحدث عن مواضيع مختلفة.

ثم أننا لو نظرنا إلى الضمائر الواردة في الآيات السابقة واللاحقة لرأينا أنها جاءت بصيغة ضمير المؤنث، في حين أنّ ضمائر فقرة العصمة جاءت بصيغة جمع المذكر، وهذا ما يؤكد على انحصار العصمة في أهل الكساء، بدليل أداة الحصر (إِنَّمَا) الذي يمنع التعدّي.

  ولكل أخ مُعترض من الطائفة السنية الكريمة، نُحيله إلى ما رواه مسلم في صحيحه عن رجاله عن عائشة (رض) قالت:

خرج النبي (ص) غداة، وعليه مرط مرحل من شعرٍ أسودٍ، فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال:" إنما يريد الله ليذهب عنكــم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ".

فلم تقل أنها دخلت معهم، أو أن الرسول أدخلها، وهذا بينٌ ولا يحتاج إلى أكثر من هذا الشاهد الذي يَحصر العصمة فيمَن ظلّلتهم تلك العباءة.

وقال الرازي وهو من كبار علماء أهل السنة بعد أن ذكر هذه الرواية: واعلم أنّ هذه الرواية كالمتفق على صحتها بين أهل التفسير والحديث.

  ومن جملة المصادر المُعتمدة عند أهلها، التي دلت على أن هذه الآية نزلت في أصحاب الكساء الخمسة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين (ع):

صحيح مسلم، صحيح الترمزي، مسند أحمد، المستدرك على الصحيحين، المعجم الصغير للطبراني، شواهد التنزيل للحسكاني، خصائص أمير المؤمنين للنسائي، كفاية الطالب للكنجي، أسباب النزول للواحدي، المناقب للخوارزمي، تفسير الطبري، أحكام القرآن للجصاص، مناقب علي لابن المغازلي، مصابيح السنة للبغوي، مشكاة المصابيح للعمري، تفسير الكشاف للزمخشري، تفسير القرطبي، تفسير ابن كثير، الإصابة لابن جحر...
وغيرها من المصادر المُعتبرة الدّالة على نزول هذه الآية في أهل البيت عليهم السلام، والتي لا تنطبق إلا عليهم دون سواهم من أمة محمد (ص)، والدالّة على عصمتهم من مطلق الذنوب والمعاصي.

والحمد لله رب العالمين

16\5\2011
حسين محمد المظلوم