عن رواية في الهداية الكبرى من حديث الباقر عليه السلام في بيان المعرفة... ما ورد عن المعصومين أخذنا به وما سكتوا عنه فلا نكلف أنفسنا بحثه.. تجنب تأويل ما لم يتأولوه لأن الخوض في هذا المجال عسير..

أُضيف بتاريخ الخميس, 12/07/2012 - 15:15

المرسل: Maryam Myaz
\15\05\2012م

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على خير البرية محمد وال محمد. وردت رواية في الهداية الكبرى عن جابر من حديث الباقر عليه السلام في بيان المعرفة ذكر فيها الابواب والايتام والنقباءوالنجباءوالمختصين والمخلصين والممتحنين. ارجو من فضلكم بيان معاني هذه الالفاظ السبعة، وفي من تتشخص في الواقع. ولكم مني الشكر الجزيل. 1
الجـواب
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين، وأصحابه المنتجبين.

  الأخت الكريمة الآنسة مريم تحية طيبة وبعد:

  نعود بسؤالك إلى متن الرواية فتجد أن الإمام شرح أصول المعرفة والمعاني دون أن يأتي على معنى بقية الألفاظ المذكورة، وهذا الأمر يدعونا إلى تجنّب تأويل ما لم يتأولوه لأن الخوض في هذا المجال عسير.

  ولكن من سياق الحديث نعلم أن هذه الصفات تنطبق على شيعة الإمام لأنهم يتفاضلون بالعلم والمعرفة والعمل.

ثم أن هذه الألفاظ ذُكرت في أكثر من موضع وبعضها مذكور على ألسنة الصوفيين وهي من جملة مصطلحاتهم، فقالوا: أن النقباء هم الذين تحققوا بالاسم الباطن فأشرفوا على بواطن الناس فاستخرجوا خفايا الضمائر لانكشاف الستائر لهم عن وجود السرائر وهم ثلاث أقسام نفوس علوية وهم الحقائق الأمرية، ونفوس سفلية وهي الخلقية، ونفوس وسطية، وهي الحقائق الإنسانية، وللحق تعالى في كل نفس منها أمانة منطوية على أسرار إلهية وكونية وهم ثلاثمئة.
  والنجباء هم الأربعون وهم المشغولون بحمل أثقال الخلق، وهي من حيث الجملة كل حادث لا تفي القوة البشرية بحمله، وذلك لاختصاصهم بوفور الشفقة والرحمة الفطرية، فلا يتصرفون إلا في حق الغير إذ لا مزية لهم في ترقياتهم إلا من هذا الباب.
  المُخْلَص بفتح اللام هم الذين صفاهم الله عن الشرك والمعاصي، وبكسرها هم الذين أخلصوا العبادة لله تعالى، فلم يشركوا به ولم يعصوه، وقيل من يخفي حسناته كما يخفي سيئاته. ( التعريفات )

  ثم لو ذهبنا إلى اعتبار أنّ هذه الألفاظ صفات فإننا نجد بعضها مذكوراً في كتاب الله لقوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ﴾ [يوسف:24]
وقال تعالى: ﴿ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴾ [الحجر:40]
وقال تعالى: ﴿ إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ﴾ [الصافات:128]،
  وفي الاختصاص يقول تعالى: ﴿ وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [البقرة:105]،
وقال تعالى: ﴿ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [آل عمران:74]،
  ولو اعتبرنا أنّ هذه الألفاظ أسماء فالله أعلم بمعناها.

  وبالنتيجة فما ورد عن المعصومين أخذنا به وما سكتوا عنه فلا نكلف أنفسنا بحثه.

  ودمت بخير.

حسين محمد المظلوم
12\6\2012