الوفاء بالعهد أكمل وأوجب| نحن لسنا مُكلفين بالتأويل.. تفسير آيات القرآن لا يجوز إلا بالأثر الصحيح عن المعصومين، ولا يجوز بالرأي.. تفسير وأسباب نزول الآية (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً...)

أُضيف بتاريخ الخميس, 13/10/2011 - 13:33

المرسل: فاطمة \08\10\2011م

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ....الحمد لله كما هو اهله...
وصلى الله على المصطفى الهادي الأمين وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الشيخ الفاضل أدامكم الله بخير وعافية ونفعنّا الله بعلمكم وزادكم الله من فضله ....
شكراً لكرمكم وتفضّلكم في إجابتي والإخوة والأخوات من خلال هذا المنبر الكريم الذي يشع بنور العترة الطاهرة
وأثاب الله وأكرم وأنعم على الأخ أبو اسكندر الذي كان السبب في هذا
كنت قد سألت عن تفسير البرهان أكثر من مرة... والسبب في ذلك أنني كنت قد نذرت أن أنهي قراءة تفسير البرهان إلا أنني عندما أقرأ تستوقفني روايات عدة لا أستطيع تقبلها عن الأئمة علينا من ذكرهم السلام... وقد توقفت عند الجزء الثالث.
1)أرغب في أن أسأل حضرتكم هل يجب علي الإيفاء بالنذر وإنهاء قراءة تفسير البرهان على الرغم مما فيه؟
2)بالنسبة للآية التي ذكرتها، قال الله تعالى ﴿ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ ﴾
كنت قد قرأت تفسيرها في الجزء (1) وقد استحييت ان أسأل عنها، هل يمكن أن تبيّن لنا تفسيرها وتأويلها؟
سيدي الشيخ الفاضل أشكركم جزيل الشكر على الإجابة عن الأسئلة
وأكرمكم الله تعالى بكرمه وبلّغكم ما سعى ويسعى إليه المؤمنون ...
والحمد لله رب العالمين 1
الجـواب

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين.

  الأخت الكريمة أرى أنّ الوفاء بالعهد أكمل وأوجب، فالنذر عهدٌ يقطعه الإنسان على نفسه ويجب الوفاء به، وفي كل الأحوال فأنت بهذا العمل التعبدي تقرأين كتاب الله، وجُملة كبيرة من أقوال أهل العصمة بغض النظر عن بعض الأحاديث الضعيفة فلستِ مُلزمة بالأخذ بها بل نأخذ ما لنا ونترك ما يُريبنا ( ردوا إلينا ولا تردوا علينا ) .

  والآية التي سألت عنها فقد أورد لها البحراني وجهاً تأويلياً لا يتفق مع منهاج المعصومين، ونحن لسنا مكلفين بالتأويل وليس لنا ذلك لقوله تعالى: ﴿ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ ﴾ [آل عمران:7].
فالتفسير لا يجوز إلا بالأثر الصحيح عن المعصومين، ولا يجوز بالرأي.

  ورجوعاً إلى الآية التي سألتِ عنها فقد روي عن المولى الصادق عليه السلام أنه قال: إنما ضرب الله المثل بالبعوضة لأن البعوضة على صغر حجمها خلق الله فيها جميع ما خلق في الفيل مع كبره، وزيادة عضوين آخرين، فأراد الله تعالى أن يُنَبّه بذلك المؤمنين على لطيف خلقه، وعجيب صنعه.

  أما أسباب النزول فقد روي عن أبن مسعود ( أن الله تعالى لما ضرب المثلين قبل هذه الآية للمنافقين يعني قوله: ﴿ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا ﴾ ، وقوله: ﴿ أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ ﴾ ، قال المنافقون الله أعلى وأجل من أن يضرب هذه الأمثال، فأنزل الله تعالى الآية:
﴿ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَـذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ ﴾ [البقرة:26]

  وبيان ذلك كما ورده في كتب التفسير، هو أن الله لا يَدَعُ ضَرْبَ المَثل بالأشياء الحقيرة لحقارتها إذا رأى الصلاح في ضرب المثل بها، فالذين آمنوا بالله ورسوله وبما أنزل عليه استدلوا بالمثل على الممثول، والذين كفروا فقد كذبوا المثل وأنكروا الممثول وهذا بَيّن.

  ودمت بخير

حسين محمد المظلوم
9\10\2011