‎ حديث الافك وآيات سورة النور [جميع نساء النبي صلى الله عليه وآله يتمتعن بالعفة الكاملة...]

أُضيف بتاريخ الأثنين, 06/06/2011 - 00:44

المرسل: علوية حتى النخاع \27\05\2011م

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ حسين حفظكم الله هناك قضية كثيراً ما تطرح للنقاش وللأخذ والرد والشد والجذب وكان لابد أن نعرف موقفنا منها حتى نكون على بينة ..
جميعنا قرأنا حديث الافك في صحاح أهل السنة ونعلم اعتقادهم بنزول آيات من سورة النور في حق عائشة (رض) ويعتبرون أن الله سبحانه وتعالى برأها وأثبت طهارتها بهذه الآيات المنزلة في حقها !!
وفي الصف الآخر نجد بعض الشيعة ينفون حديث الافك ونزول تلك الآيات في أم المؤمنين عائشة (رض) ويعتقدون نزولها في أم المؤمنين ماريا القبطية (رض)
فهل هناك حديث صحيح مثبت وموثوق نعتقد به يؤكد نزول تلك الآيات الكريمة في احدى زوجات الرسول الاكرم عليه وآله الصلاة والسلام !؟ وما هو موقفنا من حديث الافك المروي عن عائشة (رض) لأن هناك تعليقات كثيرة تخطر على ذهن القارئ أثناء اطلاعه على هذا الحديث أؤجل الكلام فيها الى حين سماع رأيكم حول الحديث وحول صحته من عدمها!؟
ولكم كل الشكر 1
الجـواب

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله.

الأخت الكريمة علوية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  من حيث المبدأ فإن جميع نساء النبي صلى الله عليه وآله يتمتعن بالعفة الكاملة لأن عدم ذلك يخدش عصمة النبي وهذا محال.

  ثم أن سورة النور تناولت أهم قضايا المجتمع، فقد انصبّت أكثر آياتها على مُكافحة الرذائل والفواحش وتطهير المجتمع الإسلامي من كل المنافيات، وحَدّدت أيضاً حَد الزنا واشترطت الإشهاد عليه تحسّباً من قذف المُحَصّنات والذي حَدّدَت له حداً منعاً للافتراء.

  أما آيات الأفك التي اختلف حول أسباب نزولها الفريقان فهناك حديثان بارزان في هذا الشأن، الأول رواه علماء السنة عن عائشة (رض)، والثاني رواه علماء الشيعة عن الإمام الباقر عليه السلام، والحديثان لا ينسجمان مع سياق الآيات ولا مع مقام النبوة، فالأول يدل على أنّ النبي وقع تحت تأثير الشائعة وهذا لا ينسجم مع عصمته صلى الله عليه وآله، والثاني يدل على تسرّع النبي وتعطيله لحدود الله وهذا مُنتفى عنه قطعاً وهو أكثر خدشاً بمقامه، ولا أرى أيّ صحة لهذين الحديثين وهما من الأحاديث الموضوعة لغايات غير خافية.

وحقيقة الأمر فإنّ هذه الآيات تدل على أنّ هذه التهمة كانت مُوَجّهة إلى شخصية ما عمل المنافقون على ترويج هذه الشائعات لإحداثِ خللٍ في المجتمع الإسلامي فكان نزول هذه الآيات لوضح حدٍ للمنافقين، كما أنها شَرَّعت حدوداً لهذه المخالفات.

31\5\2011
حسين محمد المظلوم