لا يوجد لدى العلويين كتاب اسمه ديوان الخصيبي وقد نوّهت عن هذا الأمر في كتابي (الشيخ الخصيبي قدوة مثلى يُحتذى).. القول أن الشيخ إبراهيم عبد اللطيف شرح هذا الديوان فكلام غير دقيق وعار عن الصحة..

أُضيف بتاريخ الأربعاء, 01/08/2012 - 11:58

المرسل: علي إبراهيم \12\07\2012م\

سلام عليكم فضيلة الشيخ حسين مظلوم
هل يوجد لدى العلويين كتاب إسمه ديوان الخصيبي لانه يوجد لدي كتاب إسمه ديوان الخصيبي و مكتوب هنا إن موالف الكتاب شيخ عبداللطيف إبراهيم ،، من هو شيخ عبدالطيف إبراهيم و ما حقيقة هذا الكتاب و هل ينسب هذا الكتاب إلى الطائفة العلوية ... أنا لقيت نسخه من الكتاب و لدي صديق علوي من أعز أصدقائي .. قال لي أن عبدالطيف إبراهيم من علماء العلويين لكن عندما فرجيته الكتاب و المعلومات في الكتاب فقال لي هذا الكتاب ليس للشيخ مع إن الكتاب يقول مؤلفه الشيخ .... موجود في الكتاب أن علي (ع) هو رب و إن الرسول في يوم الغدير قال للمسلمين هذا علي ربكم فاعبدوه أي أنه المعنى الإلهي و رسول هو الإسم و حجاب .... إذا مش مصدقين لدي الكتاب و يمكن لي أن أضع رقم الصفحة و معلومات إضافية من الكتاب . و رفيقي قال لي أن شيخ عبداللطيف إبراهيم من كبار علماء العلويين ... فكيف تقولون إنكم لا تعبدون الإمام علي (ع) و هذا كتاب مؤلفه شيخ عبدالطيف إبراهيم ... فا إن كانت المعلومات خطا فلماذا كتبها الشيخ في كتابه و إن كان هذا الكتاب لاينسب للشيخ ، لماذا مكتوب في صفحة ٥ من كتاب ديوان الخصيبي
ترجمة الشارح المغفور له الشيخ إبراهيم عبداللطيف قدس الله لطيفه 1
الجـواب
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين وأصحابه الميامين.

  لا يوجد لدى العلويين كتاب اسمه ديوان الخصيبي وقد نوّهت عن هذا الأمر في كتابي الشيخ الخصيبي قدوة مثلى يُحتذى ، وهذا نصه:

  أورد صاحب كتاب تاريخ الأدب العربي كارل بروكلمان بأن للخصيبي ديواناً من الشعر، وقد قام بعضهم بطبعه مؤخراً، ومن يقرأه ويلاحظ كثرة متناقضاته لا يداخله أدنى شك بأنه منسوب للشيخ، والأمر الغريب الذي نطرحه للمناقشة يتلخّص بالأسئلة التالية:

  كيف غفل المؤرخون العرب و أصحاب التراجم عن هذا الديوان ولم يفطن له سوى السيد بروكلمان ؟

  متى كان هذا الكاتب وغيرهم من المستشرقين الحاقدين على العروبة والإسلام أعرف وأخبر من أصحاب التراجم الموثوقين كالسيد الأمين بالمؤلفات الإسلامية.؟؟

  فهل أوحيَ إليهم ؟ أم شاهدوا ذلك في المنام ؟

  فلا هذا ولا ذاك بل أضغاث أحلام، وحقد على الإسلام، وسعي إلى الفتنة، وإثارة النعرات الطائفية، والشيء المخجل هو أن بعض الكتّاب العرب والمسلمين يعتمدون على هذه المصادر المشبوهة كل الاعتماد وكأنها نصّ محكم غير قابل للجدل مع علمهم اليقيني بحقد المستشرقين على الإسلام الذي قام على أنقاض وثنيتهم، ولا يخفي على أرباب العقول وأهل الإنصاف بأنَّ هناك الكثير من الجامعات والمكتبات الغربية قد أنشئت وخصصت لدراسة عقائد الفرق الدينية لغاية معروفة ونيّة مكشوفة وهي دس واختلاق الأباطيل الواهية لتصل من خلال ذلك إلى الطعن بالدين الإسلامي من جهة،وإثارة النعرات الطائفية بين أبنائه من جهة أخرى، وقد خرّجت هذه الجامعات العديد من المستشرقين الذين كان لهم الدور البارز والفعّال في هذا المجال، وقد ارتكبوا زلات أكثرها تعمّداً وذلك استجابة لنياتهم الخبيثة،وتحقيقاً لأغراضهم السياسية العائدة بالنفع إلى حكوماتهم التي هيّأتهم لهذه المهمة. فشوَّهوا الحقائق وفسّروها بما يوافق أغراضهم ومساعيهم، وقد تصدّوا للروايات الضعيفة يروّجونها، وللكتب التي ليست بذات ثقة في نقلها يعتمدون عليها، وينقلون منها ثم يبنون على ذلك أحكامهم ويؤكدون استنباطاتهم.

  إن هذه السياسة الملتوية والدنيئة هي التي ضخّمت الخلافات بين المسلمين ولا تزال تُغزّى حتى الآن، تارة بنشر البحوث الدينية المنحولة إلى فرق إسلامية، وطوراً بتشجيع الكتابات عنها بصورة مباشرة، والغاية الأساسية كما هو معروف استعباد الشرق العربي وتسخير خيراته، ومن يسعى إلى ذلك منذ مئات السنين فليس بالأمر الغريب أن يفعل أي شيء لتحقيق مآربه. (انتهى)

  نعم هناك بعض القصائد للشيخ الخصيبي قالها مدحاً بأهل بيت النبّوة ومعدن الرسالة، إلاّ أنّ أكثرها فُقِدَ ولم يبقَ سوى النُتَف المَبثوثة هنا وهناك.

  أما القول أنّ الشيخ إبراهيم عبد اللطيف شرح هذا الديوان فكلام غير دقيق وعار عن الصحة، والمُضحك أنّ مُرَوّج هذه النسبة أوقع نفسه في مُغالطةٍ تُسقط دعواه وهي دليلٌ على أنّ القضية مُختلقة من أصلها حيث قال: ( شرح ديوان الخصيبي بقلم العلامة الكبير الشيخ إبراهيم عبد اللطيف مرهج – والد الشاعر الكبير بدوي الجبل - ).

  ومن مِنّا لا يَعلم بأنّ الشاعر الكبير بَدوي الجبل هو الأستاذ مُحمد سُليمان الأحمد، نجل العلامة الشيخ سليمان الأحمد عضو المجمع العلمي العربي في دمشق، وإن دلّ هذا الخلط على شيءٍ فهو يدلُّ على نفاق وكذب صاحب هذه الفِرْيَة، فلا كل الديوان من نظم الشيخ الخصيبي، ولا الشيخ إبراهيم قام بشرحه، ومن المعلوم بأن الشيخ المذكور غفر الله له عاش من العمر ثمانية وثلاثون عاماً.

  ثم أنّ هذا الديوان المذكور طُبع قبل هذه الطبعة الصادرة عن دار الميزان، فقد قامت مؤسسة الأعلمي بطباعته سنة 2001م بعنوان ( ديوان الخصيبي مع شرح للرموز الباطنية الواردة فيه دراسة وتحقيق وشرح س حبيب ).
وقد قمت بالرد على هذه النسبة حينذاك، أما النسخة التي تتحدث عنها فهي طباعة دار الميزان كما تقدّم سنة 2005م.

  وبالنتيجة فإنّ اتهام الخصيبي بما نُسب إليه وأُلصق به تجني كبير لا يُمكن السكوت عنه ونحن نرفضه بالكامل.

حسين محمد المظلوم
29/7/2012