كتاب الهداية الكبرى للشيخ أبي عبد الله الحسين بن حمدان الخصيبي (قده) ووثاقة النسخ المطبوعة + أفضل شروح لـ (نهج البلاغة)...

أُضيف بتاريخ الأربعاء, 18/05/2011 - 13:26

المرسل: علوية حتى النخاع \15\05\2011م

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل مما لاشك فيه أن أهم مرجع حديثي للعلويين متعلق بحياة الائمة عليهم السلام ومعاجزهم هو كتاب الهداية الكبرى، ولكن شاع لدى الكثيرين خبر وجود نسخ مختلفة لهذا الكتاب، وأنّ النسخ الموجودة في الأسواق ليست كلها صحيحة، وأصبح أمر التأكّد من صحّة النسخة الموجودة بين أيدينا أمر صعب، ونظراً لأهمية هذا الموضوع وأهمية هذا الكتاب لنا فكان لا بد أن نسألك عن النسخ المنتشرة في الاسواق ومدى صحتها، وماذا تنصحنا أن نفعل لنحصل على النسخة الصحيحة وكيف يمكننا التأكد منها !!؟
وماالفرق بين نسخة بيروت ونسخة ايران وهل صحيح أن هناك جزء ثانٍ لهذا الكتاب !!؟؟

وبنفس السياق أستهل الفرصة أيضاً لأسألكم عن كتاب نهج البلاغة لأمير البيان علي عليه السلام فقد وجد أيضاً شروحات كثيرة لهذا النهج، فحبذا لو نستفيد منك وتنصحنا بأفضل تلك الشروحات كي نقتنيها ونستفيد منها، رغم علمنا أنّ الشرح الصحيح للنهج مقصور على صاحب النهج ولكن لايمنع أن نحاول بما تحيط به عقولنا وتستوعبه أنفسنا..
وبارك الله بكم 1
الجـواب

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله

الأخت الكريمة علوية حتى النخاع
تحية طيبة وبعد

  النسخ المطبوعة لكتاب الهداية يشوبها الكثير من التصحيف في أسماء رجال السند، ونقصٌ في الروايات بشكل واضحٍ، وزيادة طارئة مشبوهةٌ، يفطن لها من فَقِه أصول هذا المذهب المعصوم.

  والكتاب طُبع في إيران طبعة حجرية قديمة يجد القارئ صعوبةً في قراءته ولا تخلو من أخطاء وتصحيف، وطُبع أيضاً في لبنان ولكن كانت النتيجة أسوأ لدرجة أنّه: لا يُمكن الاعتماد عليها.

  ويوجد بعض النسخ المخطوطة بلغت العشرة بخطوط مختلفة لعلماء أجلاء، وأرى أنّ أدقها نسخةً بخط العلامة الكبير الإمام الشيخ سليمان الأحمد قدسه الله ، وبحوزتي نسخة مصوّرة منها.

  وللقيمة الكبيرة لهذا الكتاب فهناك بعض الدراسات حوله من عدة جهات ستصدر قريباً إنشاء الله.

  أما بخصوص الجزء الثاني فلا وجود له، بل هناك كرّاسات، أُطلق عليها اسم "قسم الأبواب"، ذكرها الشيخ محمد باقر بن عبد الكريم البهبهاني في كتابه الدمعة الساكبة قيل أنها للشيخ الخصيبي لم نتأكد من صحة نسبتها. وتحدث البعض عن وجود نسخة بخط ميرزا يوسف بن علي كتبها سنة 1318هـ، ونسخة بخط أحمد القفطاني كتبها سنة 1280هـ، ونسخة بخط حيدر محمد مصطفى عبد الكريم قال أنه نسخها عن النسخة الإيرانية الموجودة في مكتبة آية الله مرعشي، وفي كل الأحوال فالموضوع قيد التدقيق والتقصي.

  أما شروح نهج البلاغة فهي كثيرة، وكل شرحٍ يمتاز عن غيره بناحيةٍ مُعينةٍ، وأشهرها شرح ابن أبي الحديد، لكنه ليس أفضلها أو أصحّها انطباقاً على كلام أمير المؤمنين عليه السلام، فقد امتاز هذا الشرح من الجانب التاريخي واللّغوي، أما من الجانب العقائدي فلا يُعتمد عليه لأنّ صاحبه من المعتزلة، وشرح ابن ميثم البحراني فقد أخذ بُعداً عرفانياً، وشرح الشيخ محمد عبدو شيخ الأزهر فقد جاء لغوياً، وهكذا فكلّ شرح تناول جانباً، ولا نستطيع أن نقول أنّ هذا الشرح يُغني عن سواه، فالباحث يضطر للرجوع إلى عدّة شروح ليَستوفيَ بحثه.

  ونحن نتناول نهج البلاغة وفق القراءة العلوية فنراه جَلياً مُحكماً، وفي حال استعصَت بعضُ الألفاظِ البليغةِ، فيمكن أن نستعين بالمعاجم الأصيلة، أو نفهمها بواسطة القرين، فمن فَهِمَ لحن المَعصومين فَطِنَ إلى معاني عباراتهم.

17\5\2011
حسين محمد المظلوم