الإيمان بالله يتضمن الثقة به.. فالإيمان أشمل وأعم والثقة أخص لما ورد عن المعصومين عليهم السلام.. المؤمن بالله واثق به جلّ وعلا والواثق بالله مؤمن بما أنزل عامل به.. ولترسخ ثقة المؤمن بالله فعليه أن يتيقن أن لا حول له ولا قوة إلا بالله سبحانه وتعالى..

أُضيف بتاريخ السبت, 05/07/2014 - 16:47

المرسل: Mariam.syr في 24\04\2014م

سيدي الشيخ ما معنى قول الإمام علي عليه السلام أن الإيمان هو الثقة بالله ؟ وما الفرق بين الإيمان والثقة ؟ وكيف أثق بالله تعالى؟ وشكرا 1
الجـواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين وأصحابه المنتجبين.

  تحدّث أمير المؤمنين عليه السلام عن الإيمان كثيراً ولم يرد فيما مرّ من أقواله هذا القول مع أنه ليس بعيداً عن الحقيقة، إلاّ أنّ الإيمان بالله يتضمن الثقة به، بالإضافة إلى ذلك فالإيمان أشمل وأعمّ، والثقة أخصّ، لما ورد عن المعصومين عليهم السلام.

  فالثقة بالله هو الاعتماد الكلي عليه وتصديقٌ بوعده ووعيده، ونستطيع القول أنّ الثقة ثمرةُ الإيمان والمعرفة بالله، فإذا وثق إنسانٌ بأخر ركن إليه وتابعه في كل كبيرةٍ وصغيرةٍ فكيف إذا كان هذا الوثوق بالله.

فالثقة بالله هي الدافع إلى كل خيرٍ يُرضيه، والحاجز عن فعلٍ ما يُغضبه، فمن وثق بالله سَلَكَ سبيل الصالحين، واتقى الله حق تُقاته.

والإيمان هو اعتقادٌ بالقلب، وإقرارٌ باللسان، وعملٌ بالأركان، فهو يشمل: الأصول الدينية، والفروع الفقهية، ومكارم الأخلاق السَنِيّة.

فالمؤمن بالله واثقٌ به جلّ وعلا، والواثق بالله مؤمنٌ بما أنزل عاملٌ به، ومن هنا قلتُ أنّ هذا القول ليس بعيداً عن الحقيقة إلاّ أني لم أجد وُرُودَهُ بهذه الصيغة.

  ولترسَخَ ثقة المؤمن بالله فعليه أن يَتيقّن أن لا حول له ولا قوة إلا بالله سبحانه وتعالى، وبأنّ ما وعدَ الله به فحقٌ لا محالة، فما على السالك إلاّ المُضيّ قُدُماً في مَرضات الله عزّ وجل.

  والحمد لله رب العالمين.

18\6\2014
حسين محمد المظلوم



هنا إعلان هذا الموضوع على صفحتنا في الفايسبوك.