ما ثبت أصله للمعصومين امتد فرعه لأوليائهم المخلصين المتفانين في اتّباعهم.. إنّ المؤمن الطاهر الصادق مع الله والمخلص لأوليائه مخصوص بالتكريم من الله تبارك وتعالى..

أُضيف بتاريخ الأحد, 04/12/2011 - 14:33

المرسل: louay تشرين الثاني-29-2011م

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
في رواية لصادق عليه السلام مع سهل بن الحسن الخراساني تحت عنوان التحفي وسط النار، الراوي المامون الرقي قائلا:
كنت عند الامام الصادق عليه السلام اذ دخل سهل بن الحسن الخراساني فسلم عليه ثم جلس فقال له:
يا بن رسول الله صلعم الامامه حقكم فانتم اهل بيت الرافة والرحمة فما الذي يمنعك من المطالبة بحقك وانت تجذ من شيعتك مائة الف يضربون بين يديك بالسيف ويقاتلون الاعداء.
قال علية السلام: اجلس يا خراساني حتا اوضح لك الحقيقة.
ثم امر جارية ان توقد التنور وعندما اشتعلت النار واصبح اللهب شديدا واصبح القسم العُلوي للتنور ابيضا من شدة الحرارة قال علية السلام:
يا خراساني قم واجلس في التنور فاخذ الخراساني يتعذر ويقول: يا بن رسول الله لا تعذبني بالنار واقلني.
فقال الامام عليه السلام: قد اقلتك.
فبينما نحن كذلك اذ اقبل هارون المكي ونعليه في يديه فدخل حافيا وسلم فرد عليه السلام سلامه وقال: الق النعل واجلس في التنور.
فالقا النعل ثم جلس في التنور واقبل الامام يُحدّث الخراساني حديث خراسان حتا كانه شاهدٌ لها لسنوات، ثم قال: قم يا خراساني وانظر ما في التنور.
قال سهل: فلما بلغت التنور رايت هارون جاثيا علا ركبتيه وسطه وما ان راني حتا نهض وسلم عليّ.
فقال الامام عليه السلام لسهل: كم تجد في خراسان مثل هذا؟
قال: والله ولا واحد.
فقال عليه السلام: لا والله ولا واحد، اما انا لا نخرج في زمان فيه خمسة مُعاضدين لنا.
سؤالي:
بعد ان كتبت الرواية كما وجدتها ما رايكم بدرجة صحتها ووقوعها واثباتها بلا شك
والسلام 1
الجـواب

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين وأصحابه الميامين.

  الأخ الكريم السيد لؤي لقد وردت هذه الرواية في كتاب مدينة المعاجز للشيخ هاشم البحراني نقلاً عن ابن شهر آشوب باختلاف بسيط وهي صحيحة وقطعية، ومضمونها بديهي فما ثبت أصله للمعصومين امتد فرعه لأوليائهم المخلصين المتفانين في اتّباعهم، وهذه الكرامة تُضاف لمن أمر هارون المَكي أن يجلس في التنّور، كما أنها تدل على مكانة هذا الموالي وإخلاصه لمَن أمر الله بولائهم.

  واعلم أيها الأخ إنّ المؤمن الطاهر الصادق مع الله والمُخلص لأوليائه مَخصوصٌ بالتكريم من الله تبارك وتعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وآله في روايته عن ربه: إذا تقرّب العبد إليّ شبراً تقرّبت إليه ذراعاً.
وقال الإمام الصادق كما ورد في مصباح الشريعة والبحار: العارف شخصه مع الخلق وقلبه مع الله، لو سها قلبه عن الله طرفة عين لَمَات شوقاً إليه، ولا مُؤنس له سوى الله، ولا نطق ولا إشارة ولا نفس إلا بالله من الله مع الله، فهو في رياض قدسه مُتردّد ومن لطائف فضله إليه مُتزوّد.

حسين محمد المظلوم
30\11\2011