سورة العصر.. علامات حسن الخاتمة هي الإيمان بالله مقرونا بالأعمال الصالحات والتواصي بالحق والصبر، وعلامات سوء العاقبة هو نقيض ذلك...

أُضيف بتاريخ الأربعاء, 27/03/2013 - 11:28

المرسل: زاهيه في \13\03\2013م

ماهي علامات حسن الخاتمة؟
ماهي علامات سوء الخاتمه ؟
ارجوا الجواب ولكم الشكر.. 1
الجـواب
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين، وأصحابه المنتجبين.

  العلامات جمع علامة وهي ما يستدل بها على الشيء الغامض، والاستدلال على حسن أو سوء الخاتمة يتجلى في كثير من آيات الكتاب وسنقتصر على سورة العصر وفيها يتضح لنا المآلين.
  بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ * ﴾
يستهل الله سبحانه وتعالى هذه السورة المباركة بقَسَمٍ عظيمٍ، واللهُ لا يُقسم إلاّ بعزيزٍ، وهذا القَسَم يدلّ على أمرٍ ذي بال، وجوابُ القسم جاء بصيغة التأكيد ﴿ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾ أي خُسرانٍ مُبين، ولكي نتعرّف على الخاسرين فما علينا إلا أن نَلحَظ الذين استثناهم الله سبحانه وتعالى من الخُسران ليَتجلى لنا ذلك في الآية الثالثة: ﴿ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ ، فيتبيّنُ لنا بأنّ علامات حُسن الخاتمة هي: الإيمان بالله مقرونا بالأعمال الصالحات والتواصي بالحق والصبر، وعلاماتُ سوء العاقبة هو نقيض ذلك.

قال تعالى: ﴿ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [القصص:83]

وقال تعالى: ﴿ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [الأعراف:128]

وقال تعالى: ﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [النساء:13]

  فهذه الآيات ونظائرها نزلت في حق الذين آمنوا وعملوا الصالحات لقوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَعْدَ اللّهِ حَقّاً وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً ﴾ [النساء:122].
  وأما الذين كفروا ففيهم يتحقق قول الله تعالى: ﴿ وَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ﴾ [التوبة:68].

  وفي هذا كفاية قال تعالى: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴾ [قـ:37]

  والحمد لله رب العالمين.

حسين محمد المظلوم
20\3\2013