(وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ) هذه الآية المباركة بغض النظر عن سبب نزولها فهي تخبر عن قوم آمنوا بلسانهم دون قيامهم بطاعة...

أُضيف بتاريخ الثلاثاء, 07/08/2012 - 12:55

المرسل: زهراء \21\07\22012م

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أتوجه للمكتبة الاسلامية العلوية والقائمين عليها ولفضيلة الشيخ حسين محمد المظلوم المحترمين فرداً فرداً بالمباركة بشهر رمضان المبارك أعاده الله علينا وعليكم وعلى جميع المسلمين بالخير بالبركة والأمن والسلام ..
وكما نتمنى دعاء العلماء المسلمين في هذا الشهر الفضيل أن يمن الله على المسلمين ببركة التعاون والتضامن فيما بينهم ليحل السلام بينهم بدل الفتنة والضغينة
تحية طيبة وبعد
شيخنا الفاضل لي سؤال في القرآن الكريم في الآية التالية ﴿ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴾ (106)/يوسف/
فلو آمن الانسان بالله فهو مسلم ولكن بالآية الكريمة اي حتى الذين يؤمنون بالله أكثرهم مشركون (الواو حالية كما يبدو لي ) اي أكثر حالهم مشركين - فكيف أنهم مسلمين ومشركين ؟ وإذا كان اكثرهم مشركين فيعني هذا ان اكثر المسلمين مشركين فكيف يعني مسلم ومشرك !!!؟؟؟
واعذروا عثر فهمي والسلام عليكم وشكراً لكم 1
الجـواب
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين وأصحابه المنتجبين.

  هذه الآية المباركة تخبرنا عن مُشركي قريش الذين كان يقرّون بالله خالقاً ومُحيياً ومُميتاً ويعبدون الأصنام، ويَدعونها آلهة مع أنّهم كانوا يقولون الله ربنا وإلهنا يَرزقنا، فكانوا مُشركين بذلك، وهذا التفسير رُوِيَ عن ابن عباس.

  وقيل أنها نزلت في أهل الكتاب الذين آمنوا بالله واليوم الآخر والتوراة والإنجيل ثم أشركوا بإنكار القرآن وإنكار نبّوة نبينا محمد صلى الله عليه وآله كما رُوِيَ تفسيرها عن الإمام الحسن، وعن الإمام علي بن موسى الرضا عليهما السلام عن أبيه عن جده عن الصادق عليهم السلام.

  وعن أبي جعفر عليه السلام: إن المراد بالإشراك: شرك الطاعة، لا شرك العبادة، أطاعوا الشيطان في المعاصي التي يرتكبونها مما أوجَبَ عليهم النار، فأشركوا بالله في طاعته، ولم يُشركوا بالله شرك عبادة، فيعبدون معه غيره.

  فمن آمن بالله ورسوله واليوم الآخر فهو مُسلمٌ، ومن ترسّخ هذا الإيمان في قلبه مع لزومه الطاعة فهو مؤمن، وهذا جليٌّ لا يحتاج إلى بيان، فالآية بغض النظر عن سبب نزولها فهي تخبر عن قوم آمنوا بلسانهم دون قيامهم بطاعة لأنّ هذا القيام هو الترجمة الحقيقة للإيمان الصحيح الحقيقي.

  فتمامُ العِلم: العمل، وتمام العمل: الإخلاص فيه، والحمد لله رب العالمين.

حسين محمد المظلوم
2\8\2012