مدخل

أُضيف بتاريخ الثلاثاء, 09/11/2010 - 02:30

مدخل


التاريخ مُظلم كَـكُـتّابه لأنهم لم يكتبوا الوقائع كما هي، ولم يُسَجّلوا الأحداث بتجَرُّدٍ، بل أرخوا أوهامً أُمْليَت عليهم من أولياء نِعمتهم الذين كانوا يَرون بأنّ طاعتهم أهَمُّ من طاعة الخالق العظيم، ولهذا فلا يُمكن الوثوق بأكثر كتاباتهم التاريخية، وعلى الكاتب أن يكون شديدَ الحذر قبل أن يَفرَغ من بحثه ويُخرجَه للناس لأنه سيُضافُ إلى جُملة المُزَوّرين إن لم يَتحقق من معلوماته، ولكن وللأسف الشديد قلّ من يعتمد هذه القاعدة ويُراعي هذا الجانب الذي لا يَجوز إغفاله، ويُعيد النظر فيما كتبه وخصوصاً في القضايا الأساسية.

لقد أجهد نفسه الأستاذ أحد علي حسن في كتابه (المكزون في حمين ) في البحث والتقصّي عن مَقام الأمير حسن بن يوسف المكزون السنجاري قدسه الله، وتوَصّل - كما قال - بعد جُهد جَهيدٍ إلى أنّ هذا المقام في قرية حمين (قرية الكاتب).

وهذا الأمر ليس موضوع بحثنا ولن نخـوض مع هذا المُكْتِشِفُ الجديد في هذا المجال، فالمكزون في قلوب المسلميين العلويين أكان في حمين أو كفر سوسة أو معملا أو غيرها من المناطق والقرى.

ولكن لا بد لنا من الوقوف على ما وصل إليه من التحليل العليل الذي لا نرضى به لا من قريب ولا من بعيد ولا يتفق مع العقل والنقل، وأعجَبُ لهذا الكاتب الذي صَنّفَ نفسه وصَنفه البَعضُ بأنّه من النَوابغ، كيف ختم حياته الأدبية بهذه المَهزلة المُضحكة بالنسبة له، وبتشويه الحقائق بالنسبة إلى القوم الذين ينتمي إليهم 1 وفيه حق قول المكزون السنجاري الذي صدّر به كتابه: ( وغبيُّ الناسِ مَن يَرْوي الذي لَمْ يَسْتَبِنْهُ ) .

  فماذا روى الأستاذ أحمد علي حسن من الأقوال التي تتناقض مع الحقيقة وتجافي المنطق ؟.


 

  • 1 يبدو أنّ هذا الكاتب ليس الوحيد في هذا المجال. راجع أيضاً كتاب الأدلة المرفوعة . (إدارة موقع المكتبة الإسلامية العلوية)