إعلم أن اليونان هم أول من بزغت فيهم شمس الفلسفة ومن (أثينا) انتشرت أشعتها في الشرق والغرب.
وأول سير الفلسفة هو أن الانسان عرته دهشة وروعة من عجائب الطبيعة وتقلبات (الجو) واختلاف مناظر الكون، وهذا أول ماوقع عليه حسه فطفق يسأل نفسه عن هذه التقلبات وعن هذه المناظر وعن الشيء الكامن وراء هذه التحولات، وما هي الحقيقة الخالدة وراء هذه الظواهر الزائلة فكانت (فلسفة طبيعية).
وكان حسه أول ما أدرك الطبيعة وإدراكه الحسي ينبوع إدراكه العقلي، فانتقل عقله من المحسوس إلى المعقول (ومن) ذلك انتقلت الفلسفة الطبيعية إلى الانسان، إلى (نوارانية) وإلى سياسية وإلى قواه النفسية.
وهكذا سارت الفلسفة الحديثة في العصر الحديث، فكان من الفلاسفة من وقف بحثه على الأخلاق، ومنهم من بحث في السياسة، ومنهم من بحث في وحدة الوجود، ومنهم من انتقد القديم وأوضاعه إلى غير ذلك.
والناظر في تاريخ الفلسفة يراها بَدَت نبتةً صغيرة في ضعفٍ وفتورٍ، ثم تدرّجت في نموٍ ونضارةٍ، فهي تقصد نهاية كمالها وغاية نضارتها حتى صارت على ماهي عليه الآن.
- 841 مشاهدة