ج7: ما القول في تخيّل شكل النبي أو الوصي ثمّ رسمه..!؟

أُضيف بتاريخ الأربعاء, 01/04/2015 - 12:56

السائل: حيدرة صالح في 14\01\2015م

يوجد على الانترنت صور للامام علي عليه السلام فهل يجوز تجسيد الامام علي عليه السلام، أهداني احد اصدقائي سيف ذو الفقار مكتوب عليه اسمي فهل يجوز الكتابة على ذو الفقار ؟

بَيَانُ الإِجَابَةِ عَنِ السُّؤَالِ

 

الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى خَاتَمِ النَّبِيِّيْنَ وَآلِهِ وَأَصْحَابِهِ الطَّاهِرِيْن.

أَمَّا بَعْدُ: فَالسَّلامُ عَلَيْكُم وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه.

التَّصْوِيْرُ الَّذِي نَعْرِفُهُ اليَومَ لا يُسَمَّى تَجْسِيْدًا؛ لأَنَّ التَّجْسِيْدَ هُوَ جَعْلُ الشَّيءِ فِي قَالَبٍ مَحْسُوسٍ مَلْمُوسٍ، يُقَالُ: قَالَبُ الحَدَّادِ؛ لِمَا يُفْرِغُ فِيْهِ مِنَ المَعَادِنِ، وَقَالَبُ الحَلْوَى وَغَيْرُهُ لِمَا يُصْنَعُ الشَّيءُ عَلَى مِثَالِهِ، وَلَيْسَ التَّصْوِيْرُ جَامِدًا أَو مُتَحَرِّكًا، دَاخِلاً فِي هَذَا.

وَتَخَيُّلُ شَكْلِ أَحَدٍ، سَوَاءٌ أَكَانَ نَبِيًّا أَمْ وَصِيًّا، ثُمَّ رَسْمُهُ، شَيءٌ لا نَصَّ فِيْهِ يُدْخِلُهُ فِي تَحْلِيْلٍ وَلا تَحْرِيْمٍ، وَإِنَّمَا فِيْهِ آرَاءٌ، وَالرَّأْيُ لَيْسَ فَرْضًا عَلَى أَحَدٍ اتِّبَاعُهُ.

فَتَرْكُهُ مِنْ بَابِ الإِجْلالِ وَالتَّعْظِيْمِ، أَو فِعْلُهُ مِنَ البَابِ نَفْسِهِ، أَمْرٌ يَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ، فَمِنْهُم مَنْ يَكْرَهُ، وَمِنْهُم مَنْ يُحِبُّ، وَالمَكْرُوهُ وَالمُسْتَحَبُّ أَنْتَ فِيْهِ فِي بَابِ التَّخْيِيْرِ، إِنْ أَحْبَبْتَ فَعَلْتَ، وَإِنْ كَرِهْتَ لَمْ تَفْعَلْ.

وَأَمَّا كِتَابَةُ اسْمٍ عَلَى سَيْفِ صُنِعَ عَلَى مِثَالِ ( ذِي الفَِقَارِ ) فَلا بَأْسَ بِهِ لأَنَّهُ لا يُسِيءُ إِلَى السَّيْفِ وَلا إِلَى صَاحِبِهِ، وَلا يُحْسِنُ إِلَيْهِمَا، وَمَا كُلُّ شَيءٍ صُنِعَ عَلَى مِثَالِ شَيءٍ صَارَ الشَّيءَ نَفْسَهُ.

عَلَى أَنَّهُ لَوْ وَجَدَ شَخْصٌ ذَا الفَِقَارِ، أَو غَيْرَهُ مِنْ أَشْيَاءَ كَانَ يَسْتَخْدِمُهَا نَبِيٌّ أَوْ وَصِيٌّ، لَكَانَ حُرًّا غَيْرَ مُقَيَّدٍ فِي ذَلِكَ الأَمْرِ، كَتَبَ أَمْ لَمْ يَكْتُبْ، فَكَيْفَ إِذَا كَانَ الأَمْرُ فِي شَيءٍ صُنِعَ عَلَى مِثَالِهِ.

فَقَدْ أُحِبُّ مَا لا يُحِبُّ غَيْرِي، وَقَدْ أَكْرَهُ مَا لا يَكْرَهُ غَيْرِي.

وَالتَّصْوِيْرُ البَشَرِيُّ غَيْرُ التَّصْوِيْرِ الإِلَهِيِّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:

يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ 6 الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ 7 فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ 8 [ سورة الانفطار ]

وَفِي قَوْلِهِ : خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ 3 [ سورة التغابن ]

وَلَيْسَ قَرِيْبًا مِنَ النَّحْتِ وَالتّمَاثِيْلِ لِيَدْخُلَ فِي بَابِ الأَصْنَامِ وَالأَوْثَانِ، وَإِنَّمَا هُوَ رَسْمٌ عَلَى وَرَقٍ بِقَلَمٍ أَو بِآلَةٍ تَصْوِيْرٍ بِتَأْثِيْرِ الضَّوْءِ، وَلِذَلِكَ فَهُوَ لا يَدْخُلُ فِي بَابِ المُحَرَّمَاتِ، لِمَنْ ظَنَّ أَنَّهُ مَنْهِيٌّ عَنْهُ، فِيْمَا أَعْلَمُ.


وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ [ سورة يوسف 76 ]

ثُمَّ الحَمْدُ للهِ وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَآلِهِ وَأَصْحَابِهِ.

كَاتِبُهُ 
تَمَّام أَحْمَد
28\3\2015