الجُمُعَة 20 آذار.

أُضيف بتاريخ الثلاثاء, 22/03/2016 - 13:31
 
مُوْجَزُ خُطْبَتَي الجُمُعَة 20 \ آذار \ 2015.
 
الخُطْبَةُ الأُوْلَى: عِيْدُ الأُمِّ، فَقَدْ عَظَّمَهَا اللهُ فِي كِتَابِهِ وَرَسُولُهُ فِي حَدِيْثِهِ قَبْلَ أَنْ يَجْعَلَ النَّاسُ لَهَا عِيْدًا.

وَفِي الخُطْبَةِ الآخِرَة: الكَلامُ عَلَى عِيْدِ ا لمُعَلِّمِ، إِنَّ تَعْظِيْمَ المُعَلِّمِ هُوَ تَعْظِيْمُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، لأَنَّ اللهَ تَعَالَى بَعَثَهُ مُعَلِّمًا.
تَنْبِيْهٌ: فِي الخُطْبَة الأولَى جُمْلَةٌ نُسِبَت إِلَى الإِمَام الحُسَيْن، وَهِيَ مِنْ كَلامِ الإِمَام زَيْن العَابِدِيْن فِي رِسَالَة الحُقُوق.


الخُطْبَةُ الأُوْلَى:


...بعضُ الأيّام مِن كُلِّ عام تكون عند فئةٍ من الناس أيّامًا مُعَظَّمَةً، منها الأعيادُ التي تكون في كُلّ عام مِن الفِطْرِ والأضحى، ومنها هذا اليوم الجُمُعَة فإنّهُ عيدُ كُلَّ سبعَةِ أيّام، (وكُلُّ يومٍ –كما جاء في الحديث- لا يُعصى الله فيه فهو عيد).

وهذه الأعياد التي يُحتفى بها في تلك الأيّام سواءٌ أكانَت لأمرٍ دينِيٍّ إلهيٍّ، أم كانت لأمرٍ بَشَرِيٍّ وَضْعِيّ، كيومٍ فرحَ به الناس لأنّه جَرَّ إليهم خيرًا، أو دفعَ عنهُم شرًّا، أو كان فيه من الوقائع ما يجب أن يُعَظَّمَ ذلك اليومُ مِن أجله.

الأعيادُ وطنيةً أو قوميّةً كانت أو دينيّةً، فإنَّ الغاية منها هي أن يستحضر الإنسان في ذلك اليوم ما وقعَ في الزمن الذي مَضى، وأن يجتهد في أن يُحافظ عليه وأن ينظُرَ في عمله إن كان قد حافظ على ذلك اليوم أو على ذلك الإنجاز أو على ذلك العمل أم أنّه أهملهُ وتركه، هي المناسباتُ جميعًا على هذه الغاية وبهذا المُراد.

ومن الأيام التي نُعَظِّمُها والتي نُكرِمُ فيها مَن نُسِبَت إليه وهوَ يومٌ في هذا الشهر، هو عيد مَن وَجَبَ حَقُّهُ علينا، وجب حقه علينا على معانٍ شَتّى، عيدُ الأُم، وعيدُ المُعَلّم.

عيدُ الأُم:

الذي لا يستطيعُ إنسانٌ مِنّا أن يُوَفِّيَها حقّها مهما فعلَ ومهما عَمِلَ ومهما قَدَّم، لأنّهُ إنّما قد أخَذَ أكثَرَ مِمّا أعطى، هي سُنّةٌ أَمَرَ اللهُ سبحانه وتعالى بها، ووَصّى بها نبيّهٌ قبلَ أن يجعَلَها النّاسُ عيدًا، قبلَ أن يكون هذا اليوم يومًا مِن أجلِ تكريم الأمّهات كان في كتاب الله  وفي سُنّةِ نبيّهِ قد سَبَقَ ذلك التكريم وسبق ذلك التنبيه على فضل الآباء وعلى فضل الأُمّهات.

وكُلُّنا قرأ قوله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا الإسراء\23. بِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إذ نَهَى سُبحانه وتعالى عن أن تقول لهُما أُفٍ، هذه الكلمة التي هي بمعنى أتَضَجَّر، أو تكون دليلاً على السَّأمِ أو المَلَل، يقول فيها الأئمّة، لو علم الله  كلمة أدنى منها لقالها، أقلُّ الكلمات التي فيها العُقوق هي كلمةُ أُفٍّ، هي التضجُّرُ أو ما يُظهِرُهُ الإنسان مِن مَلَلٍ أو أن يتبَرَّمَ بالشيء، هي أقلُّ كلمةٍ يُمكِنُ أن تُقال فنهى الله سبحانه وتعالى عنها. فإذا كان قد نَهى عنها فلا بُدَّ أنّه بما يقتضيه قوله فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وقد نهى تعالى عن هذه الكلمة فهو بهذا الخِطاب قد نَهَى عمّا هو أعظَمُ منها وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا.

ماذا يستطيعُ الإنسان أن يفعل في يومٍ مثلِ هذا اليوم، يومٍ يُريدُ به أن يُكرِمَ أهلَهُ أو أن يُوَفِّيَ شيئاً مِن حقّهِم، مهما بالغَ فإنَّهُ لا يستطيع أن يُوَفِيَّ أهلهُ حقّهُم.

إنَّ تعظيمَ الأم وتكريمها كان -كما ذكرنا قبل أن يجعله الناس عيدًا- كان في كتاب الله وكان في سُنّةِ رسوله . وكان تنبيهًا لما كان سائدًا، لما كان معروفًا أو شائعًا من بعض المفاهيم. كان الناس فيما مضى في الأُمَم السابقة وفي الحضارات السابقة يُعَظّمون كُلَّ مَصدَرٍ للعَطاء حتّى وصلوا به إلى التأليه، إذ رأَوْ الأُمَّ مَصدرًا للعَطاء، ورأو الأرض مصدرًا للعطاء، وما نقرَؤهُ في الكُتب التي تذكُرُ ما كان من الحضارات السابقة ومن الأُمم السابقة، وما يَرِدُ فيها من أسماء الآلهة، ومن أسماء الرّبات دليلاً على ما كان للأُمّ من تعظيم، وعلى ما كان لكُلّ مصدرٍ مِن مصدر العطاء مِن تعظيمٍ ومِن إجلال.

وذهب مَن ذهب مِن الشعراء ومِنَ الأُدبار في وَصفِ الأُمِّ وفي وَصفِ عطائها، حتى كان مِن أخبارهم ما لا يُحصى وما لا نستطيعُ أن نستقصِيَهُ لكثرته.

كان منهُ قول الشيخ عبد اللطيف ابراهيم رحمه الله في عيد الأُم:

يا عيدُ لم نلقَ في أيَّامِنا عيدا     ألَذَّ وَقْعاً ولا أحلى مَواعيدَ
مِن يومِكَ الزَّاهِرِ الزَّاهي بطَلْعَتِهِ     الشّرقُ والغَربُ فيهِ وَحَّدوا العيدَ


ومنها يقول:

كأنّما الفِطرُ والأضحى بهِ اجتمعا     فكانَتْ يوماً مِنَ الأيّامِ مَشهودا
تَطَلَّعَت مريمٌ فيه وآمِنَةٌ     والأُمَّهات يُبارِكنَ المَواليدَ


ثم كان من قوله:

هل نستطيعُ مُكافأةً لهُنَّ بما     نُقيمُهُ أو نُوَفّيهِنَّ تخليدا


هل نستطيعُ أن نُوَفِّيَ مَن قال في وصفه الإمام الحُسين

(وأمّا حقُّ أُمِّكَ أن تعلَمَ أنّها حَمَلَتكَ حيثُ لا يحمِلُ أحدٌ أحَدا، وأنّها أطعمتكَ ممّا لا يُطعِمُ أحدٌ أحدا، وأنّها رضِيَت أن تجوعَ وتشبَعَ أنت، ورضيت أن تعرى وأن تُكسى أنت..)

وما إلى ذلك مِن عِبارات الثناء والتعظيم والتكريم.

ومن سمِعَ الأبيات التي صوّرَ فيها قائلُها عقوقَ وَلَدٍ مِن أجلِ بعض الدّراهِم، حين طلبَ أحَدُهُم منه أن يقتُلَ أُمَّهُ وأن يأتِيَهُ بقلبها، وأعطى لهُ من الدّراهِمِ ما أعطى.

من يستطيعُ أن يتصوّرَ رِقَّةَ قلب الأُم وحَنَانَهُ حين قال مُصَوِّرًا تلك الواقِعَة.

أغْوَى امرُؤٌ يوماً غُلاماً جاهلاً     بنُقودِهِ حتّى يَنالَ بِهِ الوَطَر
قال ائتِني بفُؤادِ أُمِّكَ يا فتى     ولكَ الجَواهِرُ والدَّراهِمُ والدُّرَر
فمضى وأغمَدَ خِنجراً في صدرها     والقلب أخرَجَهُ وعادَ على الأثَر
لكنّه مِن فَرْطِ سُرعَتِهِ هَوى     فتدحرجَ القلبُ المُضَرَّجُ إذْ عَثَر
ناداهُ قلبُ الأُم وهُوَ مُضَرَّجٌ     وَلَدي حبيبي هَل أصابَكَ مِن ضَرَر
فكأنَّ هذ الصوت رَغْمَ حُنُوِّهِ     غَضَبُ السّماءِ به على الوَلَدِ انْهَمَر
وذرى قبيحَ تَصَرُّفٍ لَم يأتِهِ     ولدٌ سِواهُ منذُ تاريخ البَشَر
فاستَلَّ خِنْجَرَهُ ليَطعَنَ صدْرَهُ     طَعناً ويبقى عِبرَةً لِمَن اعتَبَر
ويقولُ يا قلبُ انتقِم مِنِّي ولا     تغفِر فإنَّ جريمتي لا تُغْتَفَر
ناداهُ قلبُ الأُمّ: كُفَّ يداً ولا     تذْبَح فُؤادي مَرَّتَيْنِ على الأثَر


من يستطيعُ أن يَعرِفَ قَدْرَ هذه العاطِفَة، وهل يستطيعَ إذا أرادَ أن يُوَفِّيَها حَقَّها أن يَبلُغَ مِن حَقِّها ما تستحِق. هذا الشاعِرُ حين صَوَّرَ هذه المَعاني التي إذا تأمَّلَها أحَدُنا أحَسّ بقُرب الدمعةِ في عَينِه، وأحَسَّ بالرَّعشةِ في قَلبِه بعدما بلَغَ ذلك الولدُ مِن العُقوق ما بَلَغ، صوّرَ قلب الأُم بعد أن قتلها واستخرج قلبها وهَوى وَقَعِ من سرعته أنه قال له:

ناداهُ قلبُ الأُم وهُوَ مُضَرَّجٌ     وَلَدي حبيبي هَل أصابَكَ مِن ضَرَر


ولمّا أرادَ وأن يُعاقِبَ نفسهُ واستلّ خِنجَرَهُ ليَطعَنَ جَسَدَهُ، يُعاقِبُ نفسه لما أتى ولما فَعَل يُصَوِّرُ قلبَ الأُم:

ناداهُ قلبُ الأُمّ: كُفَّ يداً ولا     تذْبَح فُؤادي مَرَّتَيْنِ على الأثَر


إنَّ هذه المَعاني التي في فِطرَةِ الناس جميعاً، لكن هُناك مَن يستطيعُ أن يُعَبِّرَ عنها ومَن لا يستطيعُ لكنّهُ يُحِسُّ بها ويتذوّقُها، هذه المَعاني التي ذُكِرَت والتي أرادَ صاحِبُها أن يُنَبِّهَ على فَضْلِ عَطاء الأُم وعلى كَرَمِها لا تكفي حتّى يكونَ أحَدُنا عاملاً بشيءٍ منها، إنَّ هذا من الأمور التي ليست مَحَلَّ اختلاف. إنّكَ لا تَجِدُ أحَداً يُؤمِنُ أو لا يُؤمِن، لا تجِدُ مُسلِمًا ولا تَجِدُ يهودياً ولا تجِدُ غير ذلك من لا يُقِرُّ ومن لا يعترف ومن لا يشهد بفضل الأُم وبوجوب إكرامها وبوجوب تعظيمها.

نسألُ الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإيّاكُم ممّن يعرِف قَدْرَ مَن أحسَنَ إليه فإنَّهُ ما حَرَّمَ اللهُ عز وجلَّ عُقوقَ الوالدين إلاّ لِما فيه مِن إنكار الفَضْل، ولئلاّ تُصبِحَ الدُنيا خراباً لا يعرفُ فيها أحَدٌ فضلاً لأحَد.

اللهم صلّ على محمد وآل محمد وتَجاوَز عن آبائنا وأُمَّهاتِنا وأهل ديننا جميعاً مَن سَلَفَ مِنهُم ومَن غَبَر إلى يوم القِيامَة....


   الخُطْبَةِ الآخِرَة:


... من الأيام التي قُلنا أنَّ فِئةً من الناس تذهب إلى تعظيمها وأنَّ هُناك أياماً كُلُّنا يُحِبُّ أن يُكرِمَ فيها من نُسِبَت إليه، لذلك اليوم والعيد هو عيدُ المُعَلِّم، عيدُ مَن لا يستطيعُ الإنسان إذا أَحَبَّ أن يصِفَهُ أن يقولَ فيه أعظَمَ مِمَّا يَصِفُهُ به عَمَلُه.

إنَّ اليوم الذي يُكرَمُ به المُعَلِّم هو كاليوم الذي تُكرِّمُ به رسولَ الله ، لأنَّ رسول الله بُعِثَ مُعَلِّمًا وهادياً وبشيراً ونَذيرا، وهذه الآيةُ التي نقرَؤها في كُلِّ جُمُعَة: هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ سورة الجمعة\2.

تعظيمُ المُعَلِّمِ هو تعظيمٌ لمن بُعِثَ مُعَلِّمًا، وإكرامُهُ هو إكرامٌ لِمَن عَلَّمَ النّاس ولِمَن أخرَجَهُم مِن ظُلُماتِ الجَهل ومِن ظُلُمات التَّعَصُّب إلى نور المًحًبّة وإلى نور الهِداية وإلى نور العِلم.

لا يستطيعُ إنسانٌ إذا نَظَرَ فيما تعَلَّمَهُ أن يُوَفِّيَ من له عليه الحق في كثيرٍ مِنَ المَواضِع، لكنّهُ يستطيعُ أن يكونَ مُلتزِمًا بالأدَبِ الذي يَجِبُ عليه في مُعاملةِ مَن أسدى إليه يَدًا، أو مَن عَلَّمَهُ كيفَ يُصبِحُ رجُلاً نافِعاً لنفسِهِ ولمن حَوْلَه، لمن أراد أن يُبَصِّرَهُ مِنَ العَمَى، ولِمَن أرادَ أن يمحُوَ جَهْلَهُ وأن يجعل مَكان ذلكَ الجَهل نورَ العِلم والأدَب والأخلاق.

أَوَّلُ حُقوقِ المُعَلِّم على ما ذكَرَ الإمام عليُّ بنِ الحُسَين في رسالة الحقوق:

(وأما حق سائسك بالتعليم فالتعظيم له، والتوقير لمجلسه، وحسن الاستماع إليه، والإقبال عليه، والمعونة له على نفسك فيما لا غنى لك به عن العلم...).

لماذا؟!

لأنّ تعظيمَ المُعَلِّم هو كما ذكرنا أوّلُ شيءٍ تدُلُّ به على أنَّكَ عَرَفتَ قَدْرَ مَن أَحسَنَ إليك، وأنَّكَ عَرَفْتَ قَدْرَ مَن لولا أنّهُ علّمك، ولولا أنّهُ ألقى إليكَ منَ العِلمِ شيئًا لمَا كُنتَ قادرًا على تجاوُزِ الجَهلِ الذي كُنتَ فيه.

إنَّه لا يولدُ أحَدُنا مُتعلِّمًا وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا النحل\78. إنّما يكتسِبُ الإنسان باجتهادِهِ في هذه الدُّنيا من أجل أن يجعل ذلك الإكتساب سبيلاً إلى أن ينفَعَ غَيْرَهُ، وأن يكون مِمَّن يُساعِدُ في نَفعِ مُجتَمَعِهِ وفي تطويرِه.

كيف كانت صِفَةُ العِلم فهو واجبٌ طَلَبُهُ وواجبٌ تعليمُهُ بعدَ طلبِه، من غَير أن ينظُرَ الإنسان أنَّهُ قد فاق فُلاناً أو أنَّهُ قد تجاوَزَ فُلانًا، أو أنَّ فُلانًا لا يستطيعُ أن يَبلُغَ ما بَلَغَهُ.

يقول الشيخ سُليمان أحمد رحمه الله في هذا:

اُطـلُـب العِلـمَ بِجِـدٍّ ومَتَى     نِلتَ مِنهُ فاستَفِد ثمَّ أَفِـد
لا تَقُل هيهات مِنِّي في العُلى     شأوُ زَيدٍ إنَّ مَن جَدَّ يَجِد


مَن جَعَلَ العِلمَ واتّخَذَهُ طريقًا وعَلِمَ أنَّهُ السبيلُ إلى السّعادَةِ في الدُنيا وفي الآخرة فإنَّ أقَلَّ ما يَجِبُ عليه فِعْلُه هو أن يعرِفَ فَضْلَ مَن دَلَّهُ على هذا الطَّريق، وفَضْلَ مَن جعلهُ يسلُكُ في هذا الطريق.

تعظيمُ مَن أسدى إليكَ نِعمَةً ومَن عَلَّمَكَ حَرْفًا هي سُنَّةُ اللهِ سبحانه وتعالى الذي أوجَبَ على النَّاس أن لا يَبْخَسُوا النّاس أشياءَهُم، ألاّ يَبْخَسَ بعضَهُم حَقَّ بَعض، كُلُّ إنسانٍ ينبغي أن يُذْكَرَ بِما فَعَل وبِما أَسْدى وبِمَا قَدَّم، فَضْلُ العِلم كما عَلِمنا عظيمٌ وكبير، وكذلك فَضْلُ مَن كان سبباً في ذلك العِلم، أو من يكون سبباً في الوصول إلى ذلك العِلم.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياكم من الذين يتأمّلون إذا أرادوا أن يوقِنوا، ومِنَ الذين يتدبَّرُونَ إذا أرادوا أن يفعلوا، ومن الذين يعرِفُونَ فَضْلَ مَن كان لهُم فَضلٌ عليهم......