إعلان تأسيس المجلس الإسلامي العلوي
استثمار الحدث
عقب الإعلان عن إطلاق بيان تأسيس المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سورية والمهجر، حصلت حالة من الاستنفار ضمن الأوساط الدينية العلوية في سورية، وبغض النظر عن شكل وآلية ومدلولات هذا الإعلان وما نتج عنه من ردود أفعال -وهذا أمر نتركه لذوي الشأن-، فإنه قد رمى الحجر في مستنقع الإهمال والتواكل وكشف بعض المكنونات التي كانت راسيةً في القاع، واستنهض الهمم وسرّع الإيقاع وأظهر قيمةَ الوقت وحالةَ الضرورة ما أدى إلى تحريك الجمود القائم وإطلاق حراك بنّاء.. وهذا أمرٌ يجب استثمار ايجابياته والانطلاق منه واستكمال المساعي استنادًا إلى الملاحظات التي تم تسجيلها:
- إن الواقع الديني العلوي هو واقعٌ حيٌّ وحاضرٌ ومتابعٌ للأحداث، يملك من القدرة على التفاعل ما يجعله عصيّاً على الاندثار والشلل، كما يملك من المرونة والديناميكية ما يجعله قابلاً للتأقلم مع الظروف المحيطة... إنّ استثمار هذا الحراك والعمل على تفعيل مكوّناته وتصويب مساره تحت قيادة أمينة وحكيمة كفيل بنقل الواقع الديني العلوي إلى حالة من التوازن والتماسك الذي سيؤدي بالضرورة إلى القوة والاستقرار.
- إنّ هناك إدراكٌ ووعيٌ كبيرين لضرورة وأهمية إنشاء مؤسسة دينية جامعة للعلويين يكون دورها توحيد الكلمة ورصّ الصفوف وتنظيم المجتمع العلوي وتحصينه، وذلك لتحقيق الهدف الأسمى ألا وهو الحفاظ على مكانة وحصانة وهوية هذا النهج الدينيّ القويم، ووحدة المجتمع والكلمة في مواجهة التحديات المتراكمة والمتصاعدة.
- إنّ هناك إجماعٌ في أن تكون المؤسسة الدينية نابعةً من صميم القرار العلوي الحرّ المستقل، وغير خاضعةٍ للتأثير والإملاء والتوجيه من الخارج مهما كان شكل وحجم الضغوط والتأثير.
- التركيز على حصول إجماع الأعيان من أهل الدّين والفكر لكي تحصل هذه المؤسسة الدينية على الحصانة والحضانة الشعبية الكافية وتحوز على القدرة التمثيلية التي تؤهلها إلى تمثيل المجتمع العلوي برمّته وتجسيد تطلّعاته وتحقيق غاياته.
- التأكيد على اتساع التمثيل ليشمل كافة التيارات والتوجهات الفكرية على كامل مساحة الوطن.
- التأكيد أن معيار اختيار القائمين على إدارة وقيادة هذه المؤسسة الدينية الجامعة يجب أن يجمع بين صحة وثبات الولاء الدينيّ إضافة إلى الكفاءة والقدرة القيادية والخبرة في العمل المجتمعي، وهذا يؤهّل من يحمل هذه الصفات إلى نيل الثقة وتمنحه القدرة على تمثيل المجتمع.
- التأكيد على أن الهدف من تأسيس هذه المؤسسة هو تحقيق الأمن والاستقرار والتعاون مع كافة مكوّنات المجتمع السوري، وبالتالي فإن هذا السعي يتطلب وجود حالة سياسية مستقرة في البلاد تحظى بموافقة ومباركة هذه الأطياف والمكوّنات.
- إنّ المطلوب من تشكيل المؤسسة الدينية إضافة إلى مهمتها الدينية السامية هو الاستجابة العاجلة للحالة الطارئة التي يتعرض لها أبناء المذهب الإسلامي العلوي والسعي إلى حماية الأرواح والمعتقدات والممتلكات وحقن الدماء وحفظ الكرامة عبر المساهمة في تعزيز السلم المجتمعي، وصون الحقوق الدينية والمدنية.
****** ننا ننظر بعين الأمل والرجاء أن يتم استغلال هذا الحراك المبارك وتفعيل هذه الطاقات الخلّاقة، وتحويل كل هذا التراكم الفعّال والإيجابي إلى تحقيق الغاية المنشودة في تأسيس مجلس إسلاميّ علويّ جامع على أسس متينة وواضحة، يحفظ الهوية الدينية ووحدة الكلمة، ويصون المجتمع العلويّ ويحافظ على حضوره وحقوقه، وأن يثبّت معادلة الأمن والكرامة لجميع أبناءه في مواجهة التحديات المصيرية التي يتعرض لها، مع تأكيد دوره في ترسيخ الأمن والاستقرار ضمن الإطار الوطني العام.
إنّ تراكم الإهمال عبر سنين طويلة، وقساوة الأحداث في المرحلة الأخيرة، يضع المعنيين في هذا الشأن أمام مسؤولية دينية وتاريخية خطيرة تستدعي التحلّي بأعلى درجات المسؤولية والترفّع عن صغائر الأمور والتضحية في سبيل الدفاع عن مذهب نحمل جميعًا شرف الانتساب إليه ولكي نثبت جدارة نيل هذا الشرف....
أننا ندعو إلى استمرار هذا الحراك واستثمار ايجابياته، واستكمال المشاورات والجهود بجديّة ومسؤولية للوصول إلى الغاية المنشودة.... وكلنّا أمل ورجاء في تمكّن أصحاب الشأن من استلام زمام المبادرة وتصويب المسار وإنجاز هذا الاستحقاق.
..... والله وليّ التوفيق.
- 339 مشاهدة