سابعاً: محمد أمين غالب الطويل

أُضيف بتاريخ الأربعاء, 10/11/2010 - 18:02

ذكروا لنا محمد أمين غالب الطويل وقالوا عنه أنه شخصية نصيرية، كان أحد قادتهم أيّام الإحتلال الفرنسي لسوريا، ألّف كتاب (تاريخ العلويين) يتحدث فيه عن جذور هذه الفرقة...

قلنا سابقاً ونؤكد من جديد على أنّ كتاب (تاريخ العلويين) وضعه الإستعمار الفرنسي على يد أحد المستشرقين وتبنّاه الطويل ابن فرنسا المُدَلّل وعَميلها الموثوق على أساس أنّه علوي فالكتاب إذاً بنظرهم القاصر يُمثـّل واقع العلويين، وهذا أمرٌ يُكذّبه ما جاء في الكتاب نفسه من التناقضات العجيبة التي وقع بها واضعوه.
وسأضرب بعض الأمثلة على سبيل الإختصار:

» قال (الطويل) : ( ولمّا انتقلت الإمامة إلى عليّ زين العابدين (ع) كانت بعده لولده زيد ) .
فهل يوجد علوي يقول هذا القول الذي يتناقض مع عقيدته الأثنى عشرية التي تنصّ على أنّ الإمامة بعد الإمام علي زين العابدين هي للإمام محمد الباقر(ع).

» وقال أيضاً: ( إنّ العلويين انقسموا إلى إسحاقية وهالتية وعلوية محضة ) .
فأقول:
إنّ هذا التقسيم لم ينقله أحدٌ لا قديماً ولا حديثاً فمن أين أتانا بالهالتيين ومن هي هذه الفرقة التي لم يأتِ أحدٌ على ذكرها أو تعريفها؟
أمّا الإسحاقية فهم جماعة اسحاق الأحمر النخعي المُكنى بأبي يعقوب وهذه الفرقة انفصلت عن النهج الإمامي عُقَيْبَ وفاة الإمام العسكري(ع) وذلك لقولها بالحلول وهي أيضاً فرقة منقرضة منذ أمدٍ بعيد.

» وقال أيضاً: ( ولقد وصّى جعفر الصادق (ع) بالإمامة لولده اسماعيل من بعده ولمّا توفي قبل أبيه أوصى إلى ولده الثاني موسى ) .
هذا القول قريبٌ من أقوال الفرقة الإسماعيلية الذين قالوا بأنّ الإمام الصادق أوصى بإمامة ابنه محمّد... إلا أنّ الطويل استدرك وقال: ( ولما توفي قبل أبيه أوصى بها إلى ولده الثاني موسى ) وهذا قولٌ بعيدٌ عن النهج الإسلامي العلوي.
فالإمامة نص إلهي بلّغه الرسول(ص) عن ربّه وبلّغه الإمام المَعصوم كما تبلّغه وهنا يَقعُ القارئ لأقوال الطويل في حَيرة من أمره فيسأل عن مذهبه، أهو علوي؟ أم إسماعيلي؟ أم زيدي؟ لقوله السابق ( إنّ الإمامة كانت بعد الإمام زين العابدين(ع) لولده زيد ) .

» وقال أيضاً: ( وكان أهل السُنّة يظنون أنّ علم الباطن منحصرٌ بين الإسماعيلية والحقيقة أنّ علم الباطن هو علمٌ مختص بالعلويين ) .
هذا القول يُثبت لنا أمرين:

  • الأول: هو أنّ واضعي هذا الكتاب هم المستشرقون كما قلنا سابقاً، لإيهام بقية الفرق بباطنية العلويين، وبهذا يحظون بإبعادهم عن إخوانهم في العقيدة الإسلامية.
  • الثاني: هو أنّ محمد أمين غالب الطويل إسماعيلي وليس علوياً كما ادّعى، ويبرز ذلك من خلال عدة نقاط:
    • محاولته الدؤوبة لتبرئة الإسماعيليين من القول بالباطن وإلصاقه بالعلويين.
    • القول بأن الإمام الصادق(ع) أوصى بالإمامة إلى ابنه اسماعيل.
    • إعجابه الشديد بالسيّد طاهر سيف الدين (إمام البهرة من الإسماعيليين). وهذا الإعجاب الشديد صرّح به للشيخ عبد الرحمن الخير كما ذكر الثاني.

وهنا نقول: إنّه لا يوجد إنسان شريف ومؤمن بعقيدته يَتّهم أبناء مَذهبه بما لا يَقولون.

» ومن الغرائب التي أتى بها اعتباره بأن ( المماليك المصريين علويين ) ، مع العلم بأنّ الظلم الذي لحق بالعلويين في عصر المماليك لا يوصف لشدّة فظاعته ويكفي الحملة المملوكية التي استهدفت علويي لبنان بأمر من السلطان الغاشم محمد بن قلاوون وذلك عُقيْب فتوى ابن تيمية.

» واعتبر أيضاً بأنّ ( محيي الدين ابن عربي علوي ) وهذا أمرٌ لا يُقرّه حتى مُحِبّي ابن عربي، ولا يقوله أيّ علويّ لا قديماً ولا حديثاً.

وأكتفي بهذا القدر من التعليق على أقواله المتناقضة، ويوجد غيرها الكثير لا حاجة إلى التنويه عنها فالقارئ الفطن يسهل عليه إيجادها ببساطة.

» أمّا قول أصحاب الموسوعة من ( أنّ الطويل كان أحد قادات العلويين أيّام الإستعمار ) فكلامٌ يتناقض مع حياة هذا الرجل الذي قضاها عَميلاً مع كل مُستعمر وذلك أنّه كان مُدير بوليس ولاية في الحكومة العثمانية، وقام بجولة في بلاد الهند مع لجنة لجمع التبرعات بتفويض خطي من أمراء آل عثمان وهذا يدل على مكانته لديهم.
وبعد أفول العثمانيين عيّنه الإستعمار الفرنسي عُضو مَحكمة بدايةً في اللاذقية، ثم حاكم صلح في تلكلخ، فمتى كان قائداً من قادات العلويين؟؟!!
وهو لا يحق له في ذلك الوقت لتآمره وخيانته أن يكون خادماً عند ثائر من ثوار المجاهد العربي الكبير الشيخ صالح علي سلمان رحمه الله.