الفَائِدَةُ الأُوْلَى .

أُضيف بتاريخ الجمعة, 15/10/2010 - 17:00

إِنَّ العَلَوِيَّةَ هِيَ نَهْجُ المَعْصُوْمِيْنَ عَلَيْهِمُ السَّلامُ ، ذَلِكَ النَّهْجُ المَأْخُوْذُ ، عَنْ خَاتَمِ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِيْنَ ، وَعَلَيْهِ : فَإِنَّهَا السُّنَّةُ الحَقِيْقِيَّةُ ، المُعَبَّرُ عَنْهَا بِقَوْلِ الرَّسُوْلِ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ ، وَآلِهِ ، وَسَلَّمَ ، وَفِعْلِهِ ، وَتَقْرِيْرِهِ .

فَالعَلَوِيَّةُ : فَسَّرَتِ السُّنَّةَ النَّبَوِيَّةَ ، تَفْسِيْراً يُوَافِقُ كِتَابَ اللهِ ، وَصُوَّرَتْهَا مِنْهَاجاً ، وَاضِحاً للسَّالِكِيْنَ ، وَالسُّنَّةُ النَّبَوِيَّةُ بِمُحْكَمِهَا المَعْصُوْمِ ، دَلَّتْ عَلَى أَنَّ العَلَوِيَّةَ بَابُ الدُّخُوْلِ إِلَيْهَا ، فَتَكَامَلا بِالدَّلالَةِ وَالتَّفْسِيْرِ ، وَتَلازَمَا فِي إِيْضَاحِ الكِتَابِ المُنِيْرِ .

فَحِيْنَمَا نَتَحَدَّثُ عَنِ العَلَوِيَّةِ ، فَإِنَّنَا بِذَلِكَ نَتَحَدَّثُ عَنِ الإِسْلامِ ، كَمَا بَدَا خَالِياً ، مِنْ كُلِّ وَضْعٍ وَتَزْيِيْفٍ .
وَعَنِ الإِيْمَانِ : بِشُعَبِهِ المُتَّصِلَةِ ، بَعْضُهَا بِبَعْضٍ .
وَعَنِ اليَقِيْنِ : بِمَرَاتِبِهِ المُتَدَاخِلَةِ .

فَالعَلَوِيَّةُ ـ هِيَ ـ الإِسْلامُ عَمَلاً ، وَالإِسْلامُ ـ هُوَ ـ العَلَوِيَّةُ عِلْماً وَإِنْ تَمَامَ العِلْمِ : العَمَلُ ، وَعَلَيْهِ فَإِنَّ كَمَالَ الإِسْلامِ : العَلَوِيَّةُ .

وَالعَلَوِيُّوْنَ ـ حَقِيْقَةً ـ هُمُ الَّذِيْنَ اِعْتَنَقُوا العَلَوِيَّةَ ، عَقِيْدَةً وَسُلُوْكاً ، لأَنَّهُمْ فُطِرُوا عَلَيْهَا ، فَتَفَانُوا فِي سَبِيْلِهَا ، وَهُمْ : قِسْمَانِ ، لا ثَالِثَ   لَهُمَا .

عَلَوِيُّو الهُوِيَّةِ ، وَعَلَوِيُّو الطَّوِيَّةِ.
  • فَالفِئَةُ الأُوْلَى : اِكْتَسَبُوا هُوِيَّتَهُمْ بِالوِلادَةِ ، وَهُمْ مُحْتَاجُوْنَ إِلَى السُّلُوْكِ ، فِي دَرَجَاتِ العِبَادَةِ ، لِيَتَّضِحَ اِنْتِسَابُهُمْ إِلَيْهَا بِقُوَّةِ الإِرَادَةِ ، وَيُسَمَّوْنَ بِالسَّالِكِيْنَ إِلَيْهَا بِالإِسْلامِ وَالإِيْمَانِ .
  • وَالفِئَةُ الآخِرَةُ : أَكَّدَوُا صِحَّةَ هُوِيَّتِهِمْ بِالعِبَادَةِ ، فَفَازُوا بِحَقِيْقَةِ السَّعَادَةِ ، وَيُسَمَّوْنَ بِالسَّالِكِيْنَ إِلَيْهَا بِالإِيْمَانِ وَاليَقِيْنِ .

فَالعَلَوِيَّةُ : لَيْسَتْ شِعَارَاتٍ ، تُرْفَعُ وَتُعْلَنُ ، بَلْ هِيَ : سُلُوْكٌ ، وَعَقِيْدَةٌ، وَقَنَاعَةٌ .
وَلَيْسَتْ صَنَمِيَّةً مُغْلَقَةً ، وَلاطَرِيْقَةً ، وَضْعِيَّةً مُتَشَعِّبَةً مُتَنَاقِضَةً، كَبَعْضِ الطُّرُقِ ، بَلْ هِيَ : حَضَارَةُ العُصُوْرِ ، وَرُقِيٌّ ، وَأَخْلاقٌ ، وَطُهُوْرٌ ، وَمِدَادٌ لا يَنْفَدُ لأَنَّهَا أَشْرَقَتْ مِنْ صُبْحِ الكِتَابِ المُبِيْنِ ، وَغَرَبَتْ فِي هَدْيِ النَّبِيِّ الأَمِيْنِ ، بِالدَّلِيْلِ المَكِيْنِ ، فَمَنْ تَمَسَّكَ بِهَا عَنْ عِلْمٍ وَيَقِيْنٍ : اِسْتَقَامَ عَلَى الطَّرِيْقَةِ ، وَاِسْتَحَقَّ الشُّرْبَ مِنَ المَاءِ الغَدِقِ ، قَالَ ـ تَعَالَى ـ: وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً [الجن : 16]