من وحي القرآن الكريم؛ حراك ديني في المجتمع العلوي؛ مؤشرات ودلالات... (مرفق بالصور)

أُضيف بتاريخ الأربعاء, 31/08/2022 - 04:23

من وحي القرآن الكريم

حراك ديني في المجتمع العلوي؛ مؤشرات ودلالات.

شهدت مناطق الانتشار العلوي في سوريا ولبنان صيف هذا العام دورات مكثفة في الشريعة الإسلامية (حفظ القرآن الكريم، تلاوته وتجويده، أصول وفروع الدين، السيرة النبوية، مبادئ الوَلاية، سيرة الأئمة الأطهار...) للناشئة، وقد سجّلت هذه الدورات نجاحًا باهرًا تجلّى بالإقبال الكبير لحضور هذه الدورات -أرفقنا صورًا متنوعةً في آخر هذه الكلمة- التي حقّقت نتائجها المَرْجُوَّة، وأحدثت انطباعًا إيجابيًا لدى أهل الإيمان والدين، ولدى عموم الناس، لِمَا لهذه الدورات من أهمية بالغة في تحصين واحتضان الفئات العمرية الصغيرة، واجتذابها صوب أصولها وفطرتها الإيمانية بما يحفظ سلامتها على النهج القَويم والصّراط المستقيم...

وننوّه أنّنا في المكتبة الإسلامية العلوية، وبتوفيق من الله، كنّا منّ السّباقين في الدعوة ودعم وتشجيع مثل هذه الأعمال الشريفة وتوثيقها بالصوت والصورة، ونشر هذا النشاط في مواقع التواصل منذ ما يزيد عن عشر سنوات... والحمد لله أنّ الغيرة الإيمانية دبّت في النفوس وانتشر هذا العمل، وفي هذا فليتنافس المتنافسون.. وتجدر الإشارة أيضًا، أنّنا ندين بالفضل لفضيلة الشيخ تمّام أحمد  الذي كان البادئ والرائد في وضع المناهج التأسيسية للدورات التعليمية الدينية للناشئة (اللغة العربية - أدب الشريعة - علوم القرآن - السيرة النبوية)... فكان مُلهمًا لنا في تجربته الرائدة في قريته والقُرى المجاورة لها، وزوّدنا بالدعم المعنوي والمادة العلمية لكي نتمكن من تحقيق النجاح المطلوب حين انطلقنا فعليًا في أستراليا في جمعية هُدى النّور ومدرستها منذ 2014م وما زلنا مستمرّين في هذا المجال مع استمرار التوثيق والنشر لبعض الصور والفيديوهات في مواقعنا الخاصة وفي مواقع التواصل.

إنّنا في المكتبة الإسلامية العلوية وفي مدرسة هُدى النور نُكبِر ونجلّ جهد القائمين على هذا النشاط الديني الكبير، ونبارك لهم هذا الإنجاز العظيم، الذي يدخل في نطاق تحصين الهوية الدينية، وهو ما يجب أن يكون شغلنا الشاغل الذي نداوم عليه...

ونسمح لأنفسنا أن نستنتج من هذا النشاط، الدلالات والاستنتاجات التالية:

  1. إنّ المجتمع العلوي هو مجتمع إسلامي أصيل متمسك بهُوِيَّتِه الدينية، ويعمل على تنشئة الأجيال على النهج المُحَمَّدِيّ العَلَوِيّ القَويم الذي تتحقّق فيه الهداية والنجاة.
     
  2. تم تكريس ثقافة علوم القرآن وفن تجويده وتلاوته، وسيرة النبي الأعظم وآل بيته الأطهار كثقافة مُجتمعية في مواجهة ثقافة الفساد الأخلاقي والمعرفي الذي يغزو عقول الناشئة ويشوّه إنسانيتهم وانتماءهم.
     
  3. إنّ هذا الحَراك الفكري والديني الذي كان نَشِطًا جِدًّا في لبنان، كان نتيجة جهد فرديّ قام به أفراد وجمعيات أهليّة محليّة على عاتقها الماديّ والمعنويّ، وفي بعض الحالات بدعم من أهل الخير والإحسان.. جزا الله المُجاهدين والمُساهمين الخير والحسنى.
     
  4. غاب المجلس الإسلامي العلوي في لبنان كُلِّيًّا عن هذا النشاط الدينيّ، كما عن كل المهمات والمُناسبات التي تعنى بالشأن الديني والمجتمعي، وأثبت أنَّ إدارته غير جديرة إطلاقًا بتولي هذه المسؤولية الدينية، وأنّ عُرَى التواصل مع عموم الناس باتت مقطوعةً كُلِّيًّا...
    وهذا يؤكد صوابية الرأي القائل بفشل وعجز هذه الإدارة، ويدعم المُطالبة المُستمرة بضرورة التغيير الجذري وإجراء المُحاسبة عن التقصير والخلل.

 والسؤال الأهم الذي يمكننا استخلاصه: 

  • نظرا لوجود الحاجة المُلِحَّة، ونظرًا لوجود الكفاءات العلمية والدينية والقدرات الماديّة، ونظرًا لوجود الحماس والإقبال والاحتضان...
     
  • ألا يستحق هذا الشعب المؤمن المتمسك بدينه وَوَلايَتِهِ، وجود مؤسسةٍ دينيةٍ جامعةٍ، تُشعره بالأمان والطمأنينة على وجوده، وتحفظ هُوِيَّتَهُ الدينية تحت المُسَمّى العلويّ!
     
  • ألا تستحق تلك القُدرات وتلك الروح الإيمانية العالية أن تُؤكد حضورها على الساحة الدينية والفكرية على مستوى جامعات ومعاهد تحمل الإسم العلويّ!
     
  • ألا تستحق تلك الجهود، مضافة إلى قائمة التضحيات العظيمة، وبظل قيادات حكيمة ومسؤولة عن البلاد والعباد، إضافة إلى تزايد التهديدات التي تطال الهُوِيَّةَ والوجودَ العلويَّيْن... أن يكون هناك مؤسسة مرجعية دينية تُنَظِّم وتضبط وتدافع عن الوجود العلوي!

 وجدير بالذكر أن هذا النشاط الدينيَّ المُبارك في البيئة العلوية قد تزامن مع صدور الطبعة الثانية من كتاب (التفسير الواضح للقرآن الكريم)، الذي وضعه فضيلة الشيخ محمد علي يونس -عضو المجمع العلمي والفقهي في سورية- والحائز على موافقة وزارتَيْ الأوقاف والإعلام...  وهذا كله مما يؤكد وجود الكفاءات والظرف المناسب من أجل السعي إلى تحويل هذا الحراك الديني المبارك في إطار مؤسسة دينية، كما يؤكد المطالبة بوجود هيكلية دينية جامعة ترعى الوجود العلوي وتؤكد أصالته واستقلاليته.
 

إدارة المكتبة الإسلامية العلوية
وبقلم: م. رَبِيع مُعِين الحَرْبُوقِي 
في 31-08-2022م























وهذه نشاطات من أعوام ماضية