نَتِيْجَةُ القَوْلِ
لا حَاجَةَ إِلَى قِرَاءَةِ كَلامِ مُحَمَّد جواد مغنيه ، فِي كِتَابِ ( مُوْجَزِ زُبْدَةِ الصِّلاتِ ) ، وَلا حَاجَةَ إِلَى كِتَابٍ غَيْرِ مَضْبُوْطٍ ، وَمُؤَلِّفٍ يُفْتِي بِلا شَاهِدٍ ، وَلَوْ كَانَ حَرْفَاً وَاحِدَاً .
فَمَنْ قَالَ : حَرْفَاً فِي دِيْنِ اللهِ ، بِلا إِسْنَادٍ إِلَى المَعْصُوْمِ ، فَلا يَدَّعِي أَنـَّهُ يَكْتُبُ فِي المَذْهَبِ العَلَوِيِّ ، كَائِنَاً مَنْ كَانَ ، فَكَلامُهُ مَضْرُوْبٌ بِهِ عُرْضَ الحَائِطِ ، مَرْدُوْدٌ عَلَيْهِ شَاءَ ، أَمْ : أَبَى .
نَقَلَ الكُلَيْنِيُّ عَنِ الإِمَامِ الصَّادِقِ ، فِي بَابِ الاِضْطِرَارِ إِلَى الحُجَّةِ ، مِنَ الجُزْءِ الأَوَّلِ ، مِنْ كِتَابِ الكَافِي :
( ... يُوْنس اِبْن يَعْقُوب ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ فَوَرَدَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ ، فَقَالَ : إِنِّي رَجُلٌ صَاحِبُ كَلامٍ ، وَفِقْهٍ ، وَفَرَائِضَ ، وَقَدْ جِئْتُ لِمُنَاظَرَةِ أَصْحَابِكَ .
فَقَالَ : أَبُو عَبْدِ اللهِ : كَلامُكَ ، مِنْ كَلامِ رَسُوْلِ اللهِ أَوْ مِنْ عِنْدِكَ ؟.
فَقَالَ : مِنْ كَلامِ رَسُوْلِ اللهِ ، وَمِنْ عِنْدِي .
فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ : فَأَنْتَ إِذَاً شَرِيْكُ رَسُوْلِ اللهِ ؟.
قَالَ : لا .
قَالَ : فَسَمِعْتَ الوَحْيَ عَنِ اللهِ ، يُخْبِرُكَ ؟ .
قَالَ : لا .
قَالَ : فَتَجِبُ طَاعَتُكَ ، كَمَا تَجِبُ طَاعَةُ رَسُوْلِ اللهِ ؟.
قَالَ : لا .
فَاِلْتَفَتَ أَبُو عَبْدِ اللهِ إِلَيَّ ، فَقَالَ : يَا يُونسَ بنَ يَعْقُوْبَ ، هَذَا قَدْ خَصَمَ نَفْسَهُ ، قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ ، ثُمَّ قَالَ : يَا يُوْنُسُ ، لَوْ كُنْتَ تُحْسِنُ الكَلامَ ، كَلَّمْتَهُ .قَالَ يُوْنُسُ : فَيَا لَهَا مِنْ حَسْرَةٍ ، فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنِّي سَمِعْتُكَ تَنْهَى عَنِ الكَلامِ ، وَتَقُوْلُ : وَيْلٌ لأَصْحَابِ الكَلامِ ، يَقُوْلُوْنَ : هَذَا يَنْقَادُ ، وَهَذَا لا يَنْقَادُ ، وَهَذَا يَنْسَاقُ ، وَهَذَا لا يَنْسَاقُ ، وَهَذَا نَعْقِلُهُ ، و َهَذَا لا نَعْقِلُهُ .
فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ : إِنَّمَا قُلْتُ : فَوَيْلٌ لَهُمْ ، إِنْ تَرَكُوا مَا أَقُوْلُ ، وَذَهَبُوا إِلَى مَا يُرِيْدُوْنَ ) .
وَنَقَلَ المَجْلِسِيُّ فِي كِتَابِ العِلْمِ وَالعَقْلِ وَالجَهْلِ ، مِنْ بِحَارِ الأَنْوَارِ قَوْلَ الإِمَامِ عَلِيِّ اِبْنِ الحُسَيْن :
( لَيْسَ لَكَ : أَنْ تَقْعُدَ مَعَ مَنْ شِئْتَ ، لأَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، يَقُوْلُ :
وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ 68
وَلَيْسَ لَكَ : أَنْ تَتَكَلَّمَ بِمَا شِئْتَ ، لأَنَّ اللهَ ، قَالَ : وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ .
وَلأَنَّ رَسُوْلَ اللهِ ، قَالَ : (رَحِمَ اللهُ عَبْدَاً ، قَالَ خَيْرَاً : فَغَنِمَ أَوْ صَمَتَ : فَسَلِمَ) .
وَلَيْسَ لَكَ : أَنْ تَسْمَعَ مَا شِئْتَ ، لأَنَّ اللهَ ، يَقُوْلُ : إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً 36
وَلِذَا : أَنْصَحُ للمُؤَلِّفِ ، أَنْ يَنْظُرَ فِي هَذَا ، قَبْلَ أَنْ يَكْتُبَ ، فَمَرْدُوْدٌ كُلُّ كِتَابٍ تَعَدَّى هَذِهِ الحُدُوْدَ .
قَالَ أَمِيْرُ المُؤمِنِيْنَ ( ك ) : ( إِذَا كَانَ اللِّسَانُ : آلَةً لِتَرْجَمَةِ مَا يَخْطُرُ فِي النَّفْسِ ، فَلَيْسَ يَنْبَغِي أَنْ تَسْتَعْمِلَهُ ، فِيْمَا لَمْ يَخْطُرْ فِيْهَا ) .
ثُمَّ : الحَمْدُ لله ِ رَبِّ العَالَمِيْنَ ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ ، عَلَى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ ، وَآلِهِ ، وَأَصْحَابِهِ الطَّاهِرِيْنَ ، آمِّيْنَ .
- 713 مشاهدة