الروايات التي تفيد معنى تحريف الكتاب الكريم ضعيفة المتن والسند فلا يُعتد بها.. نحن لا نُقرّ بوقوع التحريف لأنّ الله وعد بحفظ الكتاب المبين وإن الكتاب الذي بين أيدينا هو هو الذي أُنزِلَ على نبيّ الهُدى والرحمة..

أُضيف بتاريخ السبت, 29/12/2012 - 13:32

المرسل: علي إبراهيم \13\08\2012م

سلام عليكم سيدي الشيخ: يقال إن القرآن محرف ، فإن قرآن اليوم مختلف عن قرآن الرسول الكريم (ص) هل يمكن أن يكون القرآن تغير ... أيضا يقال محرف أي أن الكلمات لم تتغير بل ترتيب آيات القرآن تغيرت أي إنها ليست في موضوعها الصحيح و إنها في كل مكان بالقرآن مش بالترتيب. هل هذا صحيح و هل يوجد دليل على صحة القرآن الكريم مع ترتيب آياته و رقمها التسلسلي ... أيضا يقال إن عثمان بن عفان غير القرآن أي حذف بعض الآيات و ترك بعض الآيات و يقال القرآن الحالي هو من جمع عثمان بن عفان فيقال قرآن الرسول (ص) من ١٤٠٠ سنة غير عن قرآن عثمان الحالي ... و أيضا يقال أن علي (ع) جامع القرآن . فا هل هذا يعني إن بعد موت الخليفة عثمان ، أتى أمير المؤمنين علي (ع) بقران جديد ... أقصد بجديد أي نحو رجع القرآن على أصله كم نزل على أيام النبي (ص) أم إن الإمام علي (ع) عندما استلم الخلافة لم يستعمل قرآن عثمان ... كما نعرف سيدي الشيخ إن أشخاص إسلامية قبل خلافة إمام علي (ع) حذفت احاديث النبي و حرقت بعد من كتبه أو أقواله و احاديثه و أتو بناس من مناصيرهم لتأليف أقوال النبي و صناع تاريخ جديد و أقوال جديدة مختلفه عن حقيقية الأمر .. فا هل هذا ينطبق على القرآن و تاريخ القرآن الكريم من جمعه و إن كان محرف من أشخاص أم لا 1
الجـواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين، وأصحابه الميامين.

  الروايات التي تفيد معنى تحريف الكتاب الكريم ضعيفة المتن والسند فلا يُعتد بها، وهي موجودة في كتب الفريقين وهم من قاموا بتضعيّفها كلٌ وفق منهجه الأصولي المعتمد، فالقرآن في المنهاج العلوي غير مُحَرَّف لقوله تعالى: ﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت:42]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر:9].

  فالتحريف بالشيء إمالته والعدول عن موضعه إلى جانب، مأخوذ من حرف الشيء بمعنى طرفه وجانبه، وتحريف الكلام تفسيره على غير وجهه، أي تأويله بما لا يكون ظاهراً فيه تأويلاً من غير دليل.

  وفي تفسير البيان للطبرسي في تفسيره قوله تعالى: ﴿ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ﴾ : أي يفسرونه على غير ما أنزل ويُغَيِّرون صفة النبي (ص) فيكون التحريف بأمرين أحدهما سوء التأويل والآخر التغيير والتبديل.

فهذا معنى التحريف لغةً، وفي الاصطلاح فله عدة معان:

  • تحريف بمدلول الكلام، وقد تقدم بيانه.
  • تحريف موضعي ليكون ثبت الآية أو السورة على خلاف ترتيب نزولها.
  • تحريف قرائي فتقرأ الكلمة على خلاف قراءتها المعهودة لدى جمهور المسلمين.
  • تحريف في لهجة التعبير كما في لهجات القبائل.
  • تحريف بتبديل الكلم بأن تتبدل كلمة إلى غيرها مرادفة لها.
  • التحريف بزيادة كالزيادة في نص الوحي لغرض الإفصاح وليس عل أساس بأنها من النص القرآني.
  • التحريف بالنقص إلى أخر ما هنالك من الوجوه.

وفي كل الأحوال فنحن لا نُقرّ بوقوع التحريف لأنّ الله وعد بحفظ الكتاب المبين وإن الكتاب الذي بين أيدينا هو هو الذي أُنزِلَ على نبيّ الهُدى والرحمة، ولكننا نقول بوقوع التحريف بمعانيه وهذا بَيّنٌ لا يحتاج إلى دليل.

  والحمد لله رب العالمين.

حسين محمد المظلوم
26\12\2012