رأي العلويين بالخليفتين عمر وأبو بكر وبالسيدة عائشة (رض).. الخطأ في نزول الوحي!.. مبدأ التقيّة.. موقف العلويين من أحداث سورية.. نقف مع القائد العربي الكبير الدكتور بشار الأسد الذي يدافع عن قضايا العرب والمسلمين...

أُضيف بتاريخ السبت, 24/08/2013 - 18:26

المرسل: d.hazem في 04\06\2013م

السلام عليكم ورحمة الله :

س 1 : ما هو رأي فضيلتكم في سيدنا عمر ابن الخطاب وسيدنا ابو بكر الصديق وعائشة ام المؤمنين رضي الله عنهم؟

س 2 : هل صحيح أن الطائفة العلوية تقول انه اخطأ الوحي بنزوله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وكان يجب أن ينزل على سيدنا علي رضي الله عنه؟

س 3 : أليس مبدأ التقية يعتمد على إظهار الكلام بغير ما يكون في القلب إذا كانت كذلك أليست كالنفاق؟

س 4 : أليس من مبادئ دينكم نصرة المظلوم فلماذا تقفون مع الظالم؟وإذا كان من اجل وطن فالإسلام لا يعتمد على وطن إنما على دين!!!!!

الجـواب

 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين وأصحابه المنتجبين والتابعين لهم بإيمان إلى يوم الدين.

دأبَ الكثيرون من أصحاب الغاياتِ الوضيعةِ على اتهام الطائفة الإسلامية العلوية بِشَتّى التُهَم من دون مُراعاةٍ لكتابِ الله الذي أمرَ بالبَيّنة والتثبُّت، هَمُّهُم تشويهُ صورتها لغاياتٍ غيرِ خافيةٍ على أحد.

وقد قام علماؤنا بدَحضِ هذه التُهَم والمُفتريات بما قَدّموا من أدلة ساطعة تدلُّ على طهارة هذا الشعب وإيمانهِ العميق بأصالةِ الإسلام.

وقد تابعتُ مع إخوة مَيامين هذا المِنهاج القويم، ووضعتُ العديد من المُؤلفات المُباشرة وغير المُباشرة بما يتوافق مع نهج السلف الصالح من أعلامِ الرّواية والدّراية.

إلاّ أنّ الذين في قلوبهم مرضٌ أَبوا إلاّ تشويه الحقائق وإنكارَ المُسَلّمات، فطوينا دونهم كَشحًا، وأسدلنا ثوبًا عن مُهاتراتهم خشية الوقوع بما لا يُحمَدُ عُقباه.

ثم أننا وَضعنا خطًّا فاصلاً بين من يَسألُ لغايةِ الاستيضاحِ وبَينَ من يَسأل لغاية التشكيك، وقدّمنا الصِنف الأول على الثاني من بابِ حسن النيّة، فكُنا نُجيب بما أمكنَ من بابِ إثباتِ الحجة وإيضاح المَحجة، وليس من باب الخَوف كما يَتَصَوَّرُ البعض.

وعلى هذا الأساس فإني سأعتبرُ هذه الأسئلةَ من الصنف المُستفهم والمُستوضح لجهة أنّ صاحبها أو حاملها سمِعها فأرادَ النفي أو الإثبات.

فالسؤال الأول مبني على اتهامٍ مُسبق طالما رَدّدَه الحاقدون، وهو أننا نشتم الشيخين ونتهم السيدة عائشة بما يَندى له الجَبين، وقد أسَّسَ هذه الفِرْيَة ابن تيمية الحنبلي لتبريرِ المَجازر التي ارتُكِبت بحق العلويين في العصر المَملوكي، وعليه فنقول:

  • لا نقول في الشيخين إلاّ أنّهما من أصحاب رسول الله ، وأنهما تولاّ شؤون المُسلمين بعد مُضِيّه بِغَضّ النَظر عن المَوقف المَذهبي من شرعيّة الأمر أو عدم ذلك، فالأمر قد مضى واستحضاره في عصرنا هذا لا يُؤَدّي إلاّ إلى الفتنة والتي نحن بغنى عنها.
     
  • أما السيدة عائشة فإنها من أمّهات المؤمنين ولا نقول فيها إلا ما يُرضي الله ورسوله، وإنّ الطعن بعفتها يُعَدّ من الكبائر لأنّه مَساسٌ مُباشر بعصمة النبيّ، ولا يوجد مُسلم يؤمن بالله ورسوله يسمح لنفسه أن يَطعن بعفّتها، أما الأمور التي جَرَتْْ بسبب خروجها في موقعة الجمل والتي تحدّث عنها المؤرّخون فقد أَدّت إلى ما لا يُحمَدُ عُقباه، وفي رواياتٍ كثيرةٍ مُجمعٌ على صِحّتها دلّت على ندمها بسبب ذاك الخروج.
     
  • والعزوفُ عن هذه المباحث أليق بذوي المكارم لأنّها لن تُقدّم إلا الزيادة في الإنقسام والذي نُعاني منه منذ قرون عديدة.1

أما السؤال الثاني:

والذي يحمل فِرْيَةً قديمةً مُتجددةً تتّهمُ الأمين جبريل بالخطأ، فهي مَضحكةٌ، ولا أعتقد بوجود فرقةٍ تقول بهذه السخافات، وفي كتب الفرق والنحل نُسب هذا الكلام إلى فرقة تدعى بالغرابيّة، وأنا أشكك بوجودها، وأعتقد أنّ هذا الكلام من خيال كتّاب الفرق.

أما موضوع التقية:

فقد عالجناه في أكثر من موضع، وقد صرح به الكتاب، وهو جائز في أوقات مخصوصة وظروف موصوفة، ومن يَراه نِفاقًا فهو أعمى عن فهم آيات الكتاب المُبين، ولمن أراد المزيد فليراجع ما كتبناه سابقا ونُشِرَ على صفحات هذه المكتبة.

أما نصرة المظلوم:

فهي من صميم عقيدتنا ومنهاجنا، فنحن لم نقف يومًا مع الظالم ولن يكون ذلك، وقد تعرضنا للكثير من الظلم بسبب مواقفنا المُحِقَّة.

وإذا كان السائل يَقصد في سؤاله لما يحدث في سوريا  فنقول له:
  • إننا نقف مع الشعب السوري المظلوم الذي يتعرض للقتل والتهجير من قبل عصابات إرهابية جاءت من الخارج بدعم غربي وعربي هدفها تدمير سوريا قلعة العروبة وداعمة المقاومات الشريفة..
     
  • ونقف مع الجيش العربي السوري الأبيّ الذي يُدافع عن وطنه وشعبه، ونترحّم على شهدائه الأطهار..
     
  • ونقف مع القائد العربي الكبير الدكتور بشار الأسد الذي يدافع عن قضايا العرب والمسلمين، والرافض لكل أنواع الانصياع للغرب الحاقد..
     
  • نقول هذا الكلام ونتخذ هذه المواقف من خلفية إيمانية أخلاقية، ولا نرضى بتغيير ثوابتنا مهما أمعَنَ الفِكرُ الوَهّابِيُّ التكفيريُّ في القتلِ والإرهاب..

وفي النهاية لا بد من قول التالي:

لقد سئِمنا هذه المُفتريات ومَللنا من الرَدّ عليها، إلاّ أنّنا نرُدّ بين الحين والأخر من باب إثبات الحجة وقطع العذر، وإننا ندعو الجميع لأن يعودوا إلى الإسلام الجامع لا المُفرق، الهادف إلى الوئام، وأن ينبذوا دعوات التحريض والفتنة ولا يخضعوا إلا للحق، وأن يتثبّتوا كما أمر الله سبحانه وتعالى.

والحمد لله رب العالمين.

22\8\2013
حسين محمد المظلوم

 


هنا إعلان هذا الموضوع على صفحتنا في الفايسبوك.