ما من طائفة إلا واتُّهمت بالباطنية من قِبل الآخرين.. إن أصول عقائد الفرق الدينية لا تعرف من قبل الجهلاء أو الأدعياء أو الأعداء بل من أفواه العلماء والحكماء.. الشريعة الإسلامية بعقائدها وأحكامها وآدابها لا يوجد فيها ما هو سري لا يجوز إفشاءه..

أُضيف بتاريخ الخميس, 03/05/2012 - 03:12

المرسل: رضوان \29\04\2012م

كثيرا نت العلويين الذين نلتقيهم يقولون بأن دينهم سري باطني لا يجوز إفشاؤه فهل تعرفون هذا الواقع
وقد ذكر لي أحدهم كتاب القطرة لأحمد المستنبط وقال هذا كتاب باطني فهل سمعتم بهذا الكتاب وما رأيكم به 1
الجـواب
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين وأصحابه الميامين.

  الأخ الكريم السيد رضوان المحترم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  ما من طائفة إلا واتُّهمت بالباطنية من قِبل الآخرين، لكنّ الحُكم عليها لا يكون عشوائياً يَعتمد على أوهام الآخرين، بل يكون بالرجوع إلى مصادرها المُعتمدة.

  ثم أنّ هذه القضية طُرحت كثيراً، وقد عالجناها في أكثر من موضع ومللنا تكرارها 2 وأوضحنا الفرق بين الباطنية السلبية والإيجابية، فالسلبية: هي قول غير الحق ممّا يُخالف أصول الكتاب والسُنّة النبويّة، وهذا غير وارد في النهج العلوي، والإيجابية: هي إخلاص الباطن بمعنى الإخلاص لله قولاً وفعلاً وسراً وجهراً.

  أخي الكريم إنّ أصولَ عقائد الفرق الدينية لا تُعرف من قِبل الجُهلاء أو الأدعياء أو الأعداء، بل من أفواهِ العُلماء والحُكماء، هذا في حال كان السائلُ بريئاً من الغاياتِ، أمّا إذا كان مُغرضاً فإنّه سيستند إلى أقوالِ الخصوم، وهذا النهجُ والأسلوبُ غايةٌ في الإلتواء.

  أما الكتاب الذي ذكرتَهُ، فلم أجد له أصلاً في قائمة الكتب الدينية لا عندنا ولا عند غيرنا من الفرق والمذاهب الإسلامية، وكذلك الأمرُ فإنّ الكاتب المذكور لا أثرَ له في كُتب التراجم والأعيان، ولا أعرف من أين سمِعَ به من أخبركَ عنه.

  وفي كل الأحوال فنحنُ لسنا مُلزمين إلا بأعلامنا المعروفين، وهم كثر لا حاجة إلى سرد أسمائهم لأن الجميع يعرفهم، فمنهم من كَتبَ وألّف، ومنهم من علّم وحَاضر، والكُتب العائدة للطائفة الإسلامية العلوية قليلةُ العددِ لأنّ أكثرها تعَرّض للحرق والإتلافِ في عصورٍ مظلمةٍ سيطرَ بها السيفُ على القلمِ والضمير، وكان ذلك الحدثُ خسارةٌ كُبرى لا يُمكن تعويضها.

  والآن والحمد لله بَرزَ في هذا المَجال العديدُ من الكُتّاب والمُؤلّفين، فعسى ولعّل أن يتمّ تعويضُ ما طَمَسَهُ التعصّب البَغيض.

  أخي الكريم إنّ الشريعة الإسلامية بعقائدها وأحكامها وآدابها لا يوجد فيها ما هو سري لا يجوز إفشاءه، وأيّ حكمة في شريعةٍ سريّةٍ، وهل يتفق هذا مع الغاية من بعثة سيد المرسلين قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [سبأ:28] فكيف يتّفق هذا المُحْكَم مع ذلك المُتشابَه، وكيف يكون النبيُّ صلى الله عليه وآله بشيراً ونذيراً لكافّة الناس ثم يُوجد في شريعته ما هو سِرّيٌ لا يَعرفه أكثر الناس، وكيف تثبُتُ الحُجّة عليهم أو تتّضح المَحَجة لهم!.

  إنّ هذا المنطق مُنحرفٌ عن المُحكَم الإعتقادي ولا يقرّه علويّ، ومن قال غير هذا فهو لا يُمثّل سوى نفسه المُنحرفة عن جادّة الصواب.

  أسألُ الله تعالى أن يُزيل الرَواسِبَ البَغيضة من قلوبِ الجميع بمحمدٍ وآله المعصومين.

حسين محمد المظلوم
2\5\2012