كما كان للرسول بابٌ شرعيٌّ فوجب أن يكون لكل إمامٍ بابٌ شرعي، باختلاف معنى البابية.. إنّ الإمام لا يحتاج إلى الباب، بل الباب لحاجة شيعة الإمام.. الدليل على إنّ لكل إمام من الأئمة المعصومين عليهم السلام باب..

أُضيف بتاريخ الثلاثاء, 25/10/2011 - 11:25

المرسل: Ali Dw تشرين أول\23\2011م
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا وشفيعنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.. الشيخ الفاضل حسين محمد المظلوم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الشيخ . سؤالي هو من فترة سالك شخص إسمه زين العابدين سؤال عن الفوارق بين العلوية و الشيعة و أسئلة عن ولاية الفقيه ، و أبواب الأئمة و و و .
سؤالي ليس عن الفوارق و الخصائص بين العلوية و الشيعة لانك قلت ستصدره قريبا. أما سؤالي هو إنك قلت إن من الفوارق بين الفريقين العلوي و الشيعي موضوع الباب و السيد نصير (ر) و ذكرت إن لكل إمام باب . وقد ذكرت إن علي (ع) بابه سلمان (ع) و الحسن (ع) بابه قيس و الحسين (ع)رشيد وهكذا إمام إمام باب باب حتى نوصل ١٢ إمام مع ١٢ باب لهم .....
سيدي الشيخ ماذا تعني كلمة باب و لماذا يحتاج الإمام إلى باب و ما وظيفة الباب في عصر الإمام .
إذا قلنا الباب وظيفته إن يكون مصدر علم للمسلمين في حال غياب الإمام عن المسلمين يعني إذا كان إمام علي (ع) غايب عن المسلمين فيكون دور سلمان (ع) في مهمته إدارة أمور المسلمين . فما هو لزوم ودور إمام حسن (ع) إذا كان سلمان الفارسي (ع) موجود كونه الباب. والشيء نفسه مع كل إمام من أهل البيت (ع) وابوابهم ....
قال الرسول (ص) أنا مدينة العلم و علي بابها و لم يقل سلمان أو قيس أو ... هل يوجد حديث إن الرسول قال إن سلمان الباب و قيس الباب و رشيد الباب و و و هل يوجد حديث إن أهل البيت لديهم 12 باب .... يوجد الكثير من الأحاديث اللتي تقول إن الرسول ترك ١٢ إمام و ذكر عددهم و أسمائهم في الأحاديث للأمة الإسلامية من كتب السنة و الشيعة . فهل يوجد أحاديث تذكر أسماء الأبواب و عددهم و دلائل تعتمد عليه العلويين في قضية الباب ....
تاني شي لماذا لم يذكر العلماء العلويين في سوريا و لبنان عن موضوع الباب في كتبهم المطبوعة باللمكتبات لقد ذكرو عن محمد بن نصير(ر) كونه باباً لمولانا الإمام حسن العسكري (ع) لكن لم يذكرو في كتبهم إن لكل إمام باب فقط ذكرو ١٢ إمام و لم يذكرو أحاديث و أسمائهم .... أنا عرفت عن أسماء الأبواب من هذا الموقع و شكرا 1
الجـواب

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين.

الأخ الكريم السيد علي المحترم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  بالنسبة لسؤالك عن معنى كلمة (الباب)، فهو المدخل إلى الإمام المعصوم عليه السلام وبواسطته تخرج الأخبار الصحيحة إلى عموم مواليه، وهو لا يَنوب عن الإمام اللاحق، لأن دَوره يقتصر في حال حضور الإمام، وبعد مُضِيّ الإمام فالدور القيادي يكون للإمام الذي يَليه، فالبابيّة ليست بالمعنى الذي ذكرت، من أن الباب مصدر علم المسلمين، لأن ذلك يُلغي دور الأئمة التالين كما مَثَّلتَ، ولكنه مَدخلٌ إلى الإمام ومُوضحٌ للأحكام الصادرة منه وليس مَنشأً لها، وحتى بعد مُضِيّ الإمام العسكري وغيبة الإمام الحجة عليهما السلام فالباب الشُعَيْبِي ليس مَنشأًً للعلوم بل راوٍٍ لها ومُبيّناً معانيها بما سَمِعَه من إمامه.

  أما دليلنا على إنّ لكل إمام من الأئمة المعصومين عليهم السلام باب رضي الله عنهم فـ(الهداية الكُبرى) للشيخ الخصيبي الذي يقول في مُقدمتها مُتحدثاً عن نفسه وعن طريق رواياته:
وهو سماعه من الرجال الثقات، الذين لقيهم (رضي الله عنهم أجمعين)، منهم من عاشر الموليين السيدين الإمامين العسكريين (صلوات الله عليهما)، وروى عن ما يشتمل على أسماء رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأسماء امير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في السريانية والعبرانية وجميع اللغات المختلفة، وأسماء فاطمة الزهراء (صلوات الله عليها) وعلى الأئمة الراشدين الحسن والحسين ابني علي، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد، والحسن بن علي، ومحمد بن الحسن (الحجة) سمي جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكنيته بجده، ولقبه المهدي والغائب والمنتظر (صلوات الله عليهم أجمعين) وأسمائهم وكناهم - الخاص والعام منهم - وأسماء أمهاتهم، ومواليدهم، وأولادهم، وبراهينهم، ودلائلهم، ووفاة كل منهم، وشاهدهم وأبوابهم، والدلالة من كتاب الله (عز وجل) والأخبار المأثورة المروية بالأسانيد الصحيحة، وفضل شيعتهم، نفعنا الله بهم جميعا إنه على كل شيء قدير، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وهو رب العرش العظيم.

  وهذا المنهاج التأليفي لم ينفرد به الشيخ الخصيبي بل اعتمده كثيرون من العلماء والمصنفين، كالمُحَدّث محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي الثلج البغدادي المتوفى سنة 325هـ، أي قبل وفاة الشيخ الخصيبي بـ 39 سنة وكان من مُعاصريه، وقد ذكر في رسالته: مواليد الأئمة عليهم السلام، لكل إمام باب شرعي نصبه للدخول إليه، ورواية أبن أبي الثلج تتصل بسندها إلى الإمام علي بن موسى الرضا عليهما السلام من طريق عتبة بن سعد بن كنانة، عن احمد بن محمد الفارماني، عن نصر بن علي الجهضمي، والذي بدوره سأل الإمام الرضا، والجهضمي من المتحقق معاصرته للإمام وسؤاله له، وهو من رجال سند الخصيبي كما في الهداية.
والمُلفِت للإنتباه أنّ ابن أبي الثلج حين وصل إلى ذِكر الإمام علي الهادي عليه السلام قال: (بابه عثمان بن سعيد العمري وقال قوم أنه محمد بن نصير النميري الباب، وإن عثمان بن سعيد للباب ومحمد بن نصير للعلم).
قال ذلك دون أي تعقيبٍ أو فصلٍ، بمعنى ترك القضية عالقةً من دون اعتماده قولاً واحداً، ولعّل ذلك تسليماً والله أعلم.
وحين وصل إلى الإمام العسكري عليه السلام قال: (بابه عثمان بن سعيد ومحمد بن نصير كما قالوا في أبيه وهم النصيرية)، وكذلك الأمر أنهى الكلام دون تعقيب.

  ومن الذين نهجوا هذا النهج التأليفي: أبو جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري الأملي، وهو من أعلام القرن الرابع الهجري، ومن كبار المحدثين، صاحب كتاب دلائل الإمامة الذي ذكر فيه لكُلّ إمامٍ بابٌ شرعيٌ.

  ونهج هذا النهج: الميرزا محمد بن محمد رضا بن إسماعيل بن جمال الدين القمي، وهو من معاصري المجلسي صاحب بحار الأنوار، ذكر أيضاً أبواب الأئمة المعصومين، وغيرهم الكثير ومنهم معاصرون، فالقول بإثنى عشر باب لإثنى عشر إمام لا ينحصر بالعلويين، بل هو موضوعٌ مُشتركٌ بين الطائفتين مع اختلافٍ في بعض الأسماء.

  أما علمائنا الكبار في سوريا ولبنان وفي كل مكان، فقد سَلّموا لرواية الشيخ الخصيبي ، واعتمدوا هذا المنهج الفكري المُتأصّل.

  ثم إن الإمام لا يحتاج إلى الباب، بل الباب لحاجة شيعة الإمام، وهو باب العلم والرواية التي تخرج من قِبَل الإمام كما تقدّم.

  أما قول رسول الله صلى الله عليه وآله (أنا مدينة العلم وعلي بابها)، فهو تأصيلٌ لهذه القاعدة المُستمرة، فقد كان قوله في أمير المؤمنين عليه السلام تعيينياً وفيمَن يليه من المعصومين تأصيلياً لهذه القاعدة، لأن الإمامة إمتدادٌ للنبوة ولها خصائصها باستثناء الوحي، فكما كان للرسول بابٌ شرعيٌّ فوجب أن يكون لكل إمامٍ بابٌ شرعي، باختلاف معنى البابية، فبابية أمير المؤمنين هي: إمامةٌ كُليّةٌ وإمتدادٌ للنبوّة، وليست بابيّةً بالمعنى المُقيَّد كما هو الحال في أبواب الأئمة، وهذا بَيِّنٌ وَجَلِي.

فبابية أصحاب المعصومين وثقاتهم ليست إمتداداً لذاتية الإمامة، بل امتدادٌ لعلومِهم ومعارفِهم التي لا تنقطِع، وتوضيحٌ لتلك المَعارف المُتولّدة والمُتفاعلة.

  ولو تتبعنا سيرة المعصومين لوجدنا ذلك جَلياً، مِثال ذلك: فقد روى الطوسي في كتاب الغيبة عن هشام بن أحمر قال: (حملت إلى أبي إبراهيم عليه السلام إلى المدينة أموالاً فقال: ردّها فادفعها إلى المفضل بن عمر فحملتها إلى جعفى – المكان الذي كان يسكن فيه المفضل – فحططتها على باب المُفَضّل).
نفس المصدر عن موسى بن بكر قال: (كنتُ في خدمة أبي الحسن عليه السلام فلم أكُن أرى شيئاً يَصل إليه إلاّ من ناحِيَة المُفَضّل، وربما رأيت الرجل يَجيء بالشيء فلا يَقبله منه، ويقول: أوْصِلْهُ إلى المُفَضّل).

  وروايات كثيرة عن المعصومين تُفيد نفس المَعنى والمَغزى، فإرجاع المعصومين أتبَاعَهُم إلى ثقاتهم بَيِّنُ الغايَة والهَدَف وما هو إلا دليلٌ على أن الإمام لا يُؤتى إليه إلا من بَابه الذي نصبه عَلماً للسالكين.

  والحمد لله رب العالمين 2

حسين محمد المظلوم
24\10\2011