العلويون والشيعة على مذهب واحد وهو مذهب أهل البيت عليهم السلام.. الاندماج الذي نتمناه جميعا لا يجب أن يُؤدّي إلى إلغاء الهوية فلا أظن أنّ أحداً يَقبلُ بذلك.. لكل طائفة من الطائفتين تاريخها وأعيانها وقواعدها الأصولية الفقهية..

أُضيف بتاريخ الأربعاء, 02/05/2012 - 15:34

المرسل: حامد الكعبي \18\04\2012

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والصلاة والسلام على اشرف الخلق محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين
وبعد
منذ سنة تقريبا اطلعت على المذهب العلوي عن كثب وانا ارى من خلال تجوالي في المواقع الالكترونية ومن خلال ما اعتقده (انا امامي اثني عشري) لا اجد اي تقاطع بيننا
ترى ماهو السر الذي يحول دون الاندماج معا طالما اننا لدينا معا ربا واحدا وقبلة واحدة وكتاب واحد وفرائض مشتركة متطابقة ناهيك عن الالتزام بتعاليم اهل البيت عليهم السلام اجمعين
صدقني شخنا الجليل انه لشيء مؤلم ويحز في النفوس هذا الابتعاد مع انكم في وجداننا
وحتى يكون سؤالي فيه شيء من الوضوح ارجو ان تجيبوني عن شيء تعتقدونه انتم ولايعتقده مذهبنا
تقبلوا من اخيكم المسلم الشيعي اجمل سلام وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين
حامد الكعبي (العراق) 1
الجـواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على نعمة الولاية والصلاة والسلام على محمد في البداية والنهاية وآل بيته معدن الفضل والهداية.

  الأخ الكريم السيد حامد الكعبي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  إن الأصول الاعتقادية التي ذكرتَها، قاسمٌ مشترك بين كافة المذاهب الإسلامية، باستثناء الالتزام بمذهب أهل البيت عليهم السلام، فلم يلتزم بها إلا الشيعة والعلويين.

  إننا وإياكم على مذهبٍ واحدٍ وهو مذهب أهل البيت عليهم السلام، ولكن لكل طائفة من الطائفتين تاريخها وأعيانها وقواعدها الأصولية الفقهية والتي على أساسها يُضعف حديث عند طائفة ويقوى عند أخرى، إلا أن هذا الأمر قائمٌ بين أبناء الطائفة الواحدة، لذلك فهو ليس سبباً يحول دون الاندماج، الذي نتمناه جميعاً، دون أن يؤدي إلى إلغاء الهوية،2 أما السبب وبكل صراحة ووضوح فهو: التشكيك بصحة الانتماء والاتهامات الكثيرة التي ألصقها بنا الكثيرون من علماء الشيعة، والطعن ببعض أعياننا الأجلاء دون وجه حق يُذكر، كأبي شعيب3 ومحمد بن سنان وغيرهما من رواة الحديث الصحيح، وخصوصاً الشيخ الخصيبي ورجاله السبعين الذين عاصروا الإماميين العسكريين عليهما السلام.

  فهذه النقاط وغيرها تحول دون ما تسأل عنه مع العلم أننا لم نوجه تهمة الكفر إلى أحد حتى ولو اختلفنا معه لأن هذا الأمر ليس لنا ولا لغيرنا إلا أن الكثيرين من العلماء تجرأوا على توجيه هذه التهمة المشينة ظلماً وعدوانا واستناداً إلى أوهام لا وجود لها على أرض الواقع.4

  أخي الكريم إنّ متون المذهب تجمعنا حتى وإن اختلفنا في مخارج تلك المتون، لأن هذا الخلاف حاصلٌ بين أبناء الطائفة الواحدة كما ذكرتُ سابقاً حول القراءة المختلفة للحديث الواحد، وكتب الحديث وحواشيها تُؤكد ما ذكرتُ.

  أخي الكريم إنّ تعدّد المدارس الأصولية لا تُلغي الأساس ولا تُغيّر الهويّة المذهبية، فالاندماج بهذا المعنى قائمٌ، أمّا أن تتخلّى هذه الطائفة عن هويتها لتُلصق نفسها بطائفة أخرى فلا أظن أنّ أحداً يَقبلُ بذلك، لا أقول هذا من باب التعصّب بل من باب المُحافظة على تاريخ كل طائفة.

  إنّ أفضل اندماج هو أن يتخلى كل منا عن توجيه التهم إلى الآخر، مع العلم أننا لم نفعل ذلك، وبهذا فإنّنا نُصبح فروعاً مؤتلفةً في شجرةٍ واحدةٍ، وعلينا أن نعتمد البيّنة قبل إطلاق الأحكام.

  ما طالبتَ به من ذكر بعض الفروق ذكرتُها في كتابي (العلوية والمناهج الأخرى) ، ولكنها لا تُخرِجُ أحداً عن أصلِ المَذهب الجامع لما تفرّق.

  أخي الحبيب أشكر لك هذه الغيرة الصادقة والمحبة الناطقة سائلاً الله أن يُكثر من أمثالك ودمتَ بخير

  والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخوك حسين محمد المظلوم.
1\5\2012