العلوية والمناهج الإمامية

أُضيف بتاريخ الخميس, 14/10/2010 - 14:48

يمتاز هذا الفصل من غيره بتناوله بعض القضايا التي لم يتم الحديث عنها سابقاً، أو بحثها بجلاء ووضوح، وذلك لأسباب عديدة ليس هنا موضع سردها ومناقشتها، وقبيل الخوض في هذا المجال لا بد من التنويه على إنه لن يتم تناول الفرقة الكيسانية لانقراضها وعدم وجود من يتبنى أفكارها التي قامت عليها كفرقة مستقلة.

ومن الملاحظ أن أكثر الكتاب المعاصرين الذين تكلموا في أصول الفرق وخصوصاً الفرق الإمامية أتوا على ذكر الشيعة الاثنى عشرية والزيدية والإسماعيلية وتجاهلوا الطائفة الإسلامية العلوية.
ويبدو لي بعد استقراء بعض كتبهم سببان :

  1. الأول: ظَنُ بعضهم أن الطائفة العلوية من الفرق المغالية ولذا أخرجوها من عداد الفرق الإسلامية عامة والإمامية خاصة.
  2. الثاني: ظنُ بعضهم الآخر بأن العلويين مندمجون في الشيعة الاثنى عشرية فألغوا هويتها كطائفة مستقلة لها كيانها ومنهاجها ورجالها وتاريخها.
إنّ العلويين كمسلمين وفق منهاج أمير المؤمنين عليه السلام ليسوا بحاجة إلى شهادة من أحد بعد شهادة رسول الله صلى الله عليه وآله لهم بصحة الإسلام والإيمان حين قال :[ يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق.]
وأي شهادة أعظم وأكرم من هذه الشهادة المعصومة.

ثم أن الاتهامات التي ألصقت بنا ما هي إلا افتراءات دبجها السلاطين وروج لها أزلامهم من الفقهاء الوصوليين ويُرَدُ عليها بقول الشاعر:

إذا أتتك مذمتي من ناقص   فهي الشهادة لي بأني كامل

فمن أراد شهادة في الإيمان والإسلام فعليه بالبيت العلوي الشامخ الذي يُشرِّفُ ولا يُشَرَف .


أما النقطة الثانية والتي هي موضوع هذا الفصل فسيتم مناقشتها بعد هذا التوضيح :

إن فرقتي الزيدية والإسماعيلية تختلفان مع النهج العلوي في أصول الإمامة لأنهما لا يقران بالأئمة الاثنى عشر، فالفرقة الزيدية قالت بأربعة من الأئمة واعتقدت أن الخامس هو الإمام زيد بن علي الذي لم يَدّعِ الإمامة لنفسه.

والإسماعيلية تقول بستةٍ من الأئمة وترى أن السابع هو إسماعيل الذي توفي في حياة أبيه، وهذا السلسلة لا توافق النهج العلوي، وهناك خلافات كثيرة في بعض الأصول والفروع ليس هنا موضع بحثها.

وبالعودة إلى أصل الحديث أقول وما التوفيق إلا بالله: