الـمـنــاهــج الأُخــرى

أُضيف بتاريخ الخميس, 14/10/2010 - 14:48
مدخل

كلٌ يزعمُ أنّه على حق فيما يقول ويعتقد، إما مُستنداً إلى مَصادره التي يَطمئنُ إليها ويَعتمد عليها، أو مُقلداً آبائه بغير رُجوعٍ إلى جِهَةِ العَقل الذي ميّز الله به الإنسان .

إنَّ البَحث عَن الحقيقة يَتطلبُ أموراً لا بُدّ مِنها ولا غِنى عنها:

  • واحدها : التجرد عن الأهواء.
  • ثانيها : الاستعانة بالعقل.
  • ثالثها : الرجوع إلى الكتاب الكريم، والحديث الصحيح.

وأنا على يقين أن من يلتزم هذه الشروط سيصل إلى غايته إذا صاحبه التوفيق الإلهي، والله يختص برحمته من يشاء وهو على كل شيء قدير.

يمتاز العلويون من غيرهم من أبناء المناهج التي سنأتي على ذكرها بأنهم لا يُكفّرون أحداً ما لم يُعلن الكُفر بنفسه، ولأنّ التكفير : حُكمٌ يختص بعالم السرائر وما تخفي الضمائر.
ولا يَعني هذا أنهم لم يَجدوا أخطاءً عند غيرهم بل وَجدوا الكثير منها لكنهم لا يَلتفتون إلى الوَراء لأنّ ذلك يُؤخّرُ مَسيرة تقدُّمهِم، ولا يَتَعَقّبون عُيوبَ الناس لأن ذلك ليسَ منْ شِيَمِهم .
كما أنّهم لا يُجيزون إطلاقَ سبَّ أحدٍ عَملاً بقول أميرهم:
( أني أكره لكم أن تكونوا سبابين ولكنكم لو وصفتم أعمالهم وذكرتم حالهم كان أصوب في القول وأبلغ في العذر، وقلتم مكان سبكم إياهم:
اللهم احقن دماءنا ودماءهم وأصلح ذات بيننا وبينهم واهدهم من ضلالتهم حتى يَعرف الحق من جهله، ويرعوي عن الغي والعدوان من لهج به).

فلو تأدّبَ المُسلمونَ بهذه الآدابِ العلويةِ واقتدوا بصاحِبِ هذا المَقامِ لاجْتنبوا كثيراً من المِحَن التي وَقعت في الماضي فأدَّتْ إليهم التفرُّق والوَهْنَ في الحاضر وجعلتهم نهباً للطامعين والأعداء .
ثم إننا لو تأملنا في مَطاوي كُتُب الفِرَق لرأيناها تَعُجُّ بالطَعنِ على المُسلمِ العَلويّ ، وتَقبيحِ فِعْلِهِ، وتَلهَجُ بسَبِّهِ، وشَتْمِهِ لا لذنبٍ قدَّمَه غيرَ كُرْهِهِ الانحِناءَ لسُلطانٍ جائرٍ وأميرٍ مُتلونٍ.
ولأن بَعضهُم يَتَجاهَلُ، أنَّ العلويَّ على هُدىً مِنْ رَبّه وبَصيرةٍ مِن إمامِه، وكَفاهُ عِزاً أنَّ العَلويَة المَعْصُومَة نَهجُهُ المُنيرِ وطريقَهُ إلى الله، وباللهِ نَستعينُ على حُسْنِ الطاعةِ، والصَبْرِ على أذَى المُنافِقينَ، وَلِيَذهَبَ الحُسّادُ يَميناً وشِمالاً فإنّما العِزّة للهِ، ولِرَسُولِهِ، وَلِلْمُؤمِنينَ.

فالعلوية والمناهج الأخرى بلسان الحال:

لا أكـره الحســاد ليس بوسعهــم   أن يغمطوا شمس الضحى أفضالها
منَّـت عليهم بالحيــاة وما رضوا
  منهــا ولو خلعــت لهم ســربالهـــا
الإمام الشيخ عبد اللطيف إبراهيم