البحث عن العلوية

أُضيف بتاريخ الخميس, 14/10/2010 - 14:48

إنّ البحث عن الحقيقة العلوية ليس بالأمر العسير 1 ولا بالسر الخطير 2 وما على الباحث البصير إلا أن يسرج مصباح عقله، ويجلو ظلمة جهله، ويتجرد من أهوائه، ويرفع حجاب العصبية ليشاهدها بصفائه، فهي راسخة في أصول العقيدة الإسلامية بإمامتها الجلية 3 وقائمة بفروعها الشرعية بولايتهـــــا النقية 4 فالرسالة المحمدية السمحة أبرزت الحقيقة العلوية الغراء في تبليغها الأخير وإعلانها الشهير يوم الغدير، والحقيقة العلوية العصماء أوضحت الرسالة المحمدية بنهجها المنير 5 ، وصانتها من التحريف والتغيير 6 وحفظتها بجهادها الكبير 7 .

وحين نذكر العلوية كذات معصومة لها الإمامة والولاية فإنما نقصد بها مولانا أمير المؤمنين عليه السلام.

وحين نذكرها كعقيدة مرقومة تُرشد إلى معرفة الغاية فإنما نقصـد بها نهجه المبين الذي أوضحه أصـولاً وفروعاً لشيعته المتقين وأوليائه العلويين الذين نسبوا إليه تطهرًا باسمه 8 المكتوب على العرش مع اسم النبي الأمين، وسلكوا نهجه مع السالكين المتقين 9 وتأدبوا بآدابه بإيمان ويقين 10 وتحملوا في سبيل الإقرار بولائه عدوان الظالمين 11 فانتماؤهم إليه هو انتماء إلى الإسلام بأصوله الكاملة، وفروعه الشاملة، وآدابه الفاضلة لأن العلوية قد مثلت هذه الخصال في سلوكها المثالي، وحببتها إلى المنتمين إليها.

  • 1 إنما تعسر فهم العلوية على أكثرهم لأنهم لا يريدون أن يفهموها إلا بمنظارهم الضيق منظار التقليد الأعمى تعصباً مقيتاً فمالوا عن سواء سبيلها لإنكارهم واضح دليلها.
  • 2 دأب الكثيرون من الحاقدين في اتهام العلوية بالباطنية والسرية، وما ذلك إلا تعصبٌ درجوا عليه، وتمويهٌ لجهلهم فضلها، وحجة ليتنقصوا قدرها الرفيع.
  • 3 الإمامة في المعتقد العلوي من أصول الدين وعليها بني المذهب بدليل قوله تعالى: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) ولما كان كمال الدين موقوفاً على تبليغ إمامة وخلافة أمير المؤمنين عليه السلام وجب أن تكون الإمامة أصلاً من أصوله .
  • 4 قال الإمام محمد الباقر عليه السلام:
    [بني الإسلام على خمس على الصلاة والزكاة والحج والصوم والولاية ولم يناد بشيء كما نودي بالولاية].
  • 5 لا يُحصى عدد خطب أمير المؤمنين إذا ما غاب منهن أكثر مما ظهر موعظة وتوحيداً ولا يُحَدّ فضل أقواله التي توضح أصول الإسلام وفروعه.
  • 6 الصيانة: حفظ الأئمة المعصومين أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله من الضياع والتبديل، ولهم أيادٍ بيضاء في تمحيصها، وفي هذا قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
    [في كل خلف من أمتي عدول من أهل بيتي ينفون عن هذا الدين تحريف الضالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين].
  • 7 أثبت المؤرخون أنه لولا ضربة علي عليه السلام عمرو بن عبد ود العامري يوم الخندق لما قام للإسلام عمود ولا اخضرّ له عود، وذلك حين برز الإيمان كله إلى الكفر كله، وكذلك كان مبيته على فراش رسول الله ليلة الهجرة خير برهان على جهاد العلوية في حفظ الإسلام والمسلمين.
  • 8 هذا ما أوضحناه مراراً والحق الذي نصرح به تكراراً إن اسم العلويين نسبة إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وإن هذه النسبة الشريفة هي نسبة ولائية محضة، وما كان منها عن قرابة فهو مقرون بالمودة الصادقة الموجبة الطاعة الدالة على الإمامة.
  • 9 إن سلوك النهج العلوي هو السلوك المثالي الذي لا يقاس به إذ يسمو بسالكه إلى مصاف الأولياء المتقين، وسنأتي على بيان ذلك في فصل مستقل.
  • 10 الآداب العلوية هي مجموع ما أمر الله به في كتابه، والرسول في خطابه من مكارم الأخلاق.
  • 11 هذا أمر لا يخفى على أهل النظر فكم لاقى المسلم العلوي من المحن في تمسكه بهذا الولاية.