المُسلمون العلويون فئةٌ عربيةُ الدمِ واللسانِ والمنشأ, وتاريخهم حافلٌ بالجهادِ والبطولةِ والمآثرِ الحميدةِ، ولا يشك في ذلك إلا من أراد المُجادلةَ العقيمةَ.. ينقسم العلويون من حيث النسب إلى أربعة أقسام وهم: التنوخيون، والغساسنة، والسنجاريون. والمحرزيون.

أُضيف بتاريخ الثلاثاء, 17/04/2012 - 06:24

المرسل: رضوان \24\03\2012م

السلام عليكم
هناك من يشكك بنسب العلويين الموجودين في سوريا ولبنان
فهل لكم أن تذكروا لنا عشائركم وإلى من تنتسب بالتفصيل
وشكرا لكم 1
الجـواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين وأصحابه المنتجبين.

  الأخ الكريم السيد رضوان تحية طيبة وبعد

  المُسلمون العلويون فئةٌ عربيةُ الدمِ واللسانِ والمنشأ, وتاريخهم حافلٌ بالجهادِ والبطولةِ والمآثرِ الحميدةِ، ولا يشك في ذلك إلا من أراد المُجادلةَ العقيمةَ، ونحن في غنى عن ذلك، فكتبُ التاريخِ ( الصادقُ مِنها ) تُثبتُ هذه الحقيقةَ، وتُؤكّدُها بجلاءٍ، لِمَن أرادَ الإطلاعَ والتوسعَ بتجردٍ وواقعيةٍ، ونزعَ العصبيةَ التي تعمي صاحبها وتصمّهُ عن سَماعِ الحقيقة .

  لقد تناولت هذا الموضوع مُطوّلاً في كتاباتٍ سابقةٍ ودَللتُ عليه من أقوالِ الآخرين كي تكونَ الحجّة ألزَمَ على المُفترين، وإليك بعضها:

  يقول الشيخ محمد رضا شمس الدين في كتابه ( العلويون في سورية ) :
والذي تسر له النفوس هو عروبة العلويين بل هم منها في الصميم في اللغة والدم والطبع والعادة وفي الذكاء والفهم والضيافة والكرم وفي الشجاعة والبسالة .

  ويقول الدكتور مصطفى الرافعي في كتابه ( إسلامنا في التوفيق بين السنة والشيعة) :
وفي الحقيقة أن العلويين عرب أقحاح معروفون بأنسابهم ومشهورون , لا كما يزعم المغرضون.

  وقال الأستاذ أدهم آل الجندي في كتابه عن تاريخ الثورات السورية عهد الإنتداب الفرنسي الذي قال فيه تحت عنوان ( البطولات التاريخية الخالدة ) :
يحق لنا أن نتحدث عن ثورة الشيخ صالح العلي بكثير من الفخر والاعتزاز وكفى بالعلويين فخراً أنهم قاوموا الروم الغزاة عدة أجيال، ونكّبوا بأفدح الخسائر، وقاوموا السلطان سليم بعنف، فنكّل بهم ولما تغلب الفرنسيون على ثورة الشيخ صالح العلي حكم الفرنسيون جبال العلويين حكماً مباشراً ولكن الروح العربية كانت كامنة في نفوسهم الأصيلة وكان أقصى أمانيهم أن تتحقق وحدة البلاد السورية. 

  وقال الكاتب منير الشريف الدمشقي محافظ اللاذقية سابقاً :
وإنها مع ما نزل بها من البلايا والرزايا من قبل الحكام الشعوبيين فإنها لا تزال مرتبطة بالعروبة والإسلام ورافعة الراية العربية على جبالها الشماء وعلى ساحل بحرها اللاذوردي منذ رفعها العرب في كل مكان , تحترم الحقوق وتحافظ على التربة العربية الطيبة وتسير بسرعة إلى الأمام لتتبوأ مكانها في دنيا العرب , فليعلم العرب ذلك في كل أقطارهم وليكف الذين يدّعون العلم بأنهم مؤرخون عن تخرصات وتهم يلصقونها بالمسلمين العلويين , لأنها تضر بالوحدة القومية والحقائق .
  وقال :
والعلويون وطنيون ولا ريب، وبوصفهم عرباً فإنهم يتحمسون للعروبة وهم من القائلين قدماً إن الخلافة في قريش , وإن أقدم فخذ في قريش هو آل علي , وهذا يعني أنهم لا يؤمنون إلا بالحكم العربي .
  إلى أن قال :
والعلويون يفاخرون بمدنية العرب السابقة وفتوحهم ومجدهم , وأخلاقهم العالية , وينتظرون عهداً قريباً ينهض العرب فيه من كبوتهم ويأخذون مركزهم تحت الشمس , متحدين أعزاء رافعي الرأس .

  وقال الأستاذ محمد كرد علي في كتابه خطط الشام :
وما زالت سنحات بعض سكان الأصقاع الشامية كحوران والبقاع تنم عن عربية صرفة على ما ترى ذلك ماثلاً في الطوائف التي احتفظت بأنسابها العربية ولم يدخلها دم جديد كسكان الشوف ووادي التيم , وجبل حوران , وجبال الكلبية , وهي بعض من سلسلة جبال العلويين , وما طول القامات واتساع الصدور ومتانة العضلات والجملة العصبية والأدمغة في الجامعات كما في الأفراد , والأدلة ناصعة فيما ورثته أبناء البلاد من الدم العربي.

  ونكتفي بهذه الأدلة الموجزة والدالة على عروبة العلويين ووطنيتهم والغنية عن الدليل وإقامة البرهان فالعيان يُغني عن البيان.

  أما عشائر هذه الطائفة وعائلاتها فهي كالتالي:

  يَنقسم العلويون من حيث النسب إلى أربعةِ أقسامٍ وهم: التنوخيون، والغساسنة، والسنجاريون. والمحرزيون.

  فالتنوخيون: هم عربٌ من قبائل شتى، رحلوا من اليمن بعد خراب سد مأرب بسبب القحط والجفاف، واتجهوا شمالاً وشرقاً إلى مصادر المياه في شط العرب قرب البصرة، وفي نهر الفرات وفروعه، طلباً للماء والكلأ.
اتخذوا من مَعَرّة النعمان عاصمةً لهم، ثم رحلوا من المعرة إلى اللاذقية سنة 249هـ، ونزلوا فيها وما حولها من الأرياف، وقد كانت اللاذقية تحت حكم الروم فعَيّنوهم عليها وُكلاء عَنهم لِمَا كانوا يَملكون من القوة، وفي عام 317هـ شعر التنّوخيّون بضعف الرّوم فأعلنوا القيام عليهم برئاسة الحُسين بن اسحاق بن يوسف بن ابراهيم التنّوخي، فاستقلّوا بحُكم اللاذقية.

  أما الغساسنة: فإنهم عربٌ من قبائل شتى، كانوا يعيشون في حوران والجولان وطبرية، وقسم من هذه القبائل كان من المسلمين العلويين.
نزحوا إلى الساحل السوري منذ النصف الثاني من القرن الرابع حتى منتصف القرن الخامس، واستقروا إلى جانب المسيحيين بدءاً من مناطق صافيتا وتلكلخ وطرطوس وبانياس وجبلة ومصياف.
اشتهر منهم: الأمير محمد بن رائق بن الخضر الغساني، وكان من كبار الأمراء، فقد جاء الشام وحَكَمَها، ثم مَدّ حُكمَه إلى طبريا وطرابلس وما بينهما من القرى والبلدان، ثم قصد إلى بعلبك وحمص فاستولى عليهما، وبعد أن خضعت له كل هذه البلدان عاد إلى بغداد.
ومن الذين اشتهروا أيضاً: السيد عيسى الأديب البانياسي الذي كان حاكماً لقلعة بانياس الشام، وهاجر منها إلى الساحل حوالي سنة 420هـ.

  والسنجاريون: فهم قبائل عربية كانت تعيش في بلاد سنجار الواقعة على الحدود ما بين سورية والعراق، وهم من بقايا القبائل العربية اليمنية التي حاربت مع أمير المؤمنين عليه السلام في معركة صفين، وقد استقر بعضهم على ضفاف نهر الفرات حتى بلدة عانة، ونتيجة الظلم الذي تعرّضوا له ارتحلوا إلى بعض الأماكن النائية ومنها سنجار.
وقد اشتهر منهم: الأمير حسن بن يوسف بن مكزون السنجاري.. 

  والمَحَارزة: فهم عربٌ أقحاحٌ جاؤوا من مِصر بصفة محاربين لنجدة أخوانهم، وهم هاشميّوا النسب، وسُمُّوا بذلك نسبةً إلى قائدهم: الأمير محرز الجيشي، واشتهر منهم الكثيرون: كالشيخ بدر الغفير، والشيخ حيدر بالضهر، وغيرهما من أعلام العلويين.

  وفي كل حال فإننا ننظر إلى هذه العشائر كعائلاتٍ عريقةٍ معروفةِ الحَسَبِ والنَّسَبِ، لها أصولها الثابتة وفروعها النابتة، وإنّ العلاقة بينها فهو على أساس وَلائي، وقد استغلّ الاستعمار الحاقد هذه الفُروق الطبيعية لمآربَ فاسدةٍ، إلاّ أنّ العُقلاء والحُكماء تصدّوا لتلك المحاولات الخبيثة، الساعية إلى التفريق البغيض.

  فهذا باختصار أنسابُ العائلاتِ العلوية، أمّا التفصيلُ فيحتاجُ إلى استفاضةٍ  نحن بغنى عنها، أولاً: لوجودها، وثانياً، لعدم الفائدة منها.

حسين محمد المظلوم
16\4\2012