جاءت شهرة الكاتب محمد أمين غالب الطويل صاحب ما يسمى كتاب تاريخ العلويين لأنه ألبسنا ما ليس لنا فكتابه مغاير للوقائع والحقائق ولذلك فإننا نضرب به عرض الحائط.. القول أنّ ابن عربي من العلويين كما قال الطويل غباء مفرط.. التصوّف الصحيح والتصوّف السلبي..

أُضيف بتاريخ الأربعاء, 23/11/2011 - 05:42

المرسل: zaynab تشرين ثاني-17-2011م

بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين وعلى اصحابهم المنتجبين ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين وبراءة من أعدائهم الى يوم الدين..
أما بعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الشيخ الفاضل حفظكم الله
في مواقع عدة يكتب عن غالب الطويل انه اعتبر ابن عربي علوياً ؟؟
1 ـ من هو ابن عربي ؟
2 ـ وهل يعتبر ابن عربي من شيعة مولانا أمير المؤمنين علي (ع)؟
3 ـ ما يقول العلويون في ابن عربي لقطع الشك باليقين بنسبته للعلويين .؟
لأنه من يقرأ (على النت) ان ابن عربي ليس بشيعي ومن ثم يقرأ ان غالب الطويل اعتبره علوياً فيشتبه عليه الامر وينسب للعلويين ما لا يجب ان ينسب (أقله اعتقادهم بالحلول) فهذا ايضاً يعد ظلم بالطائفة فوق ظلم ..
4 ـ ما موقف الأئمة عليهم السلام من المتصوفين في عصرهم، هؤلاء الذين اعتقدوا أن الله (والعياذ بالله ) حل في كل شيء..
وشكرا لكم ودمتم للخير ناشرين ولأماناتكم حافظين.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 1
الجـواب

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  الكاتب محمد أمين غالب الطويل صاحب ما يسمى كتاب تاريخ العلويين أسوء من كتب عنهم لما يحوي كتابه من الأساطير والأباطيل المضحكة، ولم يستند في بحثه على أيّ مصدر مُعتبر، بل أطلق العنان لخياله الواسع، ولمسموعات غير مُحَققة كما اعترف بذلك.

  وقد فنّدت الكثير من أوهامه في كتاباتٍ عدّة، وشَكَّكتُ في علويته استناداً إلى أقواله التي تدل على انتمائه لغير هذا البيت العلوي. 2

  وبالنتيجة: فكتابه مُغاير للوقائع والحقائق، ولذلك فإننا نضرب به عرض الحائط، ومن هنا جاءت شهرته لأنّه ألبسنا ما ليس لنا، وقد طُبع عشرات المرات والغاية مَعروفة.

أما سؤالكِ عن ابن عربي فهو:

  أبو بكر محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله الحاتمي الملقب بمحي الدين ولد عام 1165م وتوفى عام 1240م.
صوفي مشهور معروف بمذهبه في وحدة الوجود درس الفقه والحديث باشبيلية وأرتحل إلى المشرق فدخل مصر والحجاز وما بين النهرين واسيا الصغرى والشام وأقام في دمشق وتوفى فيها.
كان في العبادات والمعاملات ظاهرياً وفي العقائد باطنياً، تبلغ مصنفاته المائتين.
  اشتهر بالقول:

  • سبحان من خلق الأشياء وهو عينها.
  • الوجود كله واحد.
  • وجود المخلوقات عين وجود الخالق.

إلى ما هنالك من المقالات التي تتنافى مع منهاج المعصومين عليهم السلام.

  والقول أنه من العلويين كما قال الطويل غباء مفرط، أو أنه من شيعة أهل البيت فغير صحيح.

  أما قولنا في ابن عربي كما أجمع علماؤنا فهو فاسد المذهب وقد رد على أفكاره الشاذة الكثيرون من شيوخنا الأجلاء:

والذي قال في حُلول وجود   الله في الخلقِ جُنَّ أو خرّفَا
وهـو جهـمـيُ هـذه الأمـة   ردَّ القرآن والصُّحُـفَــا
خـالف اللهَ والنبيَ عِنــاداً   وهو لم يَدر مع من اختلفـا
بِـدَعُّ أمرَضت قلوبهم لـكـن   كَرَعنــا نحـنُ اليقيــن شـفا
ما انحرفنا عن الولاية لا والله،   لـكـنّ غـيـرنـا انــحــرفا
ومشينـا على الصـراط سوياً   كَـتِـفـاً في مَسيــرنـا كَـتِـــا
ضلَّ من يقرن الخوارج ظُلماً   في علـي والسـادَةِ الحُنـفـا
والذي قـال: مـَا أحـبـك إلا   مؤمـنٌ. داعـمٌ لنا، وكــى

فهذا هو رأي علماؤنا في ابن عربي ووحدته المنافية لشريعة الله سبحانه وتعالى.

أما سؤالك عن رأي الأئمة في متصوفي زمانهم.

  فهنا يجب التفريق بين التصوف الصحيح وغيره من المسالك الشاذة.

  • فالتصوف الصحيح الذي لا تعقيب سلبي عليه هو: الزهد في الحرام، والرغبة في الحلال، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والحب في الله، والبغض في الله، وما يندرج في هذا السياق الإسلامي، فهذا هو التصوف الصحيح الذي لا يُحلّل حراماً ولا يُحَرّم حلالاً، وقد حث عليه أئمتنا العِظام.
  • أما التصوف السلبي فهو الذي يُحَرّم حلالاً أباحه الله لعباده، ويُكلّف النفس فوق ما كَلّفها الله.

  وخيرُ دليلٍ نُقدّمه، ما أورده ابن شعبة الحراني في كتابه القيّم (تحف العقول) وهو التالي:

  دخل سفيان الثوري على أبي عبد الله (عليه السلام) فرأى عليه ثيابا بيضاء كأنها غرقئ البياض، فقال له: إن هذا ليس من لباسك.
فقال (عليه السلام) له: اسمع مني وعِ ما أقول لك فإنه خيرٌ لك عاجلا وآجلا إن كنت أنت مُتَّ على السُنّة والحق ولم تمُت على بدعة، أُخبركَ أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان في زمانٍ مُقفِرٍ جَشب فإذا أقبلت الدنيا فأحق أهلها بها أبرارها لا فجارها، ومؤمنوها لا منافقوها، ومسلموها لا كفارها، فما أنكرت يا ثوري فوالله إني لمع ما ترى ما أتى عليّ مذ عقلت صباح ولا مساء ولله في مالي حق أمرني أن أضعه موضعاً إلا وضعته.
فقال: ثم أتاه قومٌ ممّن يُظهر التزهّد ويدعون الناس أن يكونوا معهم على مثل الذي هم عليه من التقشف، فقالوا: إنّ صاحبنا حصر عن كلامك ولم تحضره حجة.
فقال (عليه السلام) لهم: هاتوا حججكم.
فقالوا: إنّ حججنا من كتاب الله.
قال (عليه السلام) لهم: فأدلوا بها فإنها أحق ما اتُبِعَ وعُمِلَ به.
فقالوا: يقول الله تبارك وتعالى مُخبرا عن قومٍ من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) ﴿ ويُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ ولَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ ومَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ فمدح فعلهم، وقال في موضع آخر: ﴿ ويُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً ويَتِيماً وأَسِيراً ﴾ فنحن نكتفي بهذا.
فقال رجل من الجلساء: إنا ما رأيناكم تزهدون في الأطعمة الطيبة ومع ذلك تأمرون الناس بالخروج من أموالهم حتى تتمتعوا أنتم بها!
فقال أبو عبد الله (عليه السلام): دعوا عنكم ما لا يُنتفع به، أخبروني أيها النفر ألكم عِلمٌ بناسخ القرآن من منسوخه ومُحكَمِه من مُتشابهه الذي في مثله ضل من ضل وهلك من هلك من هذه الأمة؟
فقالوا له: بعضه فأما كُلّه فلا.
فقال (عليه السلام) لهم: من هاهنا أوتيتم وكذلك أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأما ما ذكرتم من إخبار الله إيانا في كتابه عن القوم الذين أخبر عنهم لِحُسن فِعالهم فقد كان مُباحاً جائزاً، ولم يكونوا نُهوا عنه وثوابهم منه على الله وذلك أنّ الله جَلّ وتقدّس أمر بخلاف ما عَمِلوا به فصار أمرُه ناسخاً لفعلهم، وكان نهى تبارك وتعالى رحمةً لمؤمنين ونظراً لكيلا يضروا بأنفسهم وعيالاتهم منهم الضعفة الصغار والولدان والشيخ الفانِ والعجوز الكبيرة الذين لا يَصبرون على الجُوع، فإن تصدّقت برغيفي ولا رغيف لي غيره ضاعوا وهلكوا جوعاً، فمن ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
خمس تمرات أو خمس قرص أو دنانير أو دراهم يملكها الإنسان وهو يريد أن يمضيها فأفضلها: ما أنفقه الإنسان على والديه، ثم الثانية: على نفسه وعياله، ثم الثالثة: على القرابة وإخوانه المؤمنين، ثم الرابعة: على جيرانه الفقراء، ثم الخامسة: في سبيل الله وهو أخسّها أجراً.
وقال النبي (صلى الله عليه وآله) للأنصاري حيث أعتق عند موته خمسة أو ستة من الرقيق ولم يكن يملك غيرهم وله أولاد صغار: لو أعلمتموني أمره ما تركتكم تدفنونه مع المسلمين، تَرَكَ صِبيةً صِغاراً يتكفّفون الناس.
ثم قال: حدثني أبي أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) قال: ابدأ بمن تعول الأدنى فالأدنى.
ثم هذا ما نطق به الكتاب رداً لقولكم ونهياً عنه مفروض من الله العزيز الحكيم قال: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَ‌ٰلِكَ قَوَامًا ﴾ أفلا ترون أنّ الله تبارك وتعالى عَيَّرَ ما أراكم تدعون إليه والمُسرفين وفي غير آية من كتاب الله يقول ﴿ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ فنهاهم عن الإسراف ونهاهم عن التقتير، لكن أمرٌ بين أمرين: لا يُعطي جميع ما عنده ثم يدعو الله أن يرزقه فلا يستجيب له، للحديث الذي جاء عن النبي (صلى الله عليه وآله) أن أصنافاً من أُمّتي لا يُستجاب لهم دُعاؤهم:
  رجلٌ يَدعو على والديه.
  ورجل يدعو على غريم ذهب له بمال ولم يشهد عليه.
  ورجل يدعو على امرأته وقد جعل الله تخلية سبيلها بيده.
  ورجل يقعد في البيت ويقول يا رب ارزقني ولا يخرج يطلب الرزق فيقول الله جل وعز عبدي أولم أجعل لك السبيل إلى الطلب والضرب في الأرض بجوارح صحيحة فتكون قد أعذرت فيما بيني وبينك في الطلب لإتباع أمري ولكيلا تكون كلّا على أهلك فإن شئت رزقتك وإن شئت قتّرت عليك وأنت معذور عندي.
  ورجل رزقه الله مالا كثيرا فأنفقه ثم أقبل يدعو يا رب ارزقني فيقول الله: ألم أرزقك رزقاً واسعاً أفلا اقتصدت فيه كما أَمَرتُك ولم تُسرِف وقد نهيتك.
  ورجل يدعو في قطيعة رحم.
ثم عَلَّمَ الله نبيه (صلى الله عليه وآله) كيف يُنفق، وذلك أنّه كانت عنده (صلى الله عليه وآله) أوقية من ذهب فَكَرِهَ أن تَبيتَ عنده شي‏ء فتصدق وأصبح ليس عنده شي‏ء، وجاءه من يسأله فلم يكن عنده ما يُعطيه، فلامَه السائل واغتَمّ هو (صلى الله عليه وآله) حيث لم يكن عنده ما يُعطيه، وكان رحيماً رفيقاً فأدّب الله نبيه (صلى الله عليه وآله) بأمره إياه فقال: ﴿ ولا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ ولا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً ﴾ يقول: إنّ الناس قد يسألونك ولا يعذرونك فإذا أعطيت جميع ما عندك كنت قد خسرت من المال.
فهذه أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) يُصَدّقها الكتاب، والكِتاب يُصَدّقه أهله من المؤمنين.
وقال أبو بكر عند موته حيث قيل له: أوصِ، فقال: أوصي بالخمس والخمس كثيرٌ فإنّ الله قد رضي بالخمس فأوصى بالخمس، وقد جعل الله عز وجل له الثلث عند موته ولو علم أنّ الثلث خير له أوصى به، ثم من قد علمتم بعده في فضله وزهده سلمان وأبو ذر رضي الله عنهما:
  فأمّا سلمان رضي الله عنه فكان إذا أخذ عطاءه رفع منه قوته لِسَنَتِهِ حتى يَحضُرَهُ عطاؤه من قابلٍ، فقيل له: يا أبا عبد الله أنت في زهدك تصنع هذا وإنك لا تدري لعلّك تموت اليوم أو غداً! فكان جوابه أن قال: ما لكم لا تَرجُون لي البقاء كما خِفتم عليّ الفناء! أوما علمتم يا جهلة أنّ النفس تلتاث على صاحبها إذا لم يكن لها من العيش ما تعتمد عليه، فإذا هي أحرزت معيشتها اطمأنّت.
  فأما أبو ذر رضي الله عنه فكانت له نويقات وشويهات يحلبها، ويَذبح منها إذا اشتهى أهله اللحم أو نزل به ضيف أو رأى بأهل الماء الذين هم معه خصاصة نحر لهم الجزور أو من الشياه على قدر ما يذهب عنهم قرم اللحم، فيقسمه بينهم ويأخذ كنصيب أحدهم لا يُفضّل عليهم.
ومن أزهد من هؤلاء وقد قال فيهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما قال، ولم يبلغ من أمرهما أن صارا لا يملكان شيئا البتة، كما تأمرون الناس بإلقاء أمتعتهم وشيئهم ويؤثرون به على أنفسهم وعيالاتهم.
  واعلموا أيها النفر أني سمعت أبي يروي عن آبائه (عليهم السلام) أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال يوما: (ما عجبت من شي‏ء كعجبي من المؤمن أنه إن قرض جسده في دار الدنيا بالمقاريض كان خيراً له، وإن مَلك ما بين مشارق الأرض ومغاربها كان خيرا له، فكل ما يصنع الله عز وجل به فهو خير له).
فليت شعري هل يحيق فيكم اليوم ما قد شرحت لكم أم أزيدكم، أوَمَا علمتم أنّ الله جل اسمه قد فرض على المؤمنين في أول الأمر أن يُقاتل الرجل منهم عشرة من المشركين ليس له أن يولي وجهه عنهم، ومن ولاهم يومئذ دُبرَه فقد تبوّأ مقعده من النار، ثم حوّلهم من حالهم رحمة منه، فصار الرجل منهم عليه أن يقاتل رجلين من المشركين تخفيفاً من الله عز وجل عن المؤمنين، فنَسَخَ الرجلان العشرة.
  وأخبروني أيضا عن القضاة أَجَوْرٌ منهم حيث يفرضون على الرجل منكم نفقة امرأته إذا قال: أنا زاهد وإنه لا شي‏ء لي.
فإن قلتم جور ظلمتم أهل الإسلام، وإن قلتم بل عَدلٌ خصمتم أنفسكم، وحيث تريدون صدقة من تصدّق على المساكين عند الموت بأكثر من الثلث. أخبروني لو كان الناس كلهم كما تريدون زُهّاداً لا حاجة لهم في مَتاع غيرهم فعلى من كان يُتَصَدّق بكفّارات الإيمان والنذور والصدقات من فرض الزكاة من الإبل والغنم والبقر وغير ذلك من الذهب والفضة والنخل والزبيب وسائر ما قد وجبت فيه الزكاة؟! إذا كان الأمر على ما تقولون لا ينبغي لأحدٍ أن يَحبس شيئاً من عَرَض الدنيا إلا قَدَّمَه وإن كان به خصاصة.
فبئس ما ذهبتم إليه وحملتم الناس عليه من الجهل بكتاب الله عز وجل وسُنّة نبيه (صلى الله عليه وآله) وأحاديثه التي يُصَدّقها الكتاب المنزل أو ردّكم إياها بجهالتكم وترككم النظر في غرائب القرآن من التفسير بالناسخ من المنسوخ والمحكم والمتشابه والأمر والنهي.
  وأخبروني أنتم عن سليمان بن داود (عليه السلام) حيث سأل الله مُلكاً لا ينبغي لأحد من بعده، فأعطاه الله جَلّ اسمه ذلك وكان (عليه السلام) يقول الحق ويعمل به، ثم لم نجد الله عَابَ ذلك عليه ولا أحداً من المؤمنين.   وداود (عليه السلام) قبله في مُلكه وشدّة سُلطانه.   ثم يوسف النبي (عليه السلام) حيث قال لملك مصر ﴿ اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ﴾ فكان أمره الذي كان اختار مملكة الملك وما حولها إلى اليمن، فكانوا يَمتارون الطعام من عنده لمَجاعةٍ أصابتهم، وكان (عليه السلام) يقول الحق ويعمل به فلم نجد أحداً عاب ذلك عليه.
ثم ذو القرنين عبدٌ أحَبّ الله فأحبه، طوى له الأسباب ومَلّكَهُ مشارق الأرض ومغاربها، وكان يقول بالحق ويعمل به ثم لم نجد أحداً عابَ ذلك عليه.
فتأدّبوا أيها النفر بآداب الله عز وجل للمؤمنين، واقتصروا على أمر الله ونهيه، ودعوا عنكم ما اشتبه عليكم مِمّا لا عِلم لكم به، وردّوا العلم إلى أهله تؤجروا وتُعذروا عند الله تبارك وتعالى، وكونوا في طلب علم الناسخ من القرآن من منسوخه، ومُحكَمِه من مُتشابَهه، وما أحَلّ الله فيه مِمّا حَرّم، فإنّه أقرب لكم من الله، وأبعد لكم من الجهل، ودَعوا الجهالة لأهلها فإنّ أهل الجهل كثيرٌ وأهلُ العلم قليلٌ، وقد قال الله ﴿ وفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ﴾ . (تحف العقول)

  أما الذين يُحِلّونَ الباري في الأشياء فهم ليسوا من التصوّف في شيء، وهم خارجون عن منهاج التوحيد الذي ما جاء الإسلام إلا لتأكيده، كمنهاجٍ أساسيّ وأصلٍ سَنيّ تُبنى عليه كافّة الأصول الإعتقادية.

حسين محمد المظلوم
20\11\2011

  • 1القارئ الكريم: في موضوعنا (أنت تسأل والشيخ العلوي يُجيب) السؤال مُتاح للجميع فلا تتردّد و اتصل بنا .
    ومن أحب الإطلاع على بقية الأسئلة فإليكم: فهرس الأسئلة مُصنّفة حسب إسم السائل. 
  • 2 القارئ الكريم: إذا كتبت كلمة الطويل في محرك البحث في موقعنا تظهر لك العديد من المواضيع التي تتحدث عنه وتفنّد مزاعمه. (محرّك البحث لن يظهر لك إلا بعد تسجيل العضوية وهو في الأعلى على يمين القارئ تحت الشارة).